مراحل إنتاج "الفريك" من "المجراية" إلى "الشوكة"
تصوير: أحمد دريم
صدفا، المركز الواقع جنوبي أسيوط يشتهر بموسم “الفريك”، واحد من أشهر الأكلات الشعبية، حتى يُظن أنه موسم آخر لحصاد القمح، بسبب كثرة العاملين فيه.
أنورعلي، مزارع، يمقيم في قرية الشناينة بمركز صدفا، يقول إن قرى كوم أبوحجر والشناينة والبربا وأولاد إلياس وكوم سعيد، الأكثر شهرة بإنتاج فريك القمح بمركز صدفا، وقد أصبحت إنتاجه مصدر رزق للكثير من الأهالي سنويًا.
يشرح علي أن إنتاج فريك القمح تبدأ قبل موسم الحصاد، أي بداية من شهر أبريل، عندما يظهر في السنابل حبوب القمح الخضراء، وتبدأ طريقة التصنيع بجلب العمالة التي تختار السنابل التي بها حبات القمح، وتقصها عن الساق، ويكون ذلك في وقت مبكر من الصباح، وحتى الحادية عشر صباحًا، لتكون السنابل خضراء لم تتأثر بالشمس.
يتابع: بعدها نجمع تلك السنابل وننقلها بواسطة أجولة بلاستيكية، وفرشها على الأرض علي هيئة مصاطب بطول الأرض الزراعية، وتترك تلك المصاطب معرضة إلي أشعة الشمس المباشرة حتى بعد الظهر.
بعدها يستخدم اثنان آداه يطلق عليها “مجراية”، وهي ذات أيد طويلة، يقفات في مواجهة بعضيهما، ويشعلان النيران في بداية المصطبة، مع “تقليب” تلك السنابل بشكل متزن.
يضيف: بعد الانتهاء من عملية الحرق تترك تلك السنابل علي الأرض حتى نهاية اليوم، ثم تُجمع بواسطة آداه يطلق عليها “شوكة”، وهي تشبه أسنان المشط، وبعدها تنقل تلك السنابل إلي مكان آخر يطلق عليه المصطاح، وتترك تلك السنابل المحروقة يومين أو ثلاثة، وبعدها “تُدرس” بماكينة دراسة القمح.
ويقول ماهر مهدي، مزارع، إن مصاريف إنتاج فريك القمح تتأثر بارتفاع أجرة الأيدي العاملة، التي وصلت إلى 70 جنيهًا للعامل في اليومية، بينما يحتاج الفدان إلى نحو 50 عاملًا، أما ماكينة الدرس فتؤجر بـ15 جنيهًا للقيراط الواحد.
وبرغم ذلك فإن إنتاج الفريك تعد ذات ربح كبير وسريع، بخلاف محصول القمح، لوجود سوق آخر جديد غير سوق القمح، خاصة من دولة مثل الأردن.
ويقول أحمد عبدالباري، رئيس وحدة محلية سابقًا- أحد أهالي القرية، إن بداية إنتاج الفريك بالقرية بدأت في الثمانينيات وكان يُجهز للاستهلاك المنزلي فقط، لكن مع مرور الزمن بدأ بعض المزارعين يتوسعون في إنتاجه، وأصبح له سوق واسع.
ويضيف عبدالباري أن إنتاج الفريك مربحة هذا العام لأن الفدان ينتج نحو 15 إردب فريك، ولو نفترض سعر الإردب الواحد ألفي جنيه، فسيصل الإنتاج إلي 30 ألف جنيه، من بينهم 6 ألاف جنيه مصاريف أيد عاملة وخلافه، فيصل مكسب الفدان الواحد إلي ما يزيد عن عشرين ألف جنيه، ومن جانب آخر يستغل المزارع الأرض لزراعة الذرة الشامية.
تعليق واحد