ماذا تعرف عن "تحفة شم النسيم"؟.. غناها "المملوك" قبل قرن
“سلامي عليك يا شم النسيم، دا شأنك ومن يومك عظيم”.. كان هذا هو مطلع الأغنية التي ألفها ولحنها وغناها الشيخ حسن المملوك عام 1917، وأطلق عليها اسم “تحفة شم النسيم”.
الشيخ حسن المملوك، أستاذ الموسيقى، سجل هذه الأغنية ونشرها في كتاب، بيع في ذلك الوقت بـ10 قروش، وهو مبلغ كبير وقتها، كما استخدم أحد القوالب الموسيقية التي كانت منتشرة في عصره وهو “الدور”.
“الدور” هو فن موسيقي قديم تميز بتحرره من قواعد اللغة العربية والوزن، واعتمد على الحركة والتقلب بين المقامات الموسيقية، ثم العودة مرة أخرى إلى المبتدأ.
كتب المملوك النوتة الموسيقية للأغنية، كما حدد النغمة أو التون الموسيقي، والذي دونه أيضا على غلاف الكتاب باسمه الفارسي “جهاركاه”، وهو الدرجة الرابعة في السلم الموسيقي.
ما يميز الأغنية كلماتها البسيطة وصورها الجميلة والموحية بالبهجة والسرور، واستخدام مفردات مثل الزهور والروض.
الأغنية تختتم بمقطع يؤصل لمبدأ الوحدة الوطنية بين المصريين واشتراكهم جميعا في الاحتفال بيوم شم النسيم بدياناتهم المختلفة، فيقول: في يومك نهيص ونفرح كتير.. ونضحك ونلعب صغير مع كبير.. مسيحي ويهودي مع المسلمين.. في بحر المحبة وروض النعيم.. سلامي عليك يا شم النسيم” .
من هو حسن المملوك
المصادر التي لجأت إليها عن تاريخ المملوك لم تشر صراحة إلى تاريخ ميلاده، لكن من خلال تحليلنا لبعضها، يمكن أن نقول أنه من مواليد نهايات القرن 19، فقد عاصر الحامولي وزكريا أحمد وسلامة حجازي.
كما كان المملوك أحد الأعضاء المنظمين لمؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي دعا له الملك فؤاد عام 1932، واختير ضمن أعضاء لجنة المقامات والإيقاع والتأليف، وكان من ضمن زملائه في اللجنة كامل الخلعي وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب، الذي كان أصغر عضو في المؤتمر.
وكان الهدف من إقامة هذا المؤتمر هو مناقشة مشكلات الموسيقى العربية وسبل مواجهة الألوان الموسيقية الدخيلة والتي عابها الميل إلى الإسفاف والابتذال، وكان من ضمنها مع عُرف في ذلك الوقت بـ”الطقاطيق”.
وكان حسن المملوك أحد الموسيقيين الأوائل، الذين تصدوا للدفاع عن الموسيقى الشرقية الأصيلة، فبحسب ما يذكر الدكتور يونان لبيب رزق في مقاله المنشور في الأهرام في العدد 41709 بتاريخ 15 فبراير 3001 تحت عنوان “ديوان الحياة المعاصرة- الحلقة 377” يقول إن الشيخ حسن المملوك كتب مقالا بعنوان “الموسيقى ملكة الفنون” في جريدة الأهرام في عشرينيات القرن الماضي أورد فيه: لما كانت الموسيقي لغة الأرواح فإن لها في الدين والأدب والأخلاق تأثيرًا فعالا ملموسا، فأين نحن الآن من هذه الأزمان وأين هي المغاني والألحان…
في مقال المملوك أرجع تدهور الأخلاق إلى تراجع الأغاني، متابعًا: نتج عن هذه الفوضى الفنية الموسيقية أن ظهرت “الطقاطيق”، وهي وأيم الحق سقيمة المعني والمبني خالية من الشروط المطلوبة للأدب…وارتبطت شهرة المملوك بكتابته وتلحينه لنشيد البرلمان، الذي أطلق عليه اسم “مارش البرلمان”، والذي غنته منيرة المهدية “ببرلماننا.. نفوز بالمنا.. نعيش في هنا.. ببرلماننا”.
أغنية “تحفة شم النسيم
سلامي عليك يا شم النسيم / دا شانك ومن يومك عظيم
وفيك الأحبة سوى مجموعين / في بحر المحبة وروض النعيم
في ليلتك حبيبي علي يجود / بنزهة في روضة ويوفي العهود
ونمسي ونصبح سوى فرحانين / وندعي يديمك يا شم النسيم
يا محلا صباحك صباح الزهور / تيجي الدهبية ساحبها الوبور
وأنا والحبابيب كنا متعشمين / في نيتنا ليومك نشم النسيم
تطيب الخواطر وتصفى القلوب / ونسمع أغاني تزيل الكروب
يغني حبيبي على السامعين / سلامي عليك يا شم النسيم
نقضي نهارنا بأنس وسرور / نمتع نظرنا برؤيا الزهور
دي ساعة هنيه تساوي سنين / يا محلا نهارك يا شم النسيم
في يومك نهيص ونفرح كنير / ونضحك ونلعب صغير مع كبير
مسيحي ويهودي مع المسلمين / في بحر المحبة وروض النعيم
اعتمدنا في الموضوع على
كتاب “تحفة شم النسيم” للشيخ حسن المملوك، نسخة PDF
كتاب “مارش البرلمان” للشيخ حسن المملوك، نسخة PDF