معرض جراجوس للخزف والسجاد.. حكاية بلدة في أواني ورسومات
كانت بلدة جراجوس وهي إحدى قرى الصعيد التابعة لمحافظة قنا، على بعد 25 كيلومتر شمال مدينة الأقصر، فقيرة صحيًا وتعليمًا وحتى ماديًا، وحين سكنها اليسوعيين في 1948 ولمدة تقارب 21 عامًا، قرروا خلالها إحداث تنمية شاملة.
وبدأت التنمية بإنشاء مدرسة ثم مستوصف، ثم تعليم الحرف اليدوية والمتمثلة في مصنع خزف وسجاد وورشة نجارة وحدادة، والتي لم يستمر منهما سوى الخزف والسجاد ليتحول فيما بعد لمؤسسة تنتج منتجات تصدر للخارج، ويقام لها معرضين أحدهما في القاهرة بمدرسة الجزويت من 6 إلى 15 ديسمبر الجاري، والآخر بالإسكندرية.
من داخل معرض جراجوس، يحدثنا فواز سيدهم، فنان تشكيلي من قرية جراجوس ومسؤول المعرض، عن تاريخ الفخار والمعرض قائلًا: منذ عام 1966 يقام معرضين لمنتجات القرية أحدهم في القاهرة القائم حاليًا، وأخر في محافظة الإسكندرية، ويضم المعرض جميع المنتجات المنزلية المصنوعة من الفخار بمصنع جراجوس الموجود حاليا، وهي كل الأواني التي تستخدم في المنزل من أطباق أكل وسفرة وتماثيل زينة وفازات وكل متطلبات البيت المصري.
أما عن مصنع جراجوس، فيوضح أن تطوير البلد بأكملها جاء على يد الجزويت، الذين كلفوا بني علي يد حسن فتحي، شيخ المعماريين، والذي أحدث طفرة في البلاد من بناءها جميعها بالطوب اللبن، مستخدمًا خامة البيئة نفسها لأنه في ذلك الوقت لم يتوفر الإمكانيات للبناء بالطوب والأسمنت وغيره، بالإضافة أن هدف الجزويت حينها هو استمرار حرفة الفخار والتي ترتبط بالفراعنة، لتكون بذلك تكمله للرسالة وحفاظ على تراث من الاندثار ليستمر من 1966 حتى وقتنا هذا.
ويمر تصنيع المنتجات بعدد من المراحل، ويشرحها الفنان قائلًا: الشغل بيكون باستخدام طين أسواني غني بأكسيد الحديد، يحدث له عملية حرق بطريق معينة فى المصنع ليأخذ أكسيد صحية تمام، وفي درجة حرارة 1000 درجة مئوية، مشيرًا إلى حرق الطين مرتين الأولى لدرجة اللون الأحمر وهو درجة الطين نفسه، والثانية لتثبيت اللون تمامًا.
معرض جارجوس
وافتتح السفير الفرنسي بالقاهرة، الخميس الماضي، معرض جراجوس للفخار والخزف، والذي يستمر لمدة 10 أيام.
2 تعليقات