مجتمع المنصورة الثقافي.. كيانات تجاهد للبقاء أم وجاهة؟
على الرغم من سمعة مدينة المنصورة خاصة ومحافظة الدقهلية عامة، بكثرة مثقفيها وكتابها وفنانيها، الذين يلمعون في شتى المجالات الثقافية. إلا أنها تكاد تخلو من الفعاليات الثقافية والتنويرية إلا على استحياء في بعض مقرات الأحزاب، أو الفعاليات الموسمية بأحد الأندية أو بجامعة المنصورة.
فعاليات ثقافية
الدقهلية مسقط رأس أم كلثوم، ونعمان عاشور، عزيزة هانم شكرة، الشهيرة بالسفيرة عزيزة، ونجيب سرور، ومحمد المخزنجي، ومحمد التابعي، ورجاء النقاش. ومئات من الكتاب والمثقفين والفنانين.
وفي مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، التي من المفترض أن تكون عامرة بالفعاليات الثقافية. لا تجد فيها إلا ندوة أو حفل توقيع على استحياء وبحضور محدود في مقر أحد الأحزاب، التي مازالت تبذل مجهود كبير لتحافظ على هويتها واحتضانها للمثقفين. مثل حزب التجمع وحزب التحالف الاشتراكي وأحيانا الوفد. وبيوت الأدب التي تحاول ممارسة دورها رغم تواضع الدعم، إيمانا من عدد من المثقفين بأهمية رسالتهم ودورهم.
خلال العام الجاري، حاولت جامعة المنصورة اللحاق بالركب وأعلنت تنظيم صالون ثقافي لتبادل الفكر وتعزيز الوعي. بحضور وزراء سابقين وأساتذة جامعيين. وحمل عنوان الصالون الأول عنوان “الإصلاح المؤسسي والحوكمة”، وفي مايو الماضي تناول الصالون “الطريق لجامعات الجيل الرابع”. ليثبت أنه موجه لفئة معينة وتمثل معظم حضوره في الكادر الجامعي وقضايا تهم الشأن الجامعي. على الرغم من أن جامعة المنصورة كانت منذ سنوات قبلة للكتاب والشعراء. وأقيمت بها العديد من الندوات الحوارية الهامة ولكنها تراجعت خلال السنوات الأخيرة أثناء وبعد جائحة كورونا.
المناخ الثقافي
تقول شيماء الغيطي، رئيس نادي أدب طلخا: “هناك مناخ ثقافي في المنصورة لكن للأسف ليس بالقوة التي نتمناها. فهناك قصور الثقافة ونوادي الأدب ونتمنى بعد انتخابات نوادي الأدب الأخيرة أن يتغير المناخ الثقافي للأفضل”.
ويضيف محمد عبدالحليم، حاصل على ماجستير في الاقتصاد وصدر له إصدارين “الفلاتية” و”عالقون في مشفى حكومي”، وهو أحد المتهمين بالحركة الثقافية في المنصورة: المناخ الثقافي في المنصورة جزءا من المناخ الثقافي في مصر بشكل عام. يعاني أزمة في غياب الرؤية الكلية لرسالة الثقافة. وهذه الأزمة خلفت أخرى اقتصادية كبيرة، تسببت في ضعف الإنتاج المادي للمجتمع (زراعة وصناعة). وبالتالي غياب الكفاءة في استغلال موارد المجتمع، ناهيك عن غياب العدالة في توزيع الدخل والثروات المحدودة.
فلا يمكن فصل الطبقة الفوقية بالمجتمع كالثقافة والأفكار والقيم الأخلاقية السائدة عن الطبقة التحتية للمجتمع. والمناخ الاجتماعي والسياسي يضرب بل ويلوث المناخ الثقافي المصري.
وتابع: المناخ الثقافي في المنصورة أفضل كثيرا من مدن ثانية. بحكم العمق التاريخي، فالمنصورة من المدن القادرة طوال الوقت على إنتاج منتجات ثقافية لاعتبارات وجود طبقة وسطى كبيرة ومستقرة داخلها منذ سنوات طويلة.
صالونات دورية
واستطرد: أما عن الصالونات الثقافية الأكثر التزاما ودورية، صالون حزب التجمع وهو الأقدم، وصالون حزب التحالف الشعبي، لكن تبقى موجهة للمعنيين ودائرة محدودة تكاد تخلو من الشباب. بجانب مبادرات من نادي قصة المنصورة الذي يستضيفه أيضا حزب التجمع، ونادي أدب قصر ثقافة المنصورة. يقيم عدد من الفعاليات من حين لآخر. وكذلك اتحاد الكتاب وتقتصر غالبية فعالياته على أعضائه. هذا إلى جانب دور تحاول فيه الفنانة إيمان أبوالغيط، مدير مكتبة مصر، أن تلعبه في التواصل مع أعمار سنية صغيرة بأنشطة تناسبهم.
ويبقى مثقفو المنصورة يحاولون التمسك بالمتاح القليل حتى يحدث الله أمرا، يعيد للثقافة والمعرفة أهميتها، ويجذب الشباب للفعاليات الأدبية وتتاح الإمكانات اللازمة لذلك.
اقرأ أيضا:
«فانتازيا الألوان»: لوحات من الفن التجريدي للفنان رضا عوض بمتحف المنصورة