«قصر الشناوي» الأثري بالمنصورة يتحول إلى «جراج» سيارات

تصاعدت حالة من الجدل في مدينة المنصورة  بعد تداول صور لسيارات داخل حديقة قصر الشناوي الأثري، حيث تم فتح أبوابه واستقبال السيارات داخل ساحته للمرة الثانية على التوالي، وسط تساؤلات حول مصير القصر الأثري الذي يعد من أهم معالم المدينة.

وأظهرت الصور المتداولة أكثر من 10 سيارات مصطفة داخل الحديقة، في حين ظهر حارس القصر يساعد في تنظيم حركة السيارات، مما أثار استياء المهتمين بالحفاظ على التراث، خاصة مع إعلان وزارة السياحة والآثار عودة أعمال الترميم بالقصر ضمن خطة تطوير الأماكن الأثرية.

موقف وزارة السياحة والآثار

وفي بيان كانت إدارة الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار قد أعلنت عن عودة أعمال الترميم الأثري لقصر الشناوي، ووجه الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بسرعة إزالة أي معوقات تعوق العمل بالقصر، مع بحث وضع المباني التراثية الأخرى في المنصورة للحفاظ عليها.

قصر الشناوي بالمنصورة بعد تحويل حديقته إلى ساحة انتظار سيارات - صورة متداولة
قصر الشناوي بالمنصورة بعد تحويل حديقته إلى ساحة انتظار سيارات – صورة متداولة
مبادرة “أنقذوا المنصورة” تحذر

من جانبها، أصدرت مبادرة “أنقذوا المنصورة” ومؤسسها مهندس مهند فودة بيانًا تحذيريًا، استنكرت فيه تحويل حديقة القصر إلى موقف سيارات، مؤكدة أن استغلال القصر بهذا الشكل يعد طمسًا لقيمته التاريخية.

وطالبت المبادرة وزارة السياحة والآثار ومحافظة الدقهلية بالتدخل العاجل للحفاظ على القصر، الذي تم تسجيله كأثر إسلامي وقبطي منذ عام 1999.

قصر الشناوي بالمنصورة بعد تحويل حديقته إلى ساحة انتظار سيارات - صورة متداولة
قصر الشناوي بالمنصورة بعد تحويل حديقته إلى ساحة انتظار سيارات – صورة متداولة
تاريخ قصر الشناوي

يعد القصر من أهم المعالم الأثرية في المنصورة، حيث شيده محمد بك الشناوي عام 1928، وكان أحد أبرز أعضاء مجلس النواب وعضو حزب الوفد وصديق الزعيم سعد زغلول. يقع القصر على مساحة 4164 مترًا مربعًا عند بداية شارع قناة السويس، بالقرب من مبنى ديوان عام المحافظة.

صمم القصر على الطراز المعماري الإيطالي، بواجهات تنتمي إلى عمارة الباروك والروكوكو الأوروبية، وتم استيراد الأخشاب المستخدمة في سلالمه من إيطاليا. وفي عام 1931، حصل القصر على شهادة رسمية موقعة من «موسوليني» توثق قيمته الفنية كأحد أفضل القصور التي شيدت خارج إيطاليا.

مستقبل القصر ومشروع المتحف القومي

يقول المهندس مهند فودة، مؤسس مبادرة “أنقذوا تراث المنصورة”، إن الجدل الحالي حول تحويل القصر إلى ساحة انتظار سيارات يتزامن مع تساؤلات أوسع حول مصير مشروع ترميمه، مشيرًا إلى أن إحياء المشروع يعيد الحديث عن إنشاء متحف قومي في الدقهلية.

وأشار إلى أن مخزن المنصورة المتحفي في “تل الربع” يضم مئات القطع الأثرية التي تعود للعصور البطلمية والإسلامية، والتي يتم نقل بعضها إلى متاحف كبرى مثل المتحف المصري الكبير والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، مما يستدعي الحاجة إلى إنشاء متحف يليق بتاريخ المحافظة.

هل يتم حسم مصير القصر؟

في ظل هذه التطورات، يترقب المواطنون ردًا رسميًا من وزارة السياحة والآثار ومحافظة الدقهلية حول مستقبل قصر الشناوي، وهل ستتم إعادة ترميمه وتحويله إلى متحف كما كان مقررًا، أم أن هناك سيناريوهات أخرى لم يتم الإعلان عنها بعد.

اقرا أيضا:

أنقذوا «حنكوراب».. إنشاء فندق سياحي يهدد محمية «وادي الجمال»

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر