«ملتقى دوامة للفنون» في دورته الثانية: الفن يطرق أبواب القرى

«أن يتشارك الجميع في نشر الثقافة والفنون».. أمرا ليس بالسهل أو العادي، لكن بمجرد النظر، تجد بالفعل أن جميع أهالي قرية «دوامة» التابعة لمركز فاقوس في محافظة الشرقية، يتشاركون على اختلاف أعمارهم في تنظيم «ملتقى دوامة للفنون» في دورته الثانية.
من مدخل القرية وحتى خيمة الملتقى، أو «الشادر» كما يطلق عليه البعض، ترى أهلها سعداء جدا وهم يستقبلون ضيوفهم- حسب ما يرددون دوما- وبيوتهم مفتوحة أمام زوار الملتقى، كما يشارك أطفالهم في تنظيم الفعاليات.
ملتقى دوامة للفنون
هيثم عبد ربه السيد، مدرس اللغة الإنجليزية – أو “مستر هيثم” كما يلقبه أطفال القرية – هو أيضا كاتب للأطفال وحكاء، وصاحب مبادرة “عربية الحواديت”، ومؤسس ملتقى دوامة للفنون. يقول: «الملتقى استطاع أن يجذب نظر العديد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والكتاب والحكائين والرسامين وأيضا المصورين».
وعن هدف الملتقى، أضاف: “حاولنا نقرب المسافات بين أطفال القرية ومجموعة من الفنانين». مؤكدا أن الملتقى يؤتي ثماره عندما ترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال والضيوف، والتفاعل أيضا خلال الفعاليات. وأوضح أن البعد عن العاصمة لم يكن أبدا مشكلة، لكن المشكلة الأكبر هي أن يتوقف الإنسان عن المحاولة.
إزاي تختار الكتاب الحلو؟
بدأت فعاليات الملتقى من مدخل القرية. حيث استقبل أهاليها الضيوف بالطبل والمزمار، ويطوقون أعناقهم بالورود. ثم انطلقت الفعاليات وتوزعت ورش العمل والحكي بين أماكن كثيرة مختلفة، أهمها دوار العمدة محمد نجاح القرناوي، الذي استضاف ورشة مهمة بعنوان: «إزاي تختار الكتاب الحلو». وشهدت تلاقي أطفال ويافعين من كل الأعمار، ونقاشات عديدة.
وعلى بعد أمتار قليلة من دوار العمدة، أقيمت ورشة رسم مع الفنانة سمر صلاح الدين، رائدة الرسم بالصلصال في كتب الأطفال بمصر والعالم العربي، وبجانبها حواديت وحكايات للأطفال يقدمها الحكواتي هيثم شكري. كما تعلم الأطفال مهارات التصوير مع المصور المصري العالمي الدكتور جلال المسيري.
وعلى مسرح صغير أنشأه أهالي القرية، يغني كورال الأطفال، وتظهر مواهب شديدة الخصوصية؛ بينها أطفال وكبار، وعلى رأسهم معلم اللغة العربية السيد مصطفى البكري إسماعيل، معلم اللغة العربية، وابن عم الفنان الراحل سيد إسماعيل، والذي شدا بأغنية “حبيت بلدي”.
معرض دوامة للكتاب
بجوار المسرح الذي يرتاده أطفال القرية وكأنهم في رحلة، وُضعت 3 طاولات خشبية طويلة، تنتشر عليها العديد من الكتب الملونة، يحتضنها معرض كتاب صغير يُنظم على هامش الملتقى.
تقوم فكرة المعرض على تبرع الناس بالكتب الزائدة لديهم. ويقول محمد محمود، أحد القائمين على تنظيم المعرض: «بنبيع الكتاب بجنيه عشان اللي بيشتري الكتاب يبقى حاسس بجدية. مش إنه هدية وهتتوزع عليه، والفلوس بنستخدمها بعد كده في تنمية مكتبة القرية».
وبالرجوع إلى ورش العمل والفعاليات، نشاهد الأطفال داخل غرف بسيطة معدة من القماش والأخشاب. يستمعون ويشاركون بحب في الفعاليات التي يقدمها مجموعة من المثقفين والمبدعين، مثل: المخرجة والكاتبة الدكتورة عفاف طبالة. والمخرج حسن الجريتلي، مؤسس فرقة الورشة، والإعلامية منى الشايب، والدكتور هيثم الحاج، أستاذ النقد الأدبي والرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للكتاب. وغيرهم ممن حرصوا على المشاركة في الملتقى، ونقل خبراتهم للأطفال الصغيرين ورفع وعيهم الثقافي والفني.