مرسى الوالدة باشا يتحول متحف لأعلام الدقهلية بالمنصورة
وسط مدينة المنصورة وعلى بعد خطوات من ديوان عام محافظة الدقهلية، يلفت انتباهك مبنى ضخم يطل على كورنيش النيل مباشرة على طراز الـ “نيو كلاسيك”، شاهدا على تاريخ عريق بشارع الجمهورية في منطقة المختلط يطلق عليه حاليا “مبنى الحزب الوطني”.
مرسى الوالدة باشا قديما
مرسى الوالدة باشا كانت استراحة الخديوي إسماعيل وأسرته عام 1863، ومرسى على النيل لنقل الأسرة الخديوية إلى القصرين المتجاورين في شارع المختلط، ثم تحول نصف المبنى إلى مقر للحزب الاشتراكي في عهد السادات، ثم مقر للمجلس الشعبي المحلي لمركز ومدينة المنصورة ثم مقر للحزب الوطني، إلى أن تم إحراقه إبان ثورة 25 يناير.
يمتاز المبنى بأنه واحد من المنشآت النادرة التي تطل على كورنيش النيل مباشرة، وكانت قديما سرايا ملحقة من قصر الخديوي إسماعيل، غرضها استقبال الشخصيات الحكومية التي تأتي لزيارة مدينة المنصورة.
تاريخ المبنى
وحسبما جاء في الموقع الإليكتروني الخاص بـ “محكمة استئناف المنصورة”، أنه في عام 1863، بالقرب من نيل المنصورة بني أمامهم قصر الخديوي إسماعيل استراحة على النيل كي تقف أمامها “دهبية الوالدة باشا” للتنزه في النيل، وأصبحت هذه الاستراحة فيما بعد مقرا للحزب الوطني بالمنصورة ثم حرق إبان ثورة 25 يناير، كونه رمزا من النظام.
وكان اللواء محسن حفظي، المحافظ الأسبق للدقهلية، بعد ثورة 25 يناير، قد أصدر قرارا رقم 221 لسنة 2011، يقضي بتحويل الإستراحة الخديوية إلى مقر متحف أعلام الدقهلية، ومرت السنوات وتغير محافظين الدقهلية دون أن يتم تنفيذ هذا القرار.
تحويله لمتحف أعلام الدقهلية
ومنذ أكتوبر الماضي، أعلن الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية، تحويل المبنى إلى متحف لمشاهير وأعلام الدقهلية في مختلف المجالات، بعدما عقد اجتماعا مع لجنة تطوير المقر، مستعرضا خطة ترميم وتطوير مبنى الحزب الوطني والذي أكد خلاله على ضرورة الاحتفاظ بالنسق المعماري للمبني والحفاظ علي تراثه وتاريخه.
وأكد شاروبيم أنه تم تخصيص مبلغ 6.5 مليون جنيه لإنشاء المتحف، مشير إلى أن الهدف من تطوير المبني هو إقامة متحف لمشاهير وأعلام محافظة الدقهلية، وعرض تاريخ الشخصيات التي أثرت الحياة في مصر وكذلك عرض مقتنياتهم التي تمثل حقبة تاريخية هامة ليست في تاريخ الدقهلية وحدها ولكن في تاريخ مصر كله.
تبرع محمد صبحي لإنشاء المتحف
وأثناء زيارة الفنان محمد صبحي لمدينة المنصورة خلال فبراير الجاري، ليشهد احتفالات الدقهلية بعيدها القومي، أبدى سعادته الغامرة بقرار تتشيد متحف أعلام الدقهلية، وقرر أن يكون أول المتبرعين للمتحف ليضم المتحف كل العباقرة والرواد والمثقفين من أبناء الدقهلية.
ويؤكد الدكتور مهند فودة، مدرس بكلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة ومؤسس مبادرة “أنقذوا المنصورة” لـ”ولاد البلد”، أن المبادرة مع قرار محافظ الدقهلية باستغلال المبنى كمحتف لأعلام الدقهلية، قائلا: لابد أن تتلائم أعمال الترميم مع قيمة وطابع المبنى “نيو كلاسيكي”، حتى لا يتضرر المبنى ويفقد قيمته التاريخية، حيث أن المبنى مر بأعمال ترميم عشوائية أدت إلى اختفاء بعض سماته الأصلية.
ويطالب فودة، القائمين بأعمال الترميم الحافظ على السمات الأصلية للوجهات الخاصة بالمبنى وردها لأصلها، مشيرا إلى أن المبنى مازال من الداخل يحتفظ بـ4 أعمدة كلاسيكية يجب الحفاظ عليها، مناشدا المشرفين على أعمال الترميم من محافظة الدقهلية الاستعانة بمكاتب متخصصة للإشراف على أعمال الترميم لضمان الحفاظ على طابع المبنى وإخراجه بصورة لائقة تليق بقيمته التاريخية.
أعلام محافظة الدقهلية
تضم محافظة الدقهلية قامات في العلم والفن والثقافة والسياسة والدين والإعلام وغيرها من المجالات، منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، أم كلثوم، علي باشا مبارك، رياض السنباطي، جاد الحق علي جاد الحق، سيد محمد النقشبندي، أحمد حسن الزيات، أحمد لطفي السيد، فؤاد سراج الدين، أنيس منصور، محمد حسين هيكل، فاتن حمامة، محمود مختار، سهير زكي، ليلى رستم، سهير الأتربي، نصر الدين طوبار، ميمي الشربيني، الدكتور رفعت السعيد، الدكتور محمد غنيم، يونس شلبي، عادل إمام، يحيى الفخراني، وغيرهم الكثير من مشاهير الدقهلية.
13 تعليقات