كوم الدكة والشقافة والناضورة.. إسكندرية التي لا تعرفها

عندما تشاهد كثيرًا من الأفلام التراثية أو حتى الحديثة التي تذكر أحياء وأماكن شهيرة تراثية لابد أن يمر على أذنك كلمة “كوم”، ثم لا يلبث أن يتبادر لذهنك منطقتان شهيرتان في الإسكندرية لهما أبعاد ذات قصص تراثية وأثرية، هما كوم “الدكة” و”الشقافة”، ورغم أن “الناضورة” لا تقل أهمية عنهما بحسب رأي الكثير من خبراء الآثار والوعي الأثري إلا أن هناك أسباب جعلتها تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الشهرة.
فالأولى تقع في حي وسط حيث تجد يافطتها و أنت تمر من شارع فؤاد اكتسبت شهرتها الأكبر من مولد فنان الشعب بها سيد درويش  و وجود الكثير من الحرفيين و المنازل التراثية بهذه المنطقة ويذكر أن أسفل منطقة” كوم الدكه” توجد العديد من القطع الأثرية التي تعود للعصر اليوناني والروماني

 

كوم تراب سبب التسمية

وقد سميت بهذا الإسم لأنها كانت كوم تراب لمتراكم شكل تلا يرتفع منسوبه عن سطح البحر. وعلى بعد أمتار منها يوجد المسرح الروماني. وتعتبر هذه المنطقة مزارا سياحيا شهيرا يقصده الكثير من زوار الإسكندرية.

والثانية وبحسب ما تم تعريفها في البوابة الإلكترونية الخاصة بمحافظ الإسكندرية  أنها تقع في حي كرموز غرب الإسكندرية وهي من مقابر الإسكندرية في العصر الروماني حيث تقع كوم الشقافة في المنطقة التي قامت فيها قرية راكوتيس وهو الاسم الذي عرفت به عند الرومان و ذلك إحياءاً للاسم الفرعوني القديم ra-gadit كما هو مذكور في نقش هيروغليفي من عهد بطليموس الأول
ويرجع سر التسمية في عصرنا “الشقافة” شقفات الفخار المكسور ة والتي كانت منتشرة علي هذا التل و في المعجم الوسيط معنى كلمة “شقف” الخزفُ، أو مُكَسَّرُهُ.

التنقيب استمر لمدة قرن

وبدأ التنقيب عنها 1892 وتم اكتشافها عام 1990 بالصدفة، وهي من نوع المقابر في طرازها التي يطلق عليها “الكاتا كومب”. وهو نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية. و”كاتا كومب” اصطلاح يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض. فهي متسعة جدا كما انها مزخرفة بطريقة معقدة جدا هذا. إضافة إلى أنها مقابر مختلطة تجمع بين الفن الفرعوني والروماني.

وتتكون المقبرة من أربع طوابق. تبدأ المقبرة بمدخل يوجد فوق سطح الأرض وهذا المدخل يوجد به سلم حلزوني في نهاية هذا السلم. وتجد اول طابق من أربعة طوابق ويصل بالطابق الثاني، أما الطابق الثالث فتغمره المياه وكانت به حجرات الدفن.
والطابق الرابع لا يوجد له أثر الآن. وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام في يوليو الماضي أن المقبرة تواجه خطر غرق أثارها في المياه الجوفية

كوم الناضورة

أما عن “كوم الناضورة”التي تقع  فى شارع بحرى بك بحى الجمرك قسم اللبان، والسر وراء عدم شهرتها كحال الأكوام الأخرى، تكشفه لنا  داليا عزت، مفتشة آثار ومسؤولة إدارة الوعي الأثري بمنطقة آثار الإسكندرية، حيث توضح أن كوم الناضورة موقع تابع لقطاع الآثار الإسلامية، يضم منشآت من عصر محمد على، وكان يستخدم مرصدًا للسفن، وهي نفس وظيفة الفنار عام 1926 وثكنة المأمور الانجليزي والمصري والطابية ومرصد محمد علي.

وأضافت أن تسميتها “الناضورة” ترجع للنضر أو النظر لأنها تكشف المنطقة أمامها مثل الفنار. والسر وراء عدم شهرتها أنها غير مفتوحة للزوار لأنها في مرحلة التطوير.

وللتعريف بهذه المنطقة. قامت إدارة الوعى الأثرى بمنطقة آثار الاسكندرية “قطاع مصري” بالتعاون مع منطقة آثار الإسكندرية “قطاع اسلامي”، بتنظيم رحلتين مجانيتين “لكوم الناضورة” من الداخل. وكانت الزيارة الأولى السبت الماضي بينما الثانية السبت القادم.

وأهم الآثار التي تحتوي عليها “الناضورة” كما تشير إليها داليا عزت: كورة الزوال وهي عبارة عن آلة حديدية كان فيها كرة من النحاس مربوطة بحبل كانت بتنزل فيها الكرة النحاسية تدريجيا حتى تصل لوقت المغرب فترتطم في القاعدة الصغيرة البارزة في الآلة الحديدية لتصدر صوت عالي ليدل علي توقيت المغرب فيفطر المصريون علي الصوت الصادر من الكورة النحاسية. وشيدت في عصر الاحتلال الفرنسي لمصر كمحاولة للتقرب من المصريين.

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر