«مراسم النوبة».. العرض مستمر
تتواصل فعاليات الدورة الثالثة من ملتقى “مراسم النوبة”، التي بدأت الأحد الماضي وتستمر حتى 7 فبراير الجاري بمدينة أسوان، والفعاليات تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة متمثلة في الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية التابعة للإدارة المركزية، بمشاركة 12 فنان تشكيلي من مختلف المحافظات.
مراسم النوبة
قال الدكتور أيمن قدري، أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة بالأقصر وقوميسير المعرض: تقدم هذه الفعاليات خدمة ثقافية لفئة من الفنانين التشكيليين من كافة الأجيال، وتم اختيار منطقة النوبة لإقامة نشاط المراسم بها للعام الثالث، كما يهدف الملتقى لإعطاء الفرصة لعدد من الفنانين التشكيليين للتجول داخل مناطق النوبة وأسوان لنقل عادات وتقاليد الناس وأشكال مبانيهم وأسواقهم وأفراحهم على سطح لوحاتهم الفنية، ويعد ذلك توثيقا وتسجيلا لتلك البقعة المصرية الهامة، ونقل جمالها ونقاءها وسحر طبيعتها وطيبة أهلها من خلال اللوحات الفنية التي سينفذها الفنانين.
وتابع: فكرة مراسم النوبة تعتمد على قيام الفنانين المشاركين بجولات داخل المناطق الأثرية، والمتحف النوبي، والقرى النوبية وجزرها المميزة وسط مياه نهر النيل، بجانب زيارة السد العالي وخزان السد العالي، ومنطقة غرب سهيل، وجزيرة هيسا غرب أسوان، بالإضافة لزيارة المسلة الناقصة والمتحف المفتوح و معبد فيلة، وغيرها من الأماكن التي يستلهم منها الفنانين أفكارًا لأعمالهم الإبداعية والفنية التي يشاركون فيها بالمرسم، وأثناء هذه الجولات يقوم الفنانين بإنجاز لوحاتهم من خلال المعايشة لهذه الطبيعة المميزة لبلاد النوبة وأسوان، وتسجيل العادات والتقاليد وتوثيقها، وفي نهاية المراسم يقدم كل فنان لوحة فنية، وتجمع تلك اللوحات الخاصة بالمشاركين في معرض تشكيلي سيقام بإحدى القاعات المتميزة بالقاهرة.
تجربة هامة
أما الفنان ياسين أحمد حراز، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية وأحد المشاركين في الفعاليات، فقال: ملتقى مراسم النوبة من الأحداث الفنية الهامة والمميزة، فهو يساعد على اكتساب المعارف والعلاقات بين الفنانين وتبادل الخبرات الفنية والثقافية، حيث يجمع العديد من الفنانين والفنانات المتميزين وأصحاب التجارب الفنية القيمة، في منطقة النوبة وأسوان وهي من المناطق ذات الخصوصية والطابع المميز من حيث الطبيعة الساحرة والناس الطيبة، إضافة إلى المناخ القاري الدافئ الذي يميز أسوان والنوبة في هذا الوقت من العام.
وحول تجربته في هذا المشروع، ذكر “حراز” أن تجربة الرسم في منطقة النوبة تجربة هامة بالنسبة له، وهي المرة الأولى التي يرسم فيها عن النوبة، وهي من المناطق الغنية والثرية بالمفردات البيئية والطبيعية، والألوان المتنوعة، وتصاميم المنازل المميزة والفريدة من نوعها، ويضيف، اخترت من وحي تلك الأماكن أن تكون فكرة اللوحة التي سأرسمها عن البيوت النوبية وبعض المراكب في النيل.
تجربة بصرية ثرية
وأضافت الفنانة التشكيلية شيماء محمود، إحدى المشاركات في الملتقى، أن الملتقي هو تجربة بصرية وروحية ثرية للغاية، وقالت: منطقة النوبة ومدينة أسوان بكافة موتيفاتها التراثية والأثرية تجذب أي فنان إليها، فهي من المناطق التي أرى أنها لا زالت تحتفظ بالتفاصيل والملامح المصرية القديمة ليس في وجوه ناسها فقط، بل أيضا أرها في طريقة تحدثهم وعاداتهم وتقاليدهم، فهناك ترى وتشعر بعظمة الأجداد من خلال المناطق الأثرية وتسرح بخيالك كيف كانوا يعيشون.
وتابعت: سأخرج من هذه التجربة ليس بلوحة واحدة فقط أقدمها للمعرض، بل أعتقد أن ما تأثرت به من خلال زياراتنا للقرى والنجوع والأماكن الأثرية بمدينة أسوان سيستمر في مخيلتي لفترة كبيرة وسينتج عنه أعمال قادمة عديدة، أما عن فكرة لوحتي التي أنفذها، فقد تأثرت كثيرًا بعد زيارتي بالملكات الفرعونيات وحياتهم داخل تلك الأماكن، وستكون الملكة المصرية بملامحها التي أراها في نساء النوبة وأسوان الآن ومزجها ببعض من الحداثة هي محور لوحتي التي أشارك بها.
2 تعليقات