من ابنة شقيقتها لمصممة أزيائها.. سوسن الصاوي سر أناقة سعاد حسني
على غرار مصممة الأزياء الأمريكية إديث هيث التي سبق اسمها كل مقدمة عمل فني شاركت فيه مصحوبا بجملة «صممت أزياء البطلة»، اتخذت مصممة الأزياء المصرية سوسن الصاوي السبيل نفسه، وكانت لا تشارك أعمالها أو تصميماتها إلا لعمل فني، تماما مثل هيث التي كانت ترفض العمل خارج الاستديوهات حتى لو عُرض عليها أضعاف المبلغ التي تتقاضاه، بل وتميزت عنها سوسن في أنها لم تصمم أزياء إلا لفنانة واحدة فقط، وهي الفنانة الراحلة سعاد حسني فقط.
قرابة لصداقة
«أنا لا أصمم ثوبا ليلبس مرة واحدة أو اثنتين، أنا أضع تصاميم الأثواب لتعيش إلى الأبد» كان هذا هو المبدأ التي اتبعته الفنانة سوسن الصاوي خاصة في تكريس حياتها لرؤية الفنانة الراحلة سعاد حسني – التي يوافق اليوم 21 يونيو ذكرى رحيلها العشرين – في كل الإطلالات الجذابة الخالدة حتى الآن سواء في صورها الشخصية او الأعمال الفنية.
علاقة صداقة وقرابة جمعت بين سوسن وسعاد، قبل أن تصبح علاقة عمل، فالفنانة التشكيلية سوسن الصاوي هي ابنة أخت سعاد حسني وتدعى خديجة وكانت تكبرها بحوالي 20 عاما، وبعدما لاحظت سعاد أن سوسن فنانة بارعة تخرجت في كلية الفنون الجميلة، واتخذت وضع التصميمات هواية لها قررت أن تحول السندريلا هذه الهواية إلى احتراف.
وبحسب حوار سابق نشر لأخت القمر في مجلة “نورا” بتاريخ سبتمبر 1985، كانت قد ربطتهما علاقة صداقة قوية أيضا حتى كان فيلم «أميرة حبي أنا» الذي أخرجه حسن الإمام، وتطلب مجموعة كبرى من الثياب، البعض منها متواضع والبعض الآخر أنيق للغاية.
سعاد: سوسن، أنا عاوزة منك خدمة
سوسن: أمرك
سعاد: تصممي أزياء الفيلم
سوسن: أنا؟؟
سعاد: أيوة إنت
سوسن: علشان خاطرك بس
20 سنة إبداع
هكذا كانت البداية، بالفستان الأحمر المنفوش، والآخر ذو اللون الأخضر الأنيق، لتصبح بعدها سوسن هي مبتكرة أزياء سعاد حسني في كافة أعمالها الفنية منذ عام 1974 حتى آخر عمل فني شاركت به، وكان اختيار سعاد لها لأكثر من سبب بخلاف أنها خالتها، منها ذوقها العام وخيالها القادر دائما على الابتكار والتجديد، ثم درايتها بما يتناسب مع قوام سعاد في كل عمل.
وظلت سوسن الصاوي أو “إديث هيث” المصرية متوارية نوعا ما عن الأضواء لعدة سنوات، حتى كان مسلسل «هو وهي» الذي قدمته سعاد على التليفزيون في شهر رمضان عام 1984، وأثار ضجة واسعة بسبب أزياء سعاد حسني في كل حلقة واستعراض من تصميم كمال نعيم بأغنيات الراحل صلاح جاهين التي تبادل تلحينها كمل الطويل وعمار الشريعي.
هو وهي
وحظت الأزياء النصيب الأكبر من سبب شهرة ونجاح المسلسل، سواء كانت ترتدي جلباب أو فستان، وقد ظهرت سعاد في حلقات كثيرة بأثواب ذات طابع خاص، مثل الأكتاف المنفوخة أو مضموم الوسط أو الأزياء التي تميل إلى الاتساع في النهاية وهي مستوحاة من خطوط الأزياء الإسبانية والباريسية وبرعت سوسن في استلهام الأزياء منها.
وبعد عرض المسلسل ظل السؤال الوحيد: “مين مصمم الأزياء؟”، وأصبح للاسم رنينه الخاص في عالم الأزياء المصري، خاصة أن مدة العمل على حلقات المسلسل استغرقت عاما ونصف كاملا، وهي أطول مدة تطلبها عمل تليفزيوني لتنفيذه دون انقطاع.
ويعد اختيار الملابس حينها هو العمل الأفضل في المسلسل، بحسب آراء النقاد حينها، خاصة أنه بعدما انتهت سعاد من رحلتها إلى باريس ولندن كانت خلالها تطوف بأرقى بيوت الأزياء، عكفت على دراسة كل حلقة وكل حلقة مع سوسن، وانتهيا هما الاثنان بتصور لملابس كل مشهد ثم وضعت سوسن هذه الأفكار في رسومات على الورق ومنه إلى القماش.
سر الفستان الأبيض
وتقول سعاد حسني في الحوار القديم: “تكلفت حينها ميزانية الملابس وحدها أكثر من 15 ألف جنيه، قررت أن أتحملها وحدي حتى تكون الملابس ملكا خاصا لي بعد انتهاء المسلسل، وقد عرض علي التليفزيون استئجارها ولكن رفضت بالرغم من أنني لن أستعملها مجددا في حياتي الخاصة، لأنها من النوع الذي لا يتم ارتدائه إلا أمام الكاميرا فقط”.
وعلى المستوى الشخصي، لم تختر سعاد من الملابس إلا أبسطها، وظل سؤالا واحدا عن مصير هذه الملابس التي حصلت عليها بعد انتهاء المسلسل، وكانت التساؤلات: “هل لا تؤجرها حتى لا ترتديها فنانة أخرى، ولن ترتديها بشكل خاص، ولن تظهر بها في عمل فني آخر.. إذن ما مصير هذه الملابس؟”.
وكانت الإجابة أنها قررت بالفعل الاحتفاظ بها في خزانتها، حبا في تصاميم سوسن المميزة، ووضعتها كلها في الخزانة عدا فستان واحد وصلت تكلفته إلى 1500 دولار أمريكي، وهو ثوب الزفاف الأبيض التي ارتدته في حلقة واحدة بالمسلسل، وتقول: “هذا الفستان قد يخرج يوما ما، أو في ليلة ما، إذا ما شار القدر بالسعادة ووضعها في طريقي”.
2 تعليقات