"من فات قديمه" يعرض تراثنا العربي في بيت السناري
تشارك المملكة المغربية في الدورة السابعة لمعرض من فات قديمة تاه، غدًا الجمعة، في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية.
يهتم المعرض بكل ما هو قديم وتقليدي خاصة الحرف اليدوية في الدول العربية المختلفة، في محاولة للحفاظ على التراث.
يختص معرض من فات قديمه تاه، برعاية الحرف اليدوية والتقليدية، ويسعى لتقديم العديد من تجارب الدول العربية في الحفاظ على تراثها وحرفها التقليدية، وهو ما يجعله من أهم مهرجانات ومعارض الحرف التقليدية في الشرق الأوسط.
تقول نادية الطبطبي، المستشار القانوني لرابطة الجمعية المغربية بمصر، ومسؤولة عن تنظيم المعرض لدولة المغرب، إن المملكة سوف تشارك بالعديد من المنتجات أبرزها الأواني الفخارية، والتي تعتبر تراث مغربي قديم حافظ عليه المواطنون المغاربة حتى هذا الوقت.
وتضيف الطبطبي أن المملكة المغربية، أحد ضيوف الشرف في المؤتمر، سوف تشارك أيضا بمنتجات التطريز، ومنتجات الحياكة المغربية، والمأكولات المغربية وصناعة الجلود، فضلا عن الغناء الشعبي المغربي.
تتابع المستشار القانوني للجمعية المغربية بمصر، أن المعرض يعرض تجارب المحافظة على التراث الشعبي سنويا، وسوف تشارك العديد من الدول العربية، فضلاً عن مشاركة العديد من المنتجات القديمة والتراثية الخاصة بالمدن والمحافظات المصرية.
الفخار.. حرفة عتيقة
تقول فاطمة محمد، 35 عاما، مغربية متزوجة ومقيمة في مصر، إن صناعة الفخار في المملكة المغربية من الحرف العتيقة التي تتميز بالجمال، والتي توارثها الحرفيون عن أجدادهم، ولا زالت مستمرة حتى الآن في مدن مغربية عديدة وهي “فاس ومكناس وسلا واسفي”.
موروث مغربي
تشير السيدة المغربية، إلى أن الأواني الفخارية في المغرب، تعتبر جزء أصيل من التراث في المملكة، إذ أنه لا يخلو أي منزل سواء كان منزل لأسرة وعائلة بسيطة أو مقتدرة ماديا على الأواني الفخارية المختلفة، فضلاً عن أن تلك الأواني تكون ضمن جهاز العروس.
وتنوه بأن المغاربة طوروا من صناعة الفخار، حيث أصبحت تلك الصناعة تضهي القرن الواحد والعشرين، وذلك بعد تزيين الفخار بالعديد من الألوان الزاهية، وإضافة مواد في الصناعة جعلته يتم استخدامه في الأواني المختلفة بالمطبخ والسفرة المغربية، مؤكدة أن الفخار يمثل تاريخا موروثا للمغاربة، وتحتوي العديد من المتاحف المغربية على الأواني الفخارية.
12 قرنا من الوراثة
أكدت العديد من الدراسات لعدد من الباحثين المغاربة، أبرزها دراسة محمد الجعيد، الباحث في التاريخ والحضارة المغربية، أن تلك الصناعة المغربية موروث من الموروثات الأندلسية الموجودة منذ القرن الثاني عشر.
أما مجلس جهة الرباط “سلا زمور زعير”، أصدر دراسة في العام الماضي، تحدثت عن قطاع الفخار بالمغرب بسلا، تمحورت هذه الدراسة التي أنجزها مكتب الدراسات GAM-ELEC باللغتين العربية والفرنسية حول تاريخ تلك الصناعة وعودتها إلى العصر الأندلسي والأمازيغي، وكونها موروثة منذ قرابة 12 قرنا.
أوان وديكور
تقول ليلى المرابط، 41 عاما، مغربية مقيمة في مصر، إن أبرز الأواني الفخارية التي يكثر استخدامها في المنازل المغربية هي “الطاجين، والفراح القصرية، والكسكاس، والحوار، والزلافة، والكأس، والخابية، والكدرة، والمجمر، والروابة، والحماس”.
وأوردت ليلى، أن الفخار يستخدم أيضا في الديكورات المنزلية التي لا تنتهي أشكالها، حيت لا يخلو أي منزل مغربي من تلك الديكورات والأشكال الرائعة والأواني الفخارية التي يقبل عليها جميع المغاربة، فضلاً عن كأس الفخار الذي يستخدم في تناول مياه الشرب، والذي يضيف للمياه طعما آخر.
الصناعة
بحسب الحاج العربي، 56 عاما، مغربي مقيم في محافظة الرباط، فإن صناعة الفخار أساسها “الطين” وهناك 3 أنواع من الطين الذي يستخدم في الصناعة يتنوع ما بين “الطين الأحمر والطين الأصفر والطين الأبيض”، ويتم استخراج تلك الأنواع من باطن الأرض، ثم يقوم الحرفيون بتجهيزه لعمل الفخار، من خلال تفتيت الطين وغربلته وإضافة المياه، ثم عجن الطين وتركه لمدة دقائق معدودة.
ويتابع “ويبدأ العجين مرة أخرى لفترة طويلة حتى تتخلص من رخاوتها وتتصلب قليلا ويصبح جاهزا بعد هذا للتشكيل من طرف المعلم “الصانع” الذي يتناول كمية صغيرة من العجينة، ليبدأ بعد ذلك تشكيلها على اللولب (آلة يشكل عليها الفخار يديرها الصانع بساقه وهو جالس من الأسفل) ويبدأ الطين في التوحد مع يده ويخرج على هيئة قطع وأشكال رائعة من صناعة الفخار كيفما يشاء”.
ويضيف العربي، أنه عقب تشكيل الفخار من عجينة الطين ينقل إلى مرحلة “الطياب” داخل فرن كبير يستوعب العديد من الأشكال الفخارية، ويستمر وضعها بداخلها لمدة تقارب الـ24 ساعة متواصلة، من أجل أن يثبت الشكل المطلوب، وبعد ذلك تعود هذه الأشكال مرة أخرى إلى “المعلم” لصباغتها وإضفاء شكل آخر عليها من خلال زخرفتها بأشكال يعرفها صانعها، من أبرزها المستمدة من التاريخين الأمازيغي والبربري.