ننفض الغبار عن “سينما أمل” بدشنا.. استقبلت كبار الفنانين وعرضت فيلم “المومياء”
دشنا- آنس عبدالقادر:
نسج العنكبوت خيوطه على لوحتها، وأخفى معالمها التراب؛ لتندثر مع الأشياء الجميلة التي نطرب مع ذكرياتنا عنها، “سينما أمل” بشارع المزارع أمام بنك مصر بدشنا.
عندما تمر بهذا الشارع وتتوقف أمام هذه اللافتة المكتوبة بالأحرف الخشبية “سينما أمل”، سيدور بذهنك تساؤلات عدة: كيف كانت تعمل هذه السينما التي واكبت فترة الستينيات، هذه الحقبة التي تحمل معها ذكريات النكسة، وكأنها جاءت خصيصا للتخفيف من هموم أبناء دشنا.
“سينما أمل” كانت شاهدة على الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، إذ كانت شركة مساهمة بين مسلمين وأقباط، يملكها فوكيه أرثين، وكانت مكشوفة، تُعرض الأفلام بها مساءً بعد حلول الظلام، كما كانت تقام بها حفلات المدينة وتكريم من يخرج على المعاش.
جاد الله عبد الحميد، نقيب المعلمين، أحد الذين عاصروا السينما في أوج نشاطها، يقول إنه حضر تلك الحفلة التي جاء فيها الفنان محمد طه وصحبته وامتلأت السينما عن آخرها، ولم تستطع استيعاب المزيد من الجمهور الذي ظل خارج السينما يريد الدخول، عقب منع الجمهور من الدخول غضب بعضهم، وأخذوا يلقون قنابل من الورق مملوءة بالتراب على الجلوس من الجماهير داخل السينما.
ويضيف أنه حضر حفلا للفنانة فايزة أحمد فى نادي الترسانة عام 1982، وهناك قابل أحد المونولوجست الذي تعرف عليه، وقال له إنه كان أحد الذين حضروا في حفل سينما أمل مع “المعلم محمد طه”ـ على حد تعبيره.
يتابع أن الدعاية للأفلام كانت تجرى قبل عرض الفيلم بثلاثة أيام، بواسطة شخص ينادي فى “بوق” من الصاج، باسم الفيلم وأبطاله ومعه شخص آخر يحمل عصا مثبت بها أفيش الفيلم وشخص ثالث يقرع على الطبلة متجاوبًا مع صاحب البوق، كان أفضل من يقرع الطبول بدشنا يجوب شوارع دشنا من بعد العصر حتى المغرب، ويخرج وراءهمالأطفال.
ويستكمل الحديث محمد عبد النبي، أحد الذين عاصروا فترة نشاط السينم، أنه دخل سينما أمل فى نهاية الستينيات، وشاهد فيها فيلم “رصاصة فى القلب” لمحمد عبد الوهاب، وكانت هناك مقاعد أمامية وكان ثمن التذكرة 3 قروش ونصف القرش.
يختتم حديثه: يومها جلسنا على الأرض خلف السينما ودفعنا تعريفة “نصف قرش”، وكانت السماعات مثل وابور الطحين، نكاد لا نسمع منها شيء من الصخب، وكانت أفلام فريد شوقي لها الشعبية الجارفة في ذلك الوقت.
2 تعليقات