الفرير والقديس يوسف والخرنفش.. 3 أسماء لأقدم مدرسة في مصر
فى عام 1840 أثناء حكم محمد على زار مصر الأب ( إتين ) Pere Etienne الرئيس العام للعازرين فى سوريا، في هذه الفترة عرض عليه محمد على إنشاء بعض المدارس فى محاولة لتطوير التعليم.
كان محمد علي يبدي اهتماما كبيرًا للتعليم، وجاء عرضه على الأب إتين في إطار حركة التعليم وإنشاء المدارس التي انتشرت في عهده.
على إثر ذلك أنشأت الأرسالية الفرنسية أول ثلاث مدارس كاثولكية في مصر، هي مدرسة الراعي الصالح (بون باستير) للبنات عام 1845 في الموسكي بمنطقة درب البرابرة، ومدرسة فيان الإحسان ومدرسة العازريين 1846، وفي نهاية عهد عباس الأول أنشئت مدرسة الفرير بالخرنفش عام 1854.
قدم محمد علي للعازاريين حصنا قديما بجوار كنيسة سانت كاترين، وأقيمت كنيسة ودرأسة مجانية سنة 1874 م ودعوا الفرير(Freres de la Doctrine chretienne) لمساعدتهم في التعليم، فتسلموا المدرسة وعاش العازاريون والفرير معًا خمس سنوات.
وفى سنة 1852 ترك الفرير للعازراريين مدرستهم، لينشؤوا مدارس خاصة بهم.
لجأ الفرير عقب انفصالهم عن العازاريين إلى الآباء الفرنسسكان، وفي 1853 وضعوا حجر الأساس لبناء مدرستهم “كلية سانت كاترين”، وفي سنة 1854 عز الفرير على أن يمدوا نشاطهم التعليمى إلى القاهرة، فافتتحوا فيها أول مدرسة لهم فى 15 فبراير 1854، وجعلوها كمدرسة الإسكندرية قسمين: قسم يدفع تلاميذه مصروفات دراسية وآخر يتعلم تلاميذه بالمجان، وأعطوا لمدرستهم اسم كلية سان جوزيف، أو القديس يوسف، نسبة إلى القديس يوسف النجار، راعي السيد المسيح والعائلة المقدسة، الذي يعتبر عيده في أول مايو هو العيد العالمي للعمال، فقد حمل لقب شفيع المربين والمعلمين.
وقد انتعشت مدرستهم بفضل الهبة التى منحهم إياها سعيد باشا فى سنة 1859، وهي أرض بشبرا أقاموا عليها مدرسة، واستبدلوا أرض الخرنفش، بالإضافة إلى 30 ألف فرنك، وأظهر الفرير في عملهم إخلاصا ونشاطا أكسبهم محبة القاهريين وجعلت لمدرستهم المكانة الأولى بين المدارس الأوربية بمصر.
وفى سنة 1872 كان بمدرسة الفرير 155 تلميذا بقسم المصروفات و 50 تلميذا بالقسم المجاني، وكان الإقبال على مدارس الفرير من الكثرة لدرجة أنها لم تكن تمنح المجانية إلا للتلامذة الذين ينتمون إلى الكاثوليكية.
التطور التاريخي للمدرسة
في عام 1855 بدأت الدراسة في المدرسة الجديدة بفضل التبرعات السخية من أبناء الحي، واستقبلت المدرسة أبناء الفقراء والأغنياء على حد سواء، وفي فصول متجاورة.
وفي عام 1858 أهدى سعيد باشا خديوي مصر إلى الأخوة الرهبان قطعة أرض في حى الخرنفش (الجمالية) في القاهرة، لبناء مدرسة، سميت بمدرسة القديس يوسف.
وفى عام 1864 أرسل الخديوي إسماعيل 12 من شباب الأسرة العلوية، لتلقي العلم في مدرسة القديس يوسف بالخرنفش بهدف إعدادهم لشغل بعض الوظائف الرئيسية في الدولة.
ومع حلول عام 1890 افتتح قسم الحقوق، وعام 1907 افتتح قسم التجارة في مدرسة الخرنفش، وفي عام 1919 أثناء ثورة مصر كان الزعيمان سعد زغلول ومصطفى كامل من تلاميذ مدرسة القديس يوسف .
عام 1956 هو عام انتقال القسم الثانوي من مدرسة القديس يوسف بالخرنفش إلى مدرسة دي لا سال بالظاهر، ودي لاسال هو اسم القديس يوحنا دي لاسال مؤسس رهبانية أخوة المدارس المسيحية (الفرير)، الذي وضع علمه في خدمة أبناء الفقراء، وترك منزله وعاش مع المعلميين وتخلى عن مكانته ككاهن، وترك ثروته ليؤسس الأخوة.
وفي العام 1957 ضمت مدرسة الخرنفش تلاميذ مراحل الحضانة والابتدائي والإعدادى من المدارس ذات المصروفات الرمزية، وما زال هذا الأمر موجود حتى اليوم، وفي عام 1994 افتتح مركز التدريب المهني في مدرسة القديس يوسف.
الدكتور حسين بهاء الدين، وزير التعليم الأسبق، افتتح عام 1995 المبنى الجديد لمدرسة القديس يوسف بالخرنفش، وفي عام 1999 افتتح القسم الثانوي.
مشاهير درسوا فيها
من الفنانين: نجيب الريحانى وفريد الأطرش وأنور وجدي ورشدى أباظة، بالإضافة إلى الشاعر حسين السيد.
ومن السياسيين: صطفى كامل وإسماعيل صدقي، ومصطفى فهمي باشا وعدلي يكن وعلي صبري وعصمت عبد المجيد.
موقع المدرسة الجغرافي
المدرسة تقع في 1 شارع الشعراني البراني على ناصية شارع الخرنفش في حي الجمالية بالقاهرة وفي شارع الشعراني مسجد الصوفي الكبير عبد الوهاب الشعراني وبشارع الخرنفش دار الكسوة المشرفة والمدرسة تجاور مجمع كنائس زويلة وحارة اليهود، وكانت قديما بالقرب من الخليج المصرى وهو حاليا شارع بورسعيد وتلحق بها جمعية الفرير لرغاية وتدريب العمال والحرفيين.
المدرسة حاليا بها مراحل التعليم حتى نهاية الثانوية (الروضة- الابتدائي- الإعدادي- الثانوي، وبها قسمان فرنسي وإنجليزي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عزت عبد الكريم، تاريخ التعليم فى مصر، الجزء الرابع، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2011
خالد محمد نعيم، الجذور التاريخية للإرساليات، كتاب المختار، 1988م
11 تعليقات