«نجلاء على»: من محو الأمية إلى الماجستير
قصة كفاح خاضتها نجلاء على محمد على، ابنة قرية نجع السلام بقرية الشعراني بمركز قوص، بداية من الالتحاق بمحو الأمية وحتى تخرجها من كلية الآداب، وصولا لدراسة الماجستير في الدراسات الإسلامية.. إذ واجهت رفض جدها تعليم الفتيات، إلا أن والدتها أصرت على إلحاقها بالكُتاب منذ صغرها..«باب مصر» يتعرف على قصتها.
بداية القصة
تقول نجلاء: تخرجت في كلية الآداب، وأكملت الدراسات العليا فحصلت على دبلومه تربوية نظام العام الواحد، وحاليا أدرس الماجستير في الدراسات الإسلامية، مشيرة إلى أن حصولها على هذه الشهادات لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد جهد وسعي كبير ومعاناة وتحديات كبيرة، إذ كانت تعيش في بيت عائلة ورفض جدها تعليم الفتيات بالمنزل، ولكن والدتها أصرت على تعليمها فألحقتها بكتاب القرية لكي تحفظ القرآن الكريم.
محو الأمية
تحكي نجلاء، الشيخ محمد جمعة في الكُتَاب كان يعلمها القراءة ليساعدها على قراءة وحفظ القرآن الكريم، فهي تحفظ حتى الآن 22 جزءا من القرآن الكريم، وتشير إلى أن والدتها ألحقتها بفصول محو الأمية منذ أن كان عمرها 9 سنوات، بشكل ودي، ورفضت الهيئة انضمامها في سن العاشرة لصغر سنها، فظلت عامين تذهب لفصول محو الأمية لتتعلم دون دخول الامتحان.
وتلفت إلى أنها عندما بلغت 12 عامًا التحقت بفصول محو الأمية مرة أخرى، وحُدد لها امتحانات في قاعة مجلس المدينة ولكن الشهادة لم تستخرج بعد، فلم يهدأ بال والدتها فذهبت بها إلى مكتب محو الأمية بقنا، وبالفعل استخرج لها مدير الهيئة بقنا شهادة محو أمية في عام 2000 مما مكنها للتقديم للمرحلة الإعدادية في مدرسة الشعراني الإعدادية القديمة.
مدرسة القرية
التحقت نجلاء بمدرسة القرية في المرحلة الإعدادية بنظام الانتساب، تذهب الامتحانات فقط، لم يرضِ ذلك والدتها التي حاربت من أجل تعليمها فأرسلت بطلب إلى عادل لبيب، محافظ قنا في ذلك الحين، لتلحق ابنتها كمنتظمة بالدراسة وبالفعل وافق محافظ قنا والتحقت نجلاء بالدراسة في الصف الثاني الإعدادي حتى نهاية المرحلة.
وتقول نجلاء عن أحد المدرسين في الصف الأول الإعدادي: “أثناء أداء الامتحان حسسني مش زي باقي الطلاب” فحزنت كثيرًا، وعدت إلي المنزل أبكي لأمي، ولكن باقي المدرسين ومدير المدرسة اهتموا بي وشجعوني كثيرًا، كانوا يشرحوا لي أكثر من مرة داخل الفصل حتى أفهم جميع الدروس.
وتذكر نجلاء معلمة العلوم، التي أهدتها هدية داخل الفصل وسط حضور طلابي كبير، لحصولها على الدرجة النهائية في مادة العلوم حيث كانت تدعمها وتشجعها كثيرًا.
دعم الأسرة
تقول نجلاء: حاربت والدتي وكافحت من أجل تعليمي وساندتني طوال رحلة الدراسة، وما زالت الداعم الأساسي لي حتى الآن، كما ساعدها وشجعها أخوالها كثيرًا معنويًا وماديًا، وجارها المهندس الذي يسكن بجوارهم كان يشجعها كثيرًا ويتوقع لها مستقبل هائل.
بينما واجهت إحباط من البعض ممن قالوا لها “أنتي من محو الأمية هتنجحي وتدخلي ثانوي يعني”، وبالفعل أنهت المرحلة الإعدادية بنجاح كبير وانتقلت إلى المرحلة الثانوية بمدرسة مصنع السكر الثانوية المشتركة، التي وجدت فيها تحديات كثيرة. إذ كانت تشعر أنها لن تفهم مثل بقية الطلاب ولكن سرعان ما تأقلمت، وتحسن مستواها أيضًا في الثانوية العامة، واستمر تشجيع المدرسين لها.
التحقت نجلاء بعدها بكلية الآداب، وشعرت بالمسؤولية لرغبتها في الحصول على تقدير مرتفع في الكلية، فكانت تذاكر باستمرار من أجل تحقيق الحلم.
وتذكر نجلاء أنها بعد انتهت من الدراسة وحصلت على ليسانس الآداب في عام 2011 أكملت الدبلوم التربوي للعام الواحد بكلية التربية، ثم أكملت تمهيدي الماجستير بكلية الآداب، ثم تدرس حاليًا الماجستير.
رحلتها في التعيين
لم يكن لنجلاء نصيب في التعيين بالتربية والتعليم بعد، ولكنها ما زالت تكافح في الدراسة، قدمت في أكثر من مسابقة بالتربية والتعليم ولكن لم يتم تعيينها حتى الآن، ومن تلك اللحظة شعرت بالإحباط وأن نجاحها لم يكلل بعد لأنها لم تعمل لتنفق على والدتها التي تعبت كثيرًا من أجل تعليمها، ولكنها لم تستسلم، فعملت في صيدلية حتى تنفق على دراستها في الماجستير بدلًا من إنفاق والدتها عليها وذلك لتخفف عبء المصروفات على والدتها.
حصلت نجلاء على تكريم أكثر من مرة من هيئة محو الأمية لتعليم الكبار بقنا وإدارة قوص، وتتمني الحصول على الدكتوراه في التخصص الإسلامي، كما تتمني أن تكمل حفظ القرآن الكريم كاملًا. موجهة نصيحة للطلاب بأن التعليم نعمة حافظوا عليها واجعلوا لديكم قوة لمواجهة الأزمات بإرادة وعزيمة قوية.
تعليق واحد