قبة شهداء توشكى.. طراز معماري فريد للقباب المملوكية بأسوان
تعد قبة شهداء توشكى بأسوان واحدة من أجمل المباني ذات الطراز المعماري الفريد، أنشأها الملك فاروق الأول، تخليدًا لذكرى الجنود المصريين، الذين استشهدوا في موقعة توشكى عام 1303- 1306 هجريا، و1886- 1889 ميلاديا.
منذ 10 سنوات أدرجت منطقة آثار أسوان قبة شهداء توشكى ضمن المباني ذات الطراز المعماري الفريد، للحفاظ عليها من التلف، إلا أنها محاطة بمياه جوفية أدت إلى انتشار أشجار الهيش حولها بشكل مكثف.
يقول الأثري علاء دهب، كبير مفتشين في منطقة آثار أسوان الإسلامية، إن قبة شهداء توشكى جرى حصرها وإدراجها ضمن المباني ذات الطراز المعماري الفريد في محافظة أسوان عام 2008 كأثر من الآثار الإسلامية .
نصب تذكاري
يقول حسن جبر، مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية، إن مقبرة شهداء موقعة توشكي أو مقبرة كروسكو، سميت بهذا الاسم نسبة إلى موقعة توشكي، التي دارت بين قوات جيش المهدي بقيادة النجومي وقوات الإنجليز، مدعمة بالجيش المصري، والتي انتصر فيها الجيش المصري الإنجليزي عام 1889.
ويتابع: أن الملك فاروق الأول أراد أن يخلد ذكرى هؤلاء الجنود المصريين الشهداء؛ فأمر ببناء نصب تذكاري لهم في مدينة أسوان، وبنى “منامة” أي مقبرة لهم اسفل هذا النصب، ووضع فيها جثامين هؤلاء الشهداء، الذين يقدر عددهم حوالي 20 شهيدا.
النص التأسيسي
يشير جبر إلى أن النص التأسيسي الذي يتقدم بناء القبة مكتوب فوق عمود من الجرانيت، يسجل ان هذه القبة شيدت لشهداء الوطن الذين استشهدوا في ساحة الشرف، إعلاء لمجد الوطن عام 1889 في موقعة توشكى.
ويضيف مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية: أن هذه القبة تعتبر من أفخم القباب الأثرية في أسوان، فهي تمثل العمارة الإسلامية على الطراز المملوكي، من حيث الضخامة وارتفاع القبة، إذ يبلغ ارتفاع المبنى 17 مترًا على الأرض، وتتميز بالنوافذ الجصية على النوافذ أسفل القبة.
ألوان وزخارف
ويوضح أن القبة في مجملها مساحة مربعة بإجمالي 100 متر، يرتفع فيها البناء حتى التربيع السفلي، وقد فتحت ثلاثة نوافذ بالجدران الشمالي والجنوبي والشرقي، أما الجدار الغربي فهو المدخل الرئيسي للقبة، ثم يتحول البناء بعد ذلك من الشكل المربع إلى الشكل المثمن عن طريق حنايا ركنية كمرحلة انتقال إلى رقبة القبة الدائرية، وقد فتح بها 16 نافذة معقودة بعقد نصف دائري، وهي مزخرفة بالألوان الزاهية التي تظهر جمال القبة من الداخل عندما تتخللها أشعة الشمس في تناغم جميل.
ويكمل: أن القبة يعلوها طاقية مسلوبة لأعلى، وضع بالأركان الأربعة من الخارج 4 أعمدة مدمجة كأسلوب زخرفي وجمالي، أما المدخل الرئيسي فيتخلله باب خشبي كبير الحجم، يتكون من ضلفتين ومصرعي باب عليه أشكال هندسية يتقدمه درج، ويعلو الباب قمريات زخرفية يعلوها لوح تأسيسي من الرخام الأبيض عليه نص تأسيسي للبناء.
المياه الجوفية
يؤكد الأثري جبر أن القبة في مجملها تحفة معمارية فريدة ذات طراز معماري مميز، ولكنها تعاني حاليا من انتشار المياه الجوفية، التي أدت إلى انتشار نباتات الهيش في الحديقة الأمامية للمقبرة، والتي تضم العديد من أشجار الزينة، لذلك قامت منطقة اسوان الإسلامية بحملة بالجهود الذاتية بقيادة الأثري عبدالسلام حسن، مدير عام منطقة أسوان الإسلامية، لإزالة الحشائش ونباتات الهيش مؤخرا، توفيرا للنفقات وللحفاظ على هذه القبة التاريخية.
تعليق واحد