موسم الحكاوي7| العقد المزيف ينقذ التاجر عوف.. من التراث الشعبي بدشنا
تنويه: الصورة المستخدمة من موسوعة صور مصر
تروي أم أشرف، 68 عامًا، ربة منزل، من عزازية دشنا، حكاية عوف، تاجر الأقمشة الأمين، ضمن موسم الحكاوي المقدم من باب مصر للموسم السابع.
تقول أم أشرف أن التاجر حضر إلى دكانه في صباح أحد الأيام رجل كان والده صديق لوالد عوف. وبعد أن رحب به عوف وقدم له واجب الضيافة، سأله عن حاجته؟
فقال له الرجل إنه خسر كل رأس ماله، وطلب مساعدة عوف في إقراضه بعض المال ليبدأ تجارته من جديد. فابتسم عوف وقال له مطمئنا: طلبك مجاب إن شاء الله، ولكن أمهلني يومين حتى أدبر لك المال.
موسم الحكاوي.. رحالة يبيعون الأحجار الكريمة
وأثناء حديثهما مر بعض الرحالة البدو ممن يبيعون الأحجار الكريمة والحلي، فأراد عوف أن يشتري عقدا ثمينا. فاستوقفهم، وبدأ يستعرض ما لديهم من حلي وأخيرا اختار عقدًا من اللؤلؤ الحر.
ودفع ثمنه 28 دينارًا، فأحس الرجل الذي جاء ليقترض من عوف بالغضب. وقال محدثا نفسه: إذا كان يملك كل هذا المال لشراء عقد ثمين فلماذا لم يقرضني المال وأجل ذلك ليومين؟
وحدثته نفسه أنه يجب أن ينتقم من عوف لتباطئه في إقراضه.
وحدث أن أشيع في المدينة أن عقدا من اللؤلؤ قد سرق من بيت الحاكم.. وبسرعة ذهب الرجل إلى صاحب الشرطة وأخبره أن من سرق العقد هو عوف.. وأن العقد موجود في حوزته.
القبض على عوف
وبالفعل ألقت الشرطة القبض على عوف، واتهمته بسرقة عقد الحاكم، فدافع عوف عن نفسه بأنه اشترى العقد من حر ماله، فسأله قائد الشرطة عن دليل ذلك؟ فعجز عن تقديم الدليل وحبس، وأثناء ذلك اكتشف الرحالة البدو الذين باعوا لعوف العقد أنهم باعوا له عقدا مقلدا عن طريق الخطأ لتشابه البضاعة، فقرروا العودة إلى البلدة لتصحيح الخطأ، وحين سألوا عن عوف عرفوا أنه ذهب إلى الشرطة، فظنوا أن عوف ذهب ليشكوهم ويتهمهم بالغش.
فأسرعوا إلى الشرطة لتبرئة أنفسهم، ودخلوا على صاحب الشرطة قائلين: يا سيدي نحن لم نقصد أن نغش عوف ولكن اختلط علينا الأمر فبعنا له العقد المقلد بدلا من العقد الأصلي، وحين أدركنا الخطأ أسرعنا في العودة لتصحيحه، وهذا هو العقد الأصلي من اللؤلؤ وقد دفع عوف ثمنه 28 دينارا.
براءة عوف
وهنا أدرك صاحب الشرطة أن عوف برئ ولم يسرق عقد الحاكم، لأن العقد الذي بحوزته مقلد، فسألهم: هل هناك شهود على ذلك، فقالوا: نعم، شاهد واحد كان يجلس عند عوف، فسألهم عن أوصافه، فعرف منهم أنه هو نفس الرجل الذي اتهم عوف بالسرقة، فأرسل في طلبه، فحضر، وأمر بإخراج عوف من الحبس، وحين واجه الرجل بالحقيقة أنهار واعترف بأنه حقد على عوف لأنه لم يقرضه المال وأراد أن ينتقم منه، وهنا قال عوف في حسرة: لقد اشتريت العقد وكنت أنوي أن أبيعه لأحد الأثرياء بضعف ثمنه لأعطيك المال لتبدأ تجارتك، ولكن للأسف في الوقت الذي كنت أنا أخطط لمساعدتك كنت أنت تخطط لإيذائي، فعلا “اتقي شر من أحسنت إليه”.
أم أشرف تروي كيف أنقذ العقد المزيف التاجر عوف