هالة جلال تكتب: لم يكن إلا نفسه دائما

عرفت عماد أبو غازي ٤ مرات.   أولهم عماد زميل سفر في رحلة لحضور مؤتمر في جامعة كينجستون عن المرأة والابداع كان العام الذي اندلع بركان ضخم في جبل إيافيالايوكل الجليدي جنوب آيسلندا مسبباً كميات هائلة من السحب الرمادية التي امتدت لأجزاء واسعة من أوروبا، وتسببت حينئذ في هبوط نحو مئة ألف رحلة في أنحاء أوروبا، فضلاً عن إجبار مئات السكان على مغادرة منازلهم.

نتيجة لهذا طالت رحلتنا. عماد كان يرعي المجموعة كأنه قائد كشافة بطيبة وبهجة ومحاولات تطمين. وقتها شعرت أنني اعرفه لأول مرة وان كل مرات لقاءتنا السابقة لهذه الرحلة لم الحظ فيها ملكاته الانسانية. كانت بيننا نكات شريرة من جانبي حول كراهيته للطماطم وعزوفه عن أكل اللحوم واهتمامه بتصوير الطيور والزهور في لندن.

عدنا وقد كسبت زميل سفر ممتاز حيث أن السفر يعرفنا على الثقة التي يمكن أن نضعها في انسان أظهر شهامة للغرباء.

في ٢٠١١ ثورة مصر عرفته مرة ثانية منضم لصف الحق والشباب والمستقبل والأمل متشبث برأيه، ومدافع شرس عما يظن أنه الصواب. والثورة مثل السفر تكشف لك جوانب الإنسان الحانية والكريمة والشجاعة.

***

عماد أبو غازي وزير الثقافة في معرفتي الثالثة له كرئيس عمل متواضع يتخلى عن الحراسة والبروتوكولات ويتشبث بالدقة في العمل ومحاولات انقاذ البلاد..  منحاز لتاريخ البلاد العريق والتراث والفنون. موسوعي المعرفة يهتم بكل تفاصيل الثقافة في تنوعها وتعددية أصواتها يتعاون مع المجتمع المدني ويبني جسور بين المجموعات الثقافية.

عرفته للمرة الرابعة صديق كريم مبهج حميم زوج صديقة عزيزة الأستاذة ليلي بهاء الدين لا تخلو جلساتنا من مرح كبير ونقاشات عنيفة إذا اختلفنا في الرأي ومحبة كبيرة تملا الهواء كله إذا التقينا. عماد ابو غازي مرجعية بالنسبة لي في التاريخ وممثل موهوب وكاتب رائع وحكاء عظيم. ومشاكس في النقاش.. انتقل في قلبي من رفيق سفر شهم الي رئيس عمل نزيه ودقيق الي صديق مخلص محترم ومؤرخ رفيع المستوي، الي أخ حقيقي.  هذه الأخوة التي بنتها بصلابة عشره، ومواقف عامة وخاصة لم يكن فيها الا نفسه دائما. عاشت المحبة يا اخي العزيز.

اقرأ أيضا:

نادية أبو غازي تتحدث: أخي «عماد»

 

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر