ملك وكتابة 5| مسجد قاني باي.. «أمير المرماح» فارس على الـ200 جنيه
ترصد “ولاد البلد” في الحلقة الرابعة من سلسلة “ملك وكتابة” – التي نسلط من خلالها الضوء على الآثار المصرية والإسلامية الموجود على العملات النقدية في مصر – مسجد قاني باي الرماح.
يقع مسجد قانيباى الرماح، في منطقة القلعة بالقرب من ميدان صلاح الدين، بالعاصمة المصرية القاهرة، والمطبوع على فئة الـ200 جنيه، أحد أشهر المساجد في مصر التي أنشئت في عصر المماليك.
تاريخ البناء
يعود تاريخ بناء المسجد، إلى عام 908 هجرية، حينما قرر الأمير قاني باي الرماح، الذي كان في ذلك الوقت أحد الأمراء الذين يستعين بهم السلطان قايتباى، خلال عصر المماليك الجركسية.
قاني باي الرماح
بحسب محمود إمام، باحث في التراث الإسلامي، فإن الأمير قاني باي السيفى، والمعروف باسم قاني باي الرماح، كان أحد المملوكين للسلطان قايتباي، وشغل العديد من المناصب خلال المملكة، حيث كان يشغل منصب أمير مدينة حلب السورية، ومشرفا على اسطبلات الملك قايتباي.
يتابع الباحث في حديثه لـ”ولاد البلد” أن الرماح ترقى إلى العديد من الرتب، إذ بدأ وظيفته أميرة عشرة، ثم أمير مدينة حلب، ثم أصبح مقدم ألف، حتى أصبح أمير أخور كبير – مشرفا على اسطبلات أسرة السلطان –
ويضيف إمام: أن الرماح اشتهر حتى ذاع صيته داخل فترة حكم قايتباي، خلال الفترة التي كان يملكه فيها، وذلك لشجاعته ولعبه للفروسية بشكل ممتاز.
وذكر الباحث أن شجاعة الرماح كانت تصل للسلطان، حتى قرر أن يعتقه ويعينه ويعطيه رتبة أمير، وذلك بعدما اشتهر بلعبة الفروسية واللعب بالرمح، فأطلق عليه اسم الرماح.
إنشاء المسجد
أفاد إمام أن الرماح قرر إنشاء المسجد في عام 908 هجرية – 1503 ميلادية، وبدأ في تشييده بعدما أحضر المهندسين والمعماريين، وذلك رغبةً منه في أن يدفن بداخله عقب وفاته، التي كانت في عام 921 هجرية – 1515 ميلادية، وبالفعل تحققت أمنيته ودفن بداخل المسجد.
مدرسة داخل المسجد
وذكر الباحث أن الرماح عندما قرر تشييد المسجد، قرر أيضا إنشاء مدرسة داخل المسجد، لتعليم العلوم المختلفة، فضلا عن تعليم الفروسية واللعب بالمرماح خاصة أنه كان بارعا في ذلك، وكان يستقبل العديد من الجنود في تلك المدرسة، فضلا عن الأشخاص المملوكين للسلطان ليعلمهم بنفسه.
مكونات المسجد
بحسب إمام فإن المسجد يعتبر أحد أهم المساجد المعلقة في مصر، وتم إنشاؤه على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، يحتوي على مئذنة كبيرة ومحراب، وصحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات معقودة، فضلا عن قبة على سطحها الخارجي زخارف نباتية دقيقة منحوتة، وسبيل والمدرسة التي كانت تعلم كافة العلوم، والتي كان يطلق عليه الكتاب في ذلك الوقت، إلى جانب ضريح الأمير الرماح المنحوت بالزخارف البارزة الذي دفن بداخله تحقيقا لأمنيته ومطلبه.
سرقة المسجد
بحسب الباحث فإن المسجد كان مغلقا منذ عام 1992، وذلك بعد سنوات طويلة من الإهمال لذلك الأثر التاريخي الكبير، حيث بدأت أولى حلقات الإهمال حينما سقطت مئذنته عام 1870، وظل هكذا حتى قرر الملك فاروق في عام 1939 بناء مئذنة المسجد مرةً أخرى حتى ظل الإهمال ينهش في المسجد، وأغلق عقب رحيل الملك فاروق عن الحكم في مصر، وفي عام 2003 قررت وزارة الثقافة افتتاح المسجد مرةً أخرى، إلا أنه بعد سنوات من الافتتاح سرق المسجد.
يشار إلى أنه تعرض المسجد للسرقة خلال عام 2008، حيث قام مجهولون بسرقة المنبر الأثري الخاص بالمسجد من داخله، ولم يتم ضبط السارقين أو عودة المنبر.
خلفية الـ200 جنيه الفرعونية
بحسب عاطف قناوي، مفتش الآثار بوزارة الآثار المصرية، فإن الصورة المرسومة على خلفية الـ200 جنيه، والتي يجلس فيها كاتب مصري قديم، على الأرض متربعًا ممسكًا بيده اليسرى لفافة البردية، بينما في يده اليمنى قلم من البوص تلك الصورة الشهيرة للكاتب المصري القديم، وكانت منزلة الكاتب في ذلك الوقت من أكثر المناصب تعرضًا للحسد في مصر، خلال عصر القدماء الفراعنة.