“لاسه وطاقية وجلابية”.. شعار فرقة أبو صير للآلات الشعبية
“لاسه وطاقية وجلابية”، شعار فرقة أبو صير البلد للآلات الشعبية، التي تتكون من نحو ثلاثين رجلا بأعمار مختلفة، من قرية أبو صير التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، اجتمعوا على حب الفن الشعبي، وبرغم أن ذلك المركز هو الأهم في المحافظة، ويقع ما بين محافظتي الجيزة وبني سويف، إلا أنه يخلو من بيت أو قصر من قصور الثقافة، لكن مجموعة الرجال تلك استغلت حالة الحراك في بيت الثقافة الموجود بقرية أبو صير، وكونوا فرقتهم المبدعة.
عن الفرقة
يقول محمد نادي، رئيس الشؤون الفنية بفرع ثقافة بني سويف، إن الفرقة تأسست عام 1998، على يد الراحل كمال عوض، والذي كان يعمل مديرًا لبيت ثقافة أبو صير سابقًا، وتتكون من مجموعة من الرجال الذين يعمل بعضهم في وظائف حكومية، وبعضهم الآخر بالقطاع الخاص أو المهن الحرة، وكذلك شباب يدرسون بالجامعة، إلا أن جميعهم يعشق الفن الشعبي، وهو ما جعل الفرقة تحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وقد حصلت الفرقة على جائزة أول عازف تنورة على مستوى الجمهورية، وحاز فنان الفرقة محمد علي على جائزة أفضل راوي، كما فاز الفنان جمال عبد المحسن بجائزة أفضل عازف ربابة للسيرة الهلالية.
تمثيل مصر خارجيا
ويقول محمد خليفة، قائد ومدرب الفرقة، ومغني وكاتب كلمات بعض أغاني الفرقة، والذي كان يعمل قبل تقاعده موجهًا بالتربية والتعليم، شاركت مع الفرقة قائدا ومدربا منذ بداية تأسيسها عام 1998، ونهدف إلى إحياء الأغاني التراثية القديمة، وخاصة الأغاني والمواويل الفلاحية والصعيدية، وأحيانا نقوم بتطوير أداء بعضها دون إخلال بالنص الأصلي.
ويضيف، نقوم بغناء أغاني الأفراح في فترة الأربعينيات والخمسينيات، إضافة إلى السيرة الهلالية، ويوجد بالفرقة بعض الأعضاء لديهم موهبة الكتابة الغنائية، حيث نغني بعض الأغنيات التي ترتبط بأحداث اجتماعية أو سياسية أو دينية حينما تتم دعوتنا لإحياء تلك المناسبات، ومن الممكن أن يكون التأليف نتاج عمل جماعي أو ما يسمى حديثا بورشة الكتابة.
ويتابع قائد الفرقة، حرصنا منذ بداية التأسيس على أن يكون لنا علامة خاصة، فكان الزي الرسمي للفرقة هو الطاقية واللاسه والجلابية، وهو أيضا شعار الفرقة الذي تغنينا به في إحدى أغنياتنا.
ويردف خليفة، غالبا ما يخرج أعضاء ويدخل آخرين جدد كل عام، حيث تشهد الفرقة إقبالا من الشباب وخاصة طلاب الجامعات للالتحاق بها، وقد جابت الفرقة جميع محافظات مصر من أسوان إلى الأسكندرية، ويعد شهر رمضان الكريم أكثر شهور العام نشاطا للفرقة، حيث يتكدس جدول الثقافة في البيوت والقصور الثقافية احتفالا بالشهر الكريم.
ويبحث محمد خليفة عن التراث الغنائي الشعبي، ويختار منه بعض الأغاني التي يمكن أن يتذوقها جمهور اليوم، وخاصة الشباب الذي تشكل وجدانه الموسيقي والغنائي بألحان وكلمات أغاني مختلفة تماما عما نقدمه.
ويكمل خليفة، لأن الفرق الشعبية هي التي تقوم بمهمة إحياء التراث الغنائي الشعبي الأصيل، ولأننا أيضا نقدم فنا لا يعرف الابتذال، فنرجو الاهتمام بتلك الفرق ونحن بالطبع منها، ويكفي قولا إننا في أوقات كثيرة نقوم بدعم الفرقة ماليا في شكل تبرعات شخصية، وما نتمناه ونأمل تحقيقه هو أن نمثل الفن الشعبي المصري في المهرجانات الدولية داخل مصر وخارجها.