كيف يمكن أن تقلب تكنولوجيا الاتصالات نهايات أفلام القرن الـ20؟
“ألو ألو إحنا هنا.. ونجحنا أهو في المدرسة.. باركلنا وهاتلنا وياك هدية كويسة”
هذه الكلمات تغنت بها الفنانة شادية وشاركتها في المشهد الفنانة فاتن حمامة والفنانة زينات صدقي في فيلم “موعد مع الحياة” إنتاج 1953م، عندما كانت الفنانة فاتن حمامة “آمال” تبلغ والدها الفنان “حسين صدقي” عن طريق التليفون المنزلي أنها نجحت في الامتحان وتنظر هدية.
من مطلع القرن العشرين كانت وسيلة الاتصال هي التليفون المنزلي أو الرسائل البريدية، وكان الراديو والصحف هي وسيلة الإعلام قبل دخول التلفزيون مصر عام 1960م، وذلك وفقا لكتاب “الإذاعة والتلفزيون” للدكتوره ماجي الحلواني أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وكانت بعد ذلك لثورة تكنولوجيا الاتصال في بداية القرن 21، تغيرا كبير في حياتنا، خصوصا عند ظهور الموبايل وانتشاره وتتطوره والسوشيال ميديا التي أصبح لها دور وتأثير في حياة المواطن اليومية.
وبما أن السينما تعكس شكل المجتمعات وتتطورها، لكن ماذا لو ظهرت هذه التكنولوجيا في منتصف القرن العشرين، خاصة إذا افترضنا وجودها.. كيف سيكون تأثيرها على مجرى الأحداث ونهاية الفيلم؟
سنستعرض خلال هذا التقرير على سبيل المثال وليس الحصر 5 أفلام والتي إذا ظهرت وقتها تكنولوجيا الاتصال كانت ستؤثر بشكل قوي على تغير مجرى الأحداث والبناء الدرامي.
فيلم حياة أو موت، إنتاج 1954م
“إلى أحمد إبراهيم القاطن في دير النحاس.. لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل”
هذه أشهر العبارات التي كانت في فيلم حياة أو موت، بطولة الفنان عماد حمدي والفنانة مديحة يسري والفنان يوسف وهبي والفنان حسين رياض، إخراج كمال الشيخ،
التي تدور أحداثه حول خلاف نشب بين البطل والبطلة، تسبب في أن تترك المنزل وتترك ابنتها معه ليصاب البطل بأزمة صحية ويرسل ابنته لإحضار الدواء له.
وعندما تذهب لإحضار الدواء يخطأ الصيدلي في التركيبة، والتي قد تسبب وفاة من يتناول، ويتنبه بعد أن تذهب ليحاول بكل الطرق البحث عنها، ويبلغ الشرطة التي تبحث بدورها وترسل بيان إلى الإذاعة لمحاولة إنقاذ البطل.
القصة إذا كان هناك موبايل أو سوشيال ميديا
- هنا الأمر سيكون أبسط وأسرع في البحث، خاصة أنه هنا سيبحث بوليس العاصمة في قاعدة البيانات على الكمبيوتر
- إحضار أرقام موبيلات كل من اسمهم أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، ثم سيقوم الصيدلي بنشر صورة الطفلة أو المعلومة على السوشيال ميديا للسرعة الوصول إلى أحمد إبراهيم البطل وبالتالي ستتغير الحبكة الدرامية والبناء الدرامي للفيلم. فيلم الخطايا، إنتاج 1962م
فيلم الخطايا، إنتاج 1962م
الفيلم إخراج حسن الإمام، بطولة عبدالحليم حافظ، نادية لطفي، حسن يوسف، مديحة يسري وعماد حمدي.
قصة الفيلم
إحسان سيدة لديها سر في حياتها، متزوجة من محمود المحامي، ولديها ابنين حسين وأحمد، يظهر من الأب فرق في المعاملة بين الأخين، ومع ذللك تجد الألفه بينهما لدرجه كبيرة، حتى يحب حسين، سهير، ولكن والده يرفض أن يزوجها له، ويقرر تزويجها لأخيه، وهو أمر غريب لم يستطيع أحد ان يفسره حتى يبوح محمود بالسر، وهو أن حسين لقيط وأن أحمد هو ابنه، أما حسين فهو ليس ابنه ولذللك يرفض والد سهير أن يزوجه ابنته.
فيقرر أن يزوجها سرا بدون علم عائلته، وأمام هذا الدمار الأسرى تخرج الأم (إحسان) بسرها المدفون طيله السنوات، وهو ان حسين ابنها من شخص آخر، وهو ابن خطيئة، وعندما ولدته ألقت به في ملجا ثم اقنعت زوجها أن تتبنى طفل لأنها لا تنجب، وبعدما ألقت إليه بسرها خيرته بين أن تفضح سرها المخبأ عند زوجها أو أن يسامحها ويرجع إلى البيت وسط اعتزار من الزوج، فيقرر أن يعود ويكتم سر أمه الدفين ويوافق الأب على زواجه من سهير.
القصة إذا كان هناك موبايل أو سوشيال ميديا
- من أكثر المشاهد التي كان سيؤثر فيها تكنولوجيا الاتصال هو المشهد الذي كان يتبادل فيها البطل والبطلة الرد على بعضهما البعض بالخطابات التي توصلها لهم الخادمة، وهنا سيكون رسائل الواتس أب والموبيل هي البديل وأيضا في نهاية الفيلم عندما يرسل لها خطاب يخبرها أنه يجب أن ينهوا علاقتهم لأنه لقيط.
- إضافة إلى المشهد الذي تبحث الأم فيه عن ابنها من الممكن استخدام السوشيال ميديا. فيلم رسالة من إمرأة مجهولة، إنتاج 1963م
فيلم رسالة من إمرأة مجهولة، إنتاج 1963م
“اكتب إليك ودمي ينزف من قلبي الجريح، هل تذكرت يا سامح.. هل قرأت رسالتي بقلبك؟ ستتذكر وتأتي إلي.. اقرأ بقلبك لا بعينيك فعينيك سريعة النسيان”
الفيلم إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة فريد الأطرش ولبنى عبدالعزيز، ويذكر أنه مأخوذ عن قصة قصيرة تحمل نفس الاسم للكاتب النمساوي استيفان زيفايج.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول البطل الذي يعمل موسيقار ويعيش حياة اللهو والعبث معاقرًا للخمر ومصاحبًا للنساء، ويعاني من الوحدة رغم شلة المنتفعين، وتحبه جارته في صمت دون تخبره، ولكن تحاول لفت انتباه حتى تضطر أسرتها أن تترك المدينة، وهنا تصر على أن تظل ولا تسافر معهم للتعمل في القاهرة، ولاتنسى حبيبها للتذهب إلى منزله وهنا تقابله وهو لا يعرفها ويدعوها للذهاب معه للاستديو فقبلت ثم دعاها للعشاء فقبلت.
وفي العودة ساروا في طريق خالٍ، فسقطت سيارته في حفرة، وتعذر إنقاذها لأن الوقت متأخر، ودعاهم خفير أحد المنازل الخالية من أصحابها ظنًا أنهم زوجان، واستسلمت له ونسي، ولم تنس هي، فقد بقيت في أحشاءها ذكرى منه وقد تعرض الطفل للحادث مما دفعها أن تبعث برسالة إلى حبيبها البطل الذي نسيها حتى ينقذه.. وطيلة أحداث الفيلم يسترجع من خلال خطاباتها ماحدث.
القصة إذا كان هناك موبايل أو سوشيال ميديا
- اذا كان في ذلك الوقت موبيل وبه كاميرا كانت استطاعت البطلة تسجيل لحظات لقائهم أثناء تناولهم العشاء، وسيلفي أثناء الرقص، وكانا تبادلا أرقام الهواتف المحمولة.
- كانت استطاعت البطله إرسال رساله له على تطبيق الواتس آب بعد أن نسيها للتذكرة بها، وبدلاً أن يستعيد الصور من الذاكره سيستعيدها من خلال الصور التي سترسله له على تطبيق الواتس آب. فيلم مراتي مدير عام، إنتاج 1966م
فيلم مراتي مدير عام، إنتاج 1966م
الفيلم إخراج فطين عبد الوهاب وبطولة شادية وصلاح ذو الفقار وتوفيق الدقن، عادل امام، شفيق نور الدين.
قصة الفيلم
يتعرض الفيلم لقضية حقوق المرأة من خلال مناولة طريفة، حيث يعمل الزوج مهندسا بإحدى شركات المقاولات، وتصادف أن زوجته التي تعمل بالإدارة أصبحت مديرته في العمل، وينبع من هذا العديد من المفارقات من زملاؤه في العمل واختلاف طباع زوجته في التعامل معه في العمل عن المنزل.
و في المشهد قبل النهاية، موظف في العمل يحب أن يثبت ولائه لها في مؤتمر المرأة الذي كانت ستلقي كلمتها فيه وتأخر زوجها فقام بإحضاره عن طريق الشرطة.
القصة إذا كان يوجد موبايل أو سوشيال ميديا
- فمثلاً في العمل إذا كان هناك موبايل وسوشيال ميديا كان سيقوم الموظف بدلاً من إحضار معلومات عن المدير العام بالطريقة التقليدية، كان سيبحث عبر شبكة الإنترنت وعلى الحساب الشخصي للمديرة على الفيس بوك ليستقي معلوماته.
- في المشهد الأخير عندما أحضر الموظف “توفيق الدقن” زوج “المديرة” عصمت عن طريق الشرطة، كان من الممكن أن تتواصل مع زوجها على هاتفه المحمول وطلب حضوره. فيلم “عفوا أيها القانون” إنتاج 1985م
فيلم “عفوا أيها القانون” إنتاج 1985م
الفيلم من إخراج إيناس الدغيدي، بطولة محمود عبدالعزيز ونجلاء فتحي وهياتم.
قصة الفيلم
بعد قصة حب تتزوج هدى أستاذ الجامعة من الدكتور علي، المصاب بعقدة نفسية لعجزه جنسيا، وهو الابن الوحيد لرجل ثري يدلل كثيرًا.
يلجأ علي إلى أحد الأطباء النفسيين لعلاجه، ويكشف له الطبيب أن العقدة ترجع إلى مرحلة الطفولة عندما شاهد خيانة زوجة أبيه، يتم شفاء الزوج وينخرط في علاقات نسائية متعددة أخرها مع “لبنى” زوجة مدير المطبعة التي تطبع مؤلفاته، تفاجئها الزوجة (هدى) في حجرة النوم مع زوجها، وتقوم بقتل الزوج الخائن بإطلاق الرصاص عليه.
تحاول المحامية عنايات، إنقاذ الزوجة التى تصاب في حادث سيارة أثناء هروبها، تحاول المحامية أن تأخذ اعتراف خطي من البطل الذي أصبح على أعتاب الموت، ويسعى الأب إلى استخدام كبار المحامين من أجل إيقاع أكبر عقوبة بهدى.
يحكم على هدى بالسجن 15 عاما، لأن القانون يفرق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بقضايا الشرف.
القصة إذا كان يوجد موبايل أو سوشيال ميديا
- قبل مشهد القتل كانت البطلة في الجامعة، وشعرت بدوار، فإذا كان هناك موبايل كان من الممكن أن تتصل بزوجها قبل أن تفاجئه، وبالتالي كان من الممكن أن يخفي خيانته.
- وكان من الممكن عند اكتشاف الخيانه تصويرها كإثبات بدلا من القتل.
- عندما أصيب وحاولت المحامية انتزاع اعتراف خطي من البطل بخيانته لزوجته، هنا كان من الممكن إذا كان لديها موبايل استخدام كاميرت الفيديو للتسجل هذا الاعتراف أو تسجيل صوتي وإرساله عبر الميل فورا للمكتب عن طريق باقة الإنترنت، وهنا حتى إذا مزق الخطاب فلديها إثبتات آخرى.
- كان من الممكن استخدام السوشيال ميديا للتصعيد القضية كقضية رأي عام.
2 تعليقات