موسم الحكاوي 4| «الديك والملك».. من حكايات التراث الشعبي بدشنا
يروي محمود حجاج، مزارع، 64 عامًا، من عزازية دشنا، أن مجموعة مكونة من 11 شخصًا اعتادوا الجلوس سويا للتسامر، وكلما مر عليهم موكب الملك والوزير وألقوا عليهم التحية، اعتدلوا جميعا في جلستهم وردوا السلام، ما عدا واحد، كان لا يعير الملك أو الوزير أي اهتمام ولا يعتدل في جلسته أو يرد السلام، ولما تكرر الأمر اغتاظ الملك منه وقال للوزير: لا بد أن أقطع رقبة ذلك المتعجرف الذي لا يحترم الملك، فأجاب الوزير: ولكن يا سيدي الملك لابد من حجة منطقية لقطع رأسه، فتركني أفكر في حيلة تكون سببا في قطع رقبته، وبعد أيام عاد الوزير إلى الملك وقد اهتدى إلى الحيلة التي ستكون ذريعة لقطع رقبة الرجل، وكانت أن أرسل في طلب العشرة رجال وأعطى كل واحد منهم بيضة وقال لهم إذا مر الملك غدا بكم وألقى السلام كما يفعل في كل يوم، واستمر صاحبكم في عجرفته، سيغضب الملك وينادي عليّ قائلا: يا وزير.. فليبض كل منهم بيضة ومن لم يفعل اقطع رقبته، فقالوا سمعا وطاعة.
وفي اليوم التالي مر الملك والوزير وألقوا السلام، فرد الجميع واعتدلوا إلا ذلك الرجل، وهنا صاح الملك: يا وزير، فرد الوزير: حكمك يصير يا ملك، فتآمر كل واحد من هؤلاء الـ 11 أن يبيض بيضة ومن لا يفعل اقطع رأسه، وبالفعل بدأ الرجال في تقليد صوت الدجاجة حين تبيض وأخرج وكل واحد منهم بيضة من جيبه وقدمها للوزير إلا الرجل الآخير، والذي اتجهت إليه أنظار الملك والوزير في غضب، فنظر خلفه ووجد حائطا، فارتقاه وصاح مثل الديك: كوكو كوكو، فاستغرب الملك مما فعل، وقال له: ماذا تفعل؟ فرد: أيها الملك أنا ديك هذه الدجاجات، والديك لا يبيض ولا يبيض الدجاج من غير ديك، فإذا قطعت رأسي فلن يبيضوا، فأتركني أعيش، فابتسم الملك معجبا بذكائه الذي أنقذه من القتل، وعفا عنه.
تعليق واحد