"مجنون الأسمر": أنا الوريث الشرعي لإبداع فارس الأغنية الشعبية فى الصعيد
“كتاب حياتي يا عين ما شفت زيه كتاب الفرح فيه سطرين والباقي كله عذاب” كلمات من أغنية كانت سببًا مباشرا في بزوغ نجم فارس الأغنية الشعبية في مصر وقتها الراحل حسن الأسمر في مطلع التسعينيات، ولم يكن وقتها ذلك الطفل الذي لم يكن أكمل التاسعة من عمره يعلم وهو يعيد تشغيل الأغنية مراراً وتكرارا علي مسجل كاسيت من نوع “543” المعروف فى الصعيد باسم “الخورفيشة” وكان منتشرًا في ذلك الوقت، بأن نفس الأغنية ستعيد تشكيل مسار حياته هو الآخر.
” كان زملائى يستعدون لخوض امتحانات الشهادة الابتدائية بمدينة دشنا، لكنى كنت منشغلاً بحفظ كلمات شريط الكاسيت الجديد، للفنان حسن الأسمر، الذي احتلت صوره أركان حجرتى” بهذه الكلمات يصف حسن الشريف، الذى تشبه ملامح وجهه وجه الفنان الراحل حسن الأسمر، مدى تعلقه بمطربه المفضل متابعا ” جمعت للفنان حسن الأسمركل شرائط الكاسيت، والعديد من صوره وحفظت جميع أغانيه وحاولت تقليدها، ما جعل أصدقائى يطلقون علي لقب مجنون الأسمر ، حتى أن والدى تعاطف معى واستطاع التواصل هاتفيا مع النجم الراحل لعرض موهبتى عليه وكان عمرى وقتها يبلغ السابعة عشر”
وبحسب “مجنون الأسمر” فإن فارس الموال رحب بالفكرة، لكن الفرصة لم تتاح لألتقي به وسط صراعات الحياة والسعي وراء “لقمة العيش”.
بصوت غلب عليه الحزن وغلفته الحسرة يروي الشريف كيف وقع عليه نبأ وفاة أيقونة الموال الشعبي في مصر والعالم العربي، “علمت خلال نشرة الأخبار في عام 2011 أن حبيبي رحل عن دنيانا إثر أزمة قلبية مفاجئة”، يتابع: وقع الخبر علي كالصدمة بكيت عليه كما لم أبك من قبل، وأعلنت حالة الحداد بين أصدقائي وأقراني الذين قدموا لي العزاء في رحيله كما لو كان واحدًا من أبناء أسرتي ”
يعتقد الشريف، أنه الوريث الشرعي في دشنا والصعيد لإبداع الراحل حسن الأسمر ، متمنيًا أن تتاح له الفرصة وأن يتبني موهبته أحد منتجي أغاني الفيديو كليب، ليعيد تقديم وإحياء فن الموال الشعبي الذي يرى أنه يكاد يندثر وسط ضوضاء أغاني المهرجانات الجديدة التي أصبحت مثل الحوت الذي ابتلع تراثنا الجميل وطغي عليه،وأصبحت له قاعدة جماهيرية عريضة.
يتابع حسن ” قررت بعدها أن استكمل مسيرة الفنان الشعبي، وكنت أحرص علي حضور الأفراح والمناسبات، أصدقائي كانوا يقدموني باسم “حسن الأسمر” كنت أحس بمشاعر مختلطة من الرهبة والفرح وقشعريرة تسري بجسدي عندما كانت تتاح لي الفرصة للإمساك بالمايك وغناء بعضًا من المواويل التي أشتهر بها فارس الأغنية الشعبية مثل: “عد الجروح، عمري، الله يسامحك، نصيبي وقسمتي”.
يشار إلى أن حسن الشريف، ينتمي إلي أسرة تعشق وتمارس فنون المدائح النبوية والإنشاد الديني، فشقيقيه الأكبر منه أشرف وأحمد، من أهم مداحى دشنا وقنا .