“محمود أسعد”.. موهبة في تلاوة القرآن الكريم منذ صغره
عطايا الله لا تنضب على مر العصور، فما زالت هناك مواهب وليدة خاصة في تلاوة القرآن الكريم والإنشاد، تستطيع أن تطلق على موهبتهم في جمال الصوت، بأنها أصوات من السماء، محمود أسعد جعفر، أو الشيخ الصغير محمود كما أطلق عليها أبناء قريته فاو قبلي بمحافظة قنا، وهو في عمر 12 عامًا.
من هو؟
“محمود” طالب في مرحلة الليسانس بكلية الحقوق جامعة جنوب الوادي بقنا، وهبه الله نعمة جمال الصوت وحب تلاوة القرآن الكريم، فذاع صيته مقرئًا في قريته ومن المواهب في الجامعة.
يروي محمود لـ”ولاد البلد“، بدأت الحكاية منذ أن أرسلتني والدتي لحفظ القرآن الكريم في الكتاب المجاور لمنزلنا بمسجد القاضي بالقرية، وكنت في الصف الرابع الابتدائي حينها، يوميًا بعد صلاة العصر، حفظت 5 أجزاء من القرآن الكريم حتى الصف الأول الإعدادي.
الكتاب
يتابع المقرئ حديثه: راعاني كل من كان يحفظني القرآن في الكُتاب لجمال صوتي على حد قولهم، فحين طلب مني الشيخ أول مرة تلاوة القرآن قرأت كما اسمعه من الشيخ سعد الغامضي في قناة الأطفال، والذي كنت استيقظ خصيصًا رغم صغر عمري لسماعه يوميًا في السادسة صباحًا موعد إذاعة تلاوته، فأثنى علي الشيخ، ومنذ ذلك الحين عرفت بصوتي الجميل في التلاوة وفي الصف الأول الإعدادي تحديدًا بعد تعلمي للأحكام بدأت اقرأ بالتجويد وليس الترتيل فقط بعد سماع أعلام التلاوة في مصر الأحب إلى قلبي الشيخ محمود صديق المنشاوي، والشيخ أشرف الهوي الأخير من محافظة قنا.
الشيخ محمود
يضيف ابن قنا، ذاع صيتي وسط أبناء قريتي، وبدأوا يطلبون مني القراءة في واجبات العذاء، أو المناسبات، وأصبحوا ينادوني بـ”الشيخ محمود” ويدعونني في كل مناسبة رغم أني أؤمن بكلام أديب الأدب العربي طه حسين الذي قال إنه لا يطلق لقب شيخ إلا على من أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأنا لم اختمه بعد.
ولكن مع الوقت أصبح أساتذتي يشجعوني فيسمحوا لي بالإمامه في بعض الصلاوات، والخطابة في السنوات الأخيرة، بالإضافة لاستئنافي حفظ القرآن الكريم فأنا أتممت 8 أجزاء حتى الآن، لافتًا إلى أنه في الصف الخامس الابتدائي كان ينشد أناشيد مثل “دعنا نناجي- رددي يا جبال”.
تغيير الصوت
“في عمر المراهقة خشيت تغيير صوتي، ولكن لم أتوقف عن قراءة القرآن الكريم” هكذا وضح محمود، متابعا: “استمريت في التلاوة وكنت مؤمنًا بأن الموهبة التي يمنحها الله للإنسان لا يزيلها منه خاصة وإن كان يمارسها حبًا له”، ومع الوقت التغيير الطارئ كان إضافة إلى أحبالي الصوتية وزادها جمال وفق آراء من يسمعوني وأساتذتي.
الجامعة
يختتم محمود حديثه بقوله: أصبحت أحيي حفلات في الأقصر وقنا، تلاوة القرآن الكريم بعد أن كان يرشحني أساتذتي للآخرين فضلا عن قريتنا، وفي كل الأحوال لا أتقاضى أجرًا، فأنا أرى أن صوتي هبه من عند لله منحني إياها لاستمتع في الخشوع له حين أتلو وأترك تأثيرا في الآخرين أيضًا، خاصة أنني أحب التجويد أكثر.
ومحمود الأخ الأكبر لـ6 أخوات أخرين، وابن لأب يعمل في إحدى دول الخليج، وأم ربة منزل، ويتمنى أن تتاح للأصوات الجميلة من المقرئين العظام المساحة الزمنية لإذاعتها على القنوات ليستمع لها الكبار والصغار كما كان قديمًا، مؤمنًا بأن الشباب من محبي تلاوة القرآن الكريم أو المستمعين كثر.