«مجراية» تستضيف فعاليات أول أسبوع سينمائي في الصعيد

تُقيم مؤسسة «مجراية» للثقافة والفنون بملوي في المنيا «أسبوع السينما للأفلام القصيرة» في الفترة من 23 إلى 27 فبراير الجاري، وهو أول أسبوع سينمائي في الصعيد يعرض ويناقش مجموعة من الأفلام القصيرة التي تتناول ذوي الهمم والقصص الذاتية وأيضا قضايا المرأة والشباب.
أول مرة
يقول مينا يسري، مخرج ومؤسس «مجراية»: “فكرة الأسبوع مطروحة منذ عامين. وشجعنا على تنفيذها زيارة صناع الأفلام إلى مدينة المنيا، أبرزهم المخرجة ماريان خوري، مديرة مهرجان الجونة”، مشيرا إلى أن الأسبوع يقام بالتعاون مع مهرجان “فيلم ماي ديزاين”، وجمعية نهضة المحروسة، ووكالة بنها.
وتابع: سيتم تنفيذ الأسبوع عبر عدة أقسام كالتالي: قسم لأفلام مخرجين من الصعيد. وهو هدفنا الأساسي لإبراز المواهب المحلية، وقسم آخر للأفلام القصيرة من الإسكندرية. كما سيتم عرض 4 أو 5 أفلام يوما من بين 22 فيلما. في اليوم الأول سيتم عرض فيلم “أمانه البحر” الذي حاز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة الأخير.
وعن سبب اختيار هذا الفيلم يقول يسري: “أعمال مجراية عرضت في أكثر من حدث، لذا قررنا أن يكون فيلم الافتتاح لم يعرض من قبل في الصعيد”. ويشير إلى أن هناك 6 من أفلام الصعيد، و4 أفلام من سلسلة برنامج “الرحلة كمهزلة”، و5 أفلام من مؤسسة وكالة بهنا، و5 أفلام من مهرجان “فيلم ماي ديزاين”. وعلى هامش الفعاليات، سيتم عقد ورشة صناعة أفلام للأطفال لتعليم الكتابة والمونتاج والتصوير. وأكد أنه سيتم مناقشة صناعة الأفلام قليلة التكلفة في المدن البعيدة. كما تتميز الأفلام المعروضة بالتنوع بين القصص الذاتية، والصناعات التقليدية والتراثية، وقضايا المرأة والشباب وذوي الهمم.
مؤسسة مجراية
أما عن مؤسسة مجراية فيقول مينا يسري: “مجراية هي مؤسسة ثقافية وفنية تأسست عام 2014م بملوي بمحافظة المنيا. وعن سبب تسميتها، فهي في لهجتنا تعني “المجرى” أو “القناة الصغيرة” التي من خلالها تصل المياه إلى الأرض الزراعية. وهذه هي رسالتنا، محاولة توصيل الثقافة والفنون إلى الصعيد بعيدا عن مركزية القاهرة. وجاءت فكرة مجراية من خلال صديقي وشريكي حمادة زيدان، كاتب وصحفي، حيث قمنا بتأسيس مجراية معا. في البداية، كان المكان محدودا، ولكننا تطورنا بمرور الوقت. يتكون فريق مجراية من 6 شباب وشابات من الصعيد، تجمعهم صداقة وعمل وحب الفن”.
ويضيف، في بداية فكرة تأسيس “مجراية”، كان هناك العديد من المؤسسات الكبيرة التي تقدم تدريبات للمبادرات الشبابية في إدارة الأعمال. فقررنا المشاركة بفكرتنا مع معهد جوته وجمعية نهضة المحروسة وجمعية الاختيار وغيرها. تم تدريبنا وحصلنا على تمويل جزئي لتأسيس مشروعنا. وأضاف أنه فيما بعد أصبح لدينا تعاون أكبر مع مؤسسات مثل الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق”، وتمكنا من تكوين شراكات استراتيجية مع مؤسسات كبيرة مثل مركز الصورة المعاصر (cIc) ووكالة بهنا.
معرض ملوي للكتاب
أما عن أنشطة المؤسسة، يقول “يسري”: “تشمل محافظة المنيا وأسيوط وبعض الأماكن الأخرى في الصعيد. عملنا الأساسي هو الأدب والسينما. لذلك نقدم ورشا في الكتابة وصناعه الأفلام والتصوير والمونتاج وغيرها”، مشيرا إلى تنظيم معرض “ملوي للكتاب”. وهو المعرض الوحيد من نوعه في المنطقة، الذي استمر لـ6 دورات.
في هذا المعرض، أقمنا ندوات مع أهم الكتاب المصريين، وحفلات موسيقية، وعروض مسرحية. كما نسلط في كل دورة الضوء على أحد فناني الصعيد مثل عاطف الطيب والأديب محمد مستجاب وغيرهم. وقد أنتجنا بعض الأفلام القصيرة وعرضناها وناقشناها مع صناع الأفلام والجمهور، وذلك بسبب ندرة الفعاليات السينمائية في الصعيد باستثناء أحداث أسوان والأقصر.
تحديات وصعوبات
أما عن تحديات عمل المؤسسة يوضح “يسري” أنه في البداية كان التحدي متعلقا بالموارد بسبب عدم وجود دور عروض أو سينمات وقلة المؤسسات الداعمة للفن في الصعيد. ويقول: “لكننا اتبعنا سياسة الشاشات البديلة مثل نوادي السينما وتهيئة الظروف لاستضافة الحدث”. مشيرا إلى أن البيئة المحيطة لم تكن عائقا لنا، بل جمهور الصعيد متحفزا للفن ومتعطشا له.
ويذكر يسري أن “مجراية” لا تهتم بإنشاء فروع أخرى في أماكن متعددة، بل تركز على بشكل أكبر على تنفيذ الفعاليات والأنشطة في مدن أخرى بالتعاون مع المؤسسات المحلية. تم بالفعل تنفيذ فعاليات في مدينة المنيا والقوصية بأسيوط. هدفهم هو التوسع والاستمرارية.
ويختتم حديثه ويقول: “بعيدا عن مجراية قام فريق مجراية بعمل برنامج “يسري على القهوة| مرة واحد صعيدي”، الذي يحكي عن الفن والصعيد. كما شاركنا بأعمالنا في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. وعرضت أفلام من إنتاج مجراية في تونس وفلسطين والقاهرة. وآخرها المهرجان الدولي للفيلم في الداخلة بالمغرب في نسخته الـ 12، بفيلم قصير مأخوذ عن قصة الأديب محمد مستجاب من إخراج مينا يسري وتم تصويره بالكامل في المنيا.