“مجرم سينما”.. فيلم سينمائي يتحدي الإعاقة في مهرجان “ديتمولد” بألمانيا
“حول ما يحدث لي كنت أتحدى إعاقتي، وحب السينما واستخدامها للتعبير عن اعتراضي على ما يحدث معي ومع الآخرين”، هكذا وصف أحمد السمان، مخرج أفلام مستقلة من الإسكندرية، فيلمه الجديد “مجرم سينما”، والذي كتبه وعبر فيه عن تجربته الشخصية وكيف أنه يتحدى بلغة السينما إعاقته في ضعف السمع ونظرة المجتمع له، و يشارك فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان ديتمولد السينمائي بألمانيا هذه الأيام وهو مهرجان مصري دولي.
يقول السمان لـ”ثقافة وتراث”: تم اختيار فيلمي للمشاركة من بين 3000 فيلم مشارك من 75 دولة، الفيلم أجسد فيه للناس تمردي على إعاقتي وأحلامي وحب السينما وممارستي ليها ليست جرائم، كما أنني لم أجد سوى السينما للتعبير عما بداخلي لأنها تشبه أمي كثيرآ.
ويتابع: “مجرم سينما” أخرجته ومثلت به، قمت بكتابة الفيلم في 11 شهرا، وبدأت وأنتهيت من التصوير في شهر ونص، وأوجه من هنا شكري لكل فريق العمل من بينهم “محمد بعتر، شروق حسن، محمد إبراهيم، أحمد حسني، محمد عجمي، وإسلام محمد”.
ويشير السمان إلى أن أحداث الفيلم تدور حول ولد لم يسمع أو يتكلم، كافحت أسرته من أجله ولم يخيب ظنهم رغم قلة الأمل لأسرته، لم يكمل دراسته إثر حادث كاد أن يودي بحياته ليس له ذنب فيه، ويعرض العديد من الحوادث التي مرت بحياته، وفي فيلم مجرم سينما يريد أن يطلق صرخة ويقول “أنا إنسان مثلكم”.
ويضيف المخرج السكندري، أن الفيلم تمثيل أحمد السمان، ومحمد إبراهيم، وتصوير إسلام محمد، ومونتاج شروق حسن، مساعد مخرج ومترجم محمد عجمي، إشراف أحمد حسني ومحمد بعتر، ومن تأليف وإخراج أحمد السمان، ومن المقرر بعد عرض الفيلم في مصر في جزويت القاهرة في منتصف هذا الشهر.
تحدي ومعاناة
في عودة للطفولة يتذكر السمان: “وأنا في سن صغيرة أخدت دورات تخاطب عشان أنطق الكلام، ثم تركتها، وعملت بمحطة بنزين، وبورش ومحلات كثير، كانوا بيفكروا إن أنا معاق يبقي مش بفهم في حاجة، يشغلوني ويستغلوني وبس، رغم كل ذلك أنا بشكرهم لأني من خلالهم لقيت الملاذ الآمن لي، كفاية إنها بتسمعني وبتسبني أعبّر عن اللي جوايا وهي السينما”.
البداية السينمائية
عن بداية مشواره السينمائي يقول أحمد السمان: “أنا مهتم بفكرة الأفلام التسجلية والوثائقية ولي تجارب في صناعة الأفلام الروائية القصيرة وكانت بدايتي عندما حضرت ورشة مع المخرج مهند دياب، من خلاله حبيت صناعة الفيلم التسجيلي لتلقائيته”.
ويتابع: “قرأت جملة لمخرج اسمه جيانو نازارو، بيقول إن الدولة التي لا تهتم بالسينما الوثائقية، مثل العائلة التي لا تهتم بألبوم الصور، ثم قرأت جملة أخرى لمخرج أجهل اسمه، يقول فيها إن أردت مشاهدة فيلمًا ولم تجده عليك بصناعته”، ولذلك قمت بإخراج وإعداد فيلمي التسجيلي عن “الفنان سيد مكاوي والفنان عمار الشريعي”، والذي قمت فيه بإجراء مقابلات مع السفيرة إيناس مكاوي إبنة الملحن سيد مكاوي، ومراد الشريعي ابن الموسيقار عمار الشريعي وهي من التجارب التي أعتز بها جدا لأنهم كانوا ملهمين لي.
ومن هنا سألت نفسي بسبب إعاقتي وما أعاني”إزاي الأديب طه حسين، والملحن سيد مكاوي، والموسيقار عمار الشريعي قدروا يحققوا النجاحات دي في زمن صعب جدًا على أي حد يحقق نجاحات”، وهذا الفيلم كان الفيلم التسجيلي الأول لي، ومن تجاربي في الأفلام الروائية القصيرة “الرقص علي أجسادنا، لوكيشن، هذا ليس عملا سينمائيا، مجرم سينما”.
مشاريع وطموحات
يذكر السمان أن مشروعه القادم هو فيلم وثائقي طويل عن بعض رموز الإسكندرية، ممن كان لهم أدوارا هامة في بداية السينما حيث كانت البدايات في الإسكندرية قبل أن تنتقل للقاهرة.
ويختتم حديثه بقوله” “طموحاتي بالسينما كثيرة، منها أن أوثق الواقع وأنقل صوت الناس، وأعبر عن مشكلاتهم، وأريد تطبيق نموذج السينما الإيرانية في أفلامي، وهو النموذج الذي يتم الاستعانة فيه بذوي قدرات خاصة حقيقيين، للمشاركة في الفيلم أو العمل بشكل عام، ونحن هنا نأتي بممثل عادي سليم البدن، لتمثيل دور المعاق، وهو أكثر ما يحزنني، كما أريد أن أوجه رسالة للمجتمع، “أتمنى أن يدركوا أننا بشر مثلهم”.
4 تعليقات