“مهرجان الطبول” يختتم فعالياته على أنغام موسيقى العالم
تصوير: أميرة محمد
لكل طبلة شكل وحجم وصوت مختلف، مع كل حركة تُصدرها تجسد ثقافات مختلفة منها الغربية والشرقية، إلا أن هذه الثقافات يأتي لها ميعاد ثابت كل عام للتآلف وتشكيل لغة موسيقية عالمية واحدة.
هنا لن تسمع اختلاف اللغات التي تنطق من ألسنة البشر، بل تسمع صوت دقات الطبول فقط لتعلن أن دول العالم المختلفة تجمعت تحت مظلة مهرجان واحد، تقدم رسالة سلام ليس من رؤساء ولا شعوب بل من آلة موسيقية، في ختام فعاليات مهرجان الطبول بمسرح بئر يوسف بالقلعة.
العروض
شارك في حضور حفل الختام الدكتور فتحي عبدالوهاب، رئيس صندوق التنمية الثقافية، والفنان انتصار عبدالفتاح، رئيس المهرجان، والدكتورة هبة يوسف، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ولفيف من السفراء العرب والأجانب.
وشملت الحفل الختامي عروض للفرق المشاركة كأفريقيا، وغنيا، وأرمينا، وسريلانكا، والسعودية، وتونس، وفلسطين، وسوريا، والصين، وعدد من الفرق المصرية لتقدم كل منهم ثقافتهم للحضور الذي بلغ عددهم نحو 7 آلاف.
ففي فرقة الهند، خرجت السيدات مرتدين الساري الهندي ذو اللون البرتقالي، ويرقصن مع الرجال على المزمار، ثم فرقة غنيا جاءت حاملة الطبول الطويلة يرقصون على صوت المرأة الأفريقية، وسط قرع الطبول المميز بقوه كقوة أجسام الرجل الأفريقي.
أما عن الفرق المصرية، جاءت موسيقى “حصبلة” لتخلق أجواء من البهجة والمرح مع الجمهور وغنت “ياحببتى يامصر يامصر”.
من مصر إلي ثقافة مختلفة، إلى بلد الفن والثقافة والمسرح والموسيقي “بولندا”، ففي مشهد رومانسي للغاية يأتي الرجل ذو الحذاء طويل “الرقبة” المساعد على الحركة الناعمة، وفي يده السيدة التى تتوج بطوق من الورد، ليرقصن على الأنغام الهادئة والكلاسيكية.
أما فرقة السعودية، فيرقص الرجال بالعقال السعودي رقصة جبلية قوية جافة نابعة من قلب الصحراء وسكون الجبال، وتأتي أيضًا دولة أرمينا برقصة تشبه الدبكة اللبناني حيث تتشابك أيدي الرجال مع السيدة على المسرح لتلوح الأخيرة بمنديل صغير يتمايل على أنغام صوت المزمار والطبول.
فعاليات ثابتة
جاء مهرجان الطبول هذا العام فى دورته السابعة، في الفترة من 20 إلى 27 إبريل مختلفًا كثيرًا، فقد شاركت لأول مرة فرقة رضا للفنون الشعبية والفرقة القومية للفنون الشعبية وفنون السيرك، كما شاركت كل من فلسطين وسوريا والسودان فى المهرجان.
ويقام المهرجان عادة على مدار 7 أيام، يتم خلالها تقديم عروض مختلفة من الفرق المشاركة في ساحات عرض مفتوحة أو مغلقة، كمسرح صحن القبو قبة الغورى، ومركز الطفل للحضارة والإبداع متحف الطفل، حديقة الحرية بجوار دار الأوبرا المصرية بالجزيرة، مسرح ساحة الهناجر، الحديقة الدولية بمدينة نصر، حديقة حي شرف شبرا الخيمة.
ويتميز مهرجان الطبول الدولي بثلاث أساسيات هامة، الأولى وهي كرنفال شارع المعز والذي يقام بامتداد الشارع فى الساعة الرابعة عصرًا، ومشاركة دولة أفريقيا كضيف شرف المهرجان كل عام، على أن يقام حفل الافتتاح والختام بالقلعة.
شارع المعز
عن شارع المعز يقول الدكتور أبوالحمد محمود فرغلي، في كتاب دليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية، إن الشاعر يعود إلى المعز لدين الله الفاطمي وهو أول الخلفاء الفاطميين فى مصر والذي قدم إلى القاهرة بعد أن استقرت الأمور على يد قائد الجيوش جوهر الصقلي، وشارع المعز يخترق قلب القاهرة الفاطمية ليشطرها نصفين، يبدأ من باب الفتوح شمالًا ويمتد حتى ينتهى عند باب زويلة جنوبًا.
ويضم شارع المعز عدد من الآثار تبدأ بمدرسة وضريح السلطان الصالح نجم الدين أيوب كأثر على درجة كبيرة من الأهمية من العصر الأيوبي، ثم مدرسة وضريح الملك المنصور قلاوون الصالحي والتى يطلق عليها مجموعة قلاوون، ثم مدرسة وضريح ابنه الناصر محمد وهما في غاية الأهمية من عصر المماليك البحرية، ثم مدرسة وضريح السلطان الظاهر برقوق كأثر من العصر المملوكي الجركسي.
كما يضم شارع المعز عدد من الآثار الإسلامية كسبيل خسروا باشا، والجامع الأقمر، وسبيل وكتاب عبدالرحمن كتخذا، وجامع وسبيل سليمان أغا السلحدار من أمراء محمد على باشا الكبير.
تعليق واحد