محاكاة الرسام الإسباني «جوثپ تاپيرو» في جلسة تصوير بقنا
ألهمت لوحات الرسام الإسباني “جوثپ تاپيرو بارو”، مجموعة من الفنانين بمحافظة قنا، لتجسيد ومحاكاة مجموعة بورتريهات أبدعها الفنان خلال إقامته بمدينة طنجة المغربية في الفترة (1870-1911). المحاكاة الفوتغرافية كان بطلها الفنان السينمائي حمدي حسن، ابن مدينة قوص جنوب قنا، بمشاركة المصور أحمد مصطفى، والمدير الفني للعمل بكر المغربي.
وجه تشابه
يقول حمدي حسن لـ”باب مصر”: استغرق العمل نحو 15 يومًا في مرحلة الإعداد والتجهيز. من حيث مكان التصوير والملابس والديكور.
كما أن المصور أحمد مصطفى قدم مراجعة تاريخية وفنية معاصرة للأعمال قبل تنفيذها. يقول “فكلنا نبحث عن تقديم فن راقي بعيدا عن المركزية في القاهرة التي تخطف الأنظار”.
كذلك يضيف حسن عن اختياره لتجسيد الشخصيات التي قدمها الإسباني “جوثپ تاپيرو بارو”، بأن التشابه بينه وبينهم هو ما دفع المصورين والقائمين على العمل طلبي. حيث إن الشخصيات الأصلية تشبهني في الوجه والبشرة والتركيب البصري المقدم من خلال “جوثب”.
الفنان الإسباني
الفنان الإسباني جوثپ تاپيرو بارو، ولد في إسبانيا 7 فبراير عام 1836. درس الرسم بصحبة صديقة طفولته Marià Fortuny لأول مرة في 1849، تحت إشراف الرسام المحلي في يونيو 1853. سافر مع صديقته لأول مرة إلى المغرب في عام 1871، وتعتبر نقطة تحول في حياته. وعندما توفي Fortuny قرر كوثب الاستقرار في طنجة عام 1877، حيث مكث ثلاثين عامًا حتى وفاته في 1913م.
أما عن البورتريهات التي حاكاها فناني قنا فهي موجودة على الموقع الرسمي للفنان الإسباني، وبها وصفا تفصيليا.
ففي اللوحة التي يرتدي فيها حسن الطربوش الأحمر والعمامة الصغيرة البيضاء والسبحة على عنقه، يصفها جوثب بأنها لمحة عن الرجل المغربي هي لوحة مائية مستشرقة تم رسمها عام 1876، وتمثل الصورة المجال العام في المغرب.
من ناجية أخرى فاللوحات الأخرى تصور بعض المحاربين بشوارع طنجة. إذ كان هذا النوع من الشخصيات بالنسبة للمستشرقين له حضور كبير في المجتمع المغاربي ما قبل الاستعمار، يمثل الجانب الأكثر غرابة وغرابة في العالم الإسلامي. ولهذا السبب غالبًا ما أصبح موضوع أعمال الفنانين الذين يزورون شمال البلاد إفريقيا.
ابن قوص
يوضح الفنان السينمائي، أن الملابس التي تمت صناعتها للعمل ملابس بسيطة من الكتان والصوف من الطبيعة العامة. بالإضافة إلى الطربوش الأحمر والعمامة البيضاء الملفوفة. وهي يرتديها الآن طلاب المعاهد الأزهرية. ولكن الهدف ليس أننا وجدنا صعوبة في الحصول على الزي بالكامل. ولكن هي أننا نقدم عملا ينال إعجاب كل المشاهدين. ونحاول أن نعبر عن أنفسنا أن قنا بها فنانين ومبدعين متواجدين في قراها ونجوعها قادرين على تصدير الفن لكل بلاد العالم.
ويختتم حسن حديثه: انتهينا من التصوير واستمر العمل على تعديل الصور من حيث الألوان والإضاءة للوصول إلى دقة عالية تحاكي اللوحات التي قدمها الرسام جوثب حوالي 10 أيام متواصلة. لافتا إلى أن الفن بكل صوره هو الطريقة التي يمكن من خلالها نشر الوعي والثقافة في كل جوانب الحياة.
تعليق واحد