للعام الثالث.. اكتشاف 3 مقابر جديدة بغرب الأقصر في اليوم العالمي للتراث
شهدت مدينة الأقصر، احتفالية بيوم التراث العالمي، إذ تم الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة بغرب المدينة تمت بواسطة أثريين وعمال مصريين، وحضر الاحتفالية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتورة رانيا مشاط، وزيرة السياحة، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بالإضافة إلى سفراء 13 دولة وبعثات أجنبية عاملة بالأقصر.
الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أوضح أن هذا العام هو الثالث على التوالي الذي يتوافق فيه الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة في اليوم العالمي للتراث، مؤكدًا أن العام المقبل سيشهد أيضًا اكتشافًا جديدًا بأيادي مصرية خالصة.
مقبرة الإله جيحوتي بذراع أبو النجا
قال وزيري، إن أول اكتشاف نعلن عنه في البر الغربي لهذا العام، هو مقبرة “شت سو جيحوتي” ومعناه الإله جيحوتي، بمنطقة ذراع أبو النجا وتعود بداية الكشف عنها في أغسطس الماضي، حين تم الحفر حول ردم كثير كان يغطي المقبرة وبالكشف عنه تبين وجود أكبر مقبرة صف بجبانة غرب طيبة وهي عبارة عن مقبرة صف لصاحبها “شت سو جيحوتي”، إلي جانب نصف سفلي من تمثال مزدوج لتماثيل الأوشابتي وكذا أختام جنائزية تحمل المناظر لصناعة الجلود والأثاث الجنائزي والزراعة والصيد، وكذلك عثر على آلاف التماثيل “الأوشاكتي”.
وأشار وزيري، إلى أن هذا الكشف سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا، موضحا أنه تم الكشف عن هذه المقبرة شمال مقبرة “روى” رقم TT255، وذلك بعد أن قامت البعثة الأثرية المصرية برئاسته بإزالة الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية منذ ما يزيد عن 200 سنة والذي كان يغطى المنطقة بأكملها.
وتابع: مع استمرار أعمال الحفائر وإزالة الردم، تمكّنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصفّ، مؤكدا أنها تعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة.
وأضاف أمين المجلس الأعلى للآثار، أن المقصورة تمثل نموذجا كاملا لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية وذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة؛ نظرا لوجود أمثلة مشابهه لها بجبانة دير المدينة، منوها بأن البعثة عثرت أيضا على ستة مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة الصفّ، وهو ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، حيث تم فتح مقبرة صغيره منها والخاصة بشخص يدعى “شسب” كان يعمل كاتبا لمخزن الملك.
ونوّه أمين المجلس الأعلى للآثار، بأنه تم العثور على العديد من اللقى الأثرية، منها مجموعة كبيرة من تماثيل “الأوشابتي” المختلفة الأحجام والأشكال و المصنوعة من الفيانس الأزرق و الخشب، وقناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الاَن، كما عثرت البعثة أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عُملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك “بطليموس الثاني”، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوى لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد يُمثل المعبود “حابى” أحد أبناء حورس الأربعة.
أما الباحثة الألمانية “فردريكا كامب”، المسؤولة عن تسجيل المقبرة، أكدت أن المقبرة يتقدمها فناء كبير جدا بعرض 55مترا يؤدى إلى مقبرة صفّ بها 18 مدخلا وبذلك تكون المقبرة هي أول مقبرة في جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، حيث إن أقصى عدد وُجد في مقابر الجبانة يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلا، لافتة إلى أن هذه المقبرة تُعد أول مقبرة من نوعها يكون عدد مداخلها زوجيا وليس فرديا، وفي ركنها الشماليّ بئر يصل عُمقها إلى نحو 11مترا، وفي ركنها الجنوبيّ يوجد بئر آخر تقريبا على نفس العمق.
وأشارت الباحثة، إلى أن المقبرة معماريا ترجع لعصر الأسرة 17، وأعيد استخدامها في بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة “حتشبسوت”، إلا أنه يوجد نموذجان من المقابر في جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معماريا وأيضا من خلال المناظر المسجلة عليهما وهما: (TT81– K-150-) وترجعان لعصر الملك “تحتمس الأول”، مُرجحة أن يكون صاحب هذه المقبرة قد خدم في فترة حكم الملك “تحتمس الأول”.
مقبرتا العساسيف
أما الاكتشاف الآخر، فكان عبارة عن مقبرتين بمنطقة “العساسيف” فبكشف الأثريين والمرميين في المنطقة عثروا على مقبرتين إحداهما لشخص يدعي “أخمينو” وآخر يدعي “ميري رع”، وهي التي أعيد استخدامها مرة أخرى في العصر المتأخر وعثر بها علي دفنة كاملة بها تابوت لسيدة تدعي “نجمة عنخ” وبجوارها الآواني الكانوبية والتماثيل الأوشابتي.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أعرب عن سعادته برؤيته لمثل هذه الاكتشافات، موضحًا أن الرسوم الموجودة على جدران المقابر تدل على عظمة الإنسان المصريّ القديم وروعته ودقته المتناهية في إدارة شؤون حياته اليومية، مؤكدا أننا الآن نقوم ببناء دولة حديثة متقدمة امتدادا لهذه الحضارة العريقة التي قام أجدادنا بتشييدها بما تصوره من أمجاده.
فيما أكد وزير الآثار، أن الوزارة تعمل على بذل المزيد من الجهود خلال الفترة الماضية وحتى الآن؛ لإنهاء كافة الأعمال المُتعلقة بالاكتشافات الأثرية الجديدة، خاصة مقبرة “صف” والتمثال الثالث للملك رمسيس الثاني، علاوة على ترميم التمثال بمعبد الأقصر باعتباره آخر تمثال بالمعبد.
تعليق واحد