فيديو| متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية.. هنا حُفظت ألفي قطعة أثرية من مختلف دول العالم
“هي وصية لأحد محبي الفنون الجميلة بجمع أعماله الفنية المنتمية لدول العالم المختلفة في متحف واحد تخليدًا لقيمة هذه الأعمال”.. هكذا يتحدث الفنان التشكيلي علي سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية عن تاريخ “المتحف”، والذي يعود إلى عام 1907.
يقول سعيد إن الألماني إدوارد فريد هايم، والذي كان يعمل فى السلك القضائي. لكنه كان مهتمًا بجمع التحف والأعمال الفنية من أماكن كثيرة، قطعًا فنية لبلدية الإسكندرية. كان “الخواجة الألماني” يمتلك “جاليري” هو الأول في مصر، وعند وفاته تم إهداء المجموعة الفنية الأصلية والبالغ عددها 217 عملًا فنيًا. من روائع الفن العالمي إلى بلدية الإسكندرية، لإقامة متحف يضم كافة الأعمال. حيث كان القائم على الوصية حينها القنصل الألماني.
وخصصت البلدية قاعتين في المتحف اليوناني الروماني، لعرض الأعمال. لكن هذا الأمر لم يرضي القنصل الألماني. حيث طلب حينها بإنشاء متحف كامل متخصص لمجموعة الأعمال.
إهداء خاص
بعد مجموعة تنقلات عديدة، وما بين تخزين وعرض في أماكن أخرى للأعمال. جاء البارون شارل وأهدى البلدية الفيلا الخاصة به ليكون متحف للأعمال الفنية. وبذلك أصبح المكان متاح لجمعها فى مكان يليق بها.
تاريخ المتحف القديم يختلف كثيرًا عن الحديث. فيوضح سعيد أنه فى الحرب العالمية الثانية أضر المبني كثيرًا مما أضطرت البلدية إلى هدمة وإعادة بناءه عام 1949. لكن لم يتم افتتاحه لأسباب عديدة، كان منها أن اسمه الأول كان محتف الفنون الجميلة ثم تحول إلى متحف ذات الملكية الفاروق الأول للفنون الجميلة. ثم عاد إلى اسمه الأصلى متحف الفنون الجميلة.
مقتنيات المتحف.
يوضح المدير أن المتحف يضم 2000 قطعة أثرية وعمل فني، مقسمين إلى 3 أنواع أساسية من الأعمال الفنية وهي:
مجموعة “فريد هايم”، والتي تتكون من 217 عملًا فنيًا. ولكن بعض منها فقد نتيجة عوامل الزمن التي مر بها المتحف.
وأخرى مهداة من متحف الفن الحديث بالقاهرة لمتحف الفنون الجميلة. وهناك مجموعة محمود خليل وحرمه، حيث تتميز أعماله بطبيعة الأعمال الكلاسيكية. وأعمال المستشرقين الفرنسيين. وثالثة هامة من أشهر الفرنسيين أيام الحملة الفرنسية في مصر.
الثانية كانت إهداءً من بعض الفنانين للمتحف بشكل شخصي، وأيضًا من بعض التجار والأعيان بالإسكندرية، في الفترة التي صمم فيها المتحف في عصر الملك فاروق الأول، على أساس أنه كان متحفًا ملكيًا.
الأعمال الفنية
تقسم الأعمال الفنية ما بين التصوير الزيتي والنحت والتصميم بالحفر، ولا يوجد قاعات خاصة لكل نوع. فالكل يعرض دون تقسيم، ولكن هناك تقسيم للفنانين الأجانب والمصريين. فهناك الأعمال الفنية الأجنبية لفنانين من أغلب دول العالم، كفرنسا وإيطاليا واليونان، كالفنان بيتر بروجل، وهو فنان تعرض أعماله في متاحف كثيرة حول العالم.
أما الأعمال الفنية المصرية، فهي لعدد كبير من الفنين منهم المصور محمود سعيد، ومحمد ناجي، ولوحات لعبدالهادي الجزار، كلوحته المعروفة “عاشق الجن وشواف الطالع والمولد”. بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الميداليات الأثرية تخص عدد من محافظي الإسكندرية.
المتحف يضم بين ثناياه مجموعة صور فوتوغرافيا ورسومات رحالة مشهورين ممن قاموا بتوثيق الإسكندرية. ومن الكتب الهامة والنادرة التي تضمنها مكتبه البلدية. والتي هي أحدي ملحقات المتحف فهو كتاب “وصف مصر”. موضحًا أن المجمع يضم متحف الفنون الجميلة ومكتبة البلدية ومتحف الخط العربي، ومبنى للورش الفنية وغرفة الاستضافة الفنية والمسرح وقاعة الندوات، وقاعة حامد عويس للعروض.
معرض الخبيئة
بعد إغلاق المتحف لأكثر من 30 عامًا، استعاد المتحف نشاطه الأساسي بعد افتتاحه عام 2013. والمتمثلة في ورش فنية بالتعاون مع الوعي الآثري، ووش النحت والتصوير. لكلٍ من النشء وطلاب كلية الفنون الجميلة، وعمل معارض فنية للراحلين عن عالمنا، كمعرض الدكتور بكري محمد بكري، أو بعض الشباب الموهبين ونختارهم بعناية شديدة.
أما عن التعاون من مركز الدراسات السكندري، فيشير علي سعيد إلى أنه جاء من خلال معرض الخبيئة، الذي تم تنظيمه بعد اكتشاف عدد من الوثائق الهامة. والتي تخص المتحف في القرن الـ30 و40، وكان ينقصهم عدد من المعلومات والخرائط، حيث وجدت فيما بعد داخل المركز الفرنسي للدراسات السكندرية. مشيرًا إلى التعاون بينهم يتم من خلال أسبوع التراث السكندري، والذي يقيمه المركز بالتعاون مع عدد من الجهات.
“سعيد” يرى أن أهمية مركز الدراسات السكندري وأعماله، تعود إلى أن الإسكندرية تحتمل أن يكون فيها أكثر من 30 متحفًا، أسوة بالمدن العالمية. لما تحمله من كنوز أثرين ومقتنيات، كما أن هناك المباني التي ينظم بها مثل هذه المتاحف. مدير متحف الفنون يذكر أنه ليس من الصعب الحصول على تمويل، من شخصيات تهتم بالجانب التراثي في المدينة، فالموضوع يكمن في توحيد هذه الجهات وإرادة للتنفيذ.
كما يرى الفنان التشكيلي أن الدور الذي يقوم به المركز، من المفترض أن تقوم به مؤسسات مصرية أيضًا. معتبرًا أن هناك بيروقراطية كبيرة تحول دون تنفيذ أي مقترحات تخص التطوير وبين الواقع الملموس الذي نعيش فيه.
2 تعليقات