قاهرة عبد الله عنان: مرثية انحطاط المدينة!

يعرف الكثير من القراء اسم محمد عبد الله عنان، بسبب موسوعته (دولة الإسلام في الأندلس)، ونسبة أقل تعرف مؤلفاته عن تاريخ مصر الإسلامية. خصوصا كتبه (مؤرخو مصر الإسلامية ومصادر التاريخ المصري)، و(مصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية). لكن قلة تتوقف عند سيرته الذاتية التي دونها ونشرت بعد وفاته بعنوان (ثلثا قرن من الزمان). والتي ضمنها الكثير من المعلومات المهمة عن تحولات القاهرة في فترة ممتدة طوال القرن العشرين حتى نهاية سبعينياته. ويقدم نفسه فيها شديد الولع بقاهرة ما قبل 1952، يكيل النقد للمدينة بعد هذا التاريخ في فترتي عبدالناصر والسادات، منحازا للمدينة التي عرفها ونشأ فيها معرضا بوجهه عن القاهرة التي عاش فيها عقوده الأخيرة. إذ يعبر عن روح متشائمة غير متعاطفة مع تحولات المدينة في العصر الجمهوري.

انتهى عبد الله عنان (1896- 1986م)، من كتابة سيرته الذاتية في سنة 1979، لكنها لم تنشر إلا بعد وفاته بعامين. ليسجل انطباعاته ومشاهداته عن مدينة القاهرة على مدار عقود وعهود تنتهي قرب نهاية حكم الرئيس أنور السادات (1970- 1981م). لذا بدا واضحا أن حديثه عن القاهرة هو حديث عن مدينة بين عصرين؛ الملكي والجمهوري.

وهو هنا منحاز إلى الشرائح الاجتماعية العليا من الطبقة الوسطى. لذا يرفض التحولات التي جرت في العصر الجمهوري وانحازت للعمال. بل يصل إلى مواقف رجعية بالتعجب من المساواة بين “أبناء وبنات الكناس والخفير والغسالة إلى جانب أبناء وبنات البيوتات العريقة والطبقة الوسطى ذات الأصول العائلية والتقاليد والأخلاق المحترمة“. لذا يعلن استياءه لما جرى في المدينة، تحكمه ذكرياته فيها قبل ثورة يوليو. يحن إلى ذلك العهد، ينتقد تدهور أحوال المدينة. فترك لنا رؤية رغم ما فيها من انحياز شخصي. إلا أنها معبرة جدا عن تحولات القاهرة والمشاكل التي تفاقمت فيها على مدار عقود القرن العشرين.

***

ولد عبد الله عنان في قرية بشلا بالدقهلية سنة 1896 (أو 1898 كما أخبرته والدته). لكن سرعان ما انتقلت الأسرة إلى القاهرة بداية من سنة 1901. حيث عاش كاتبنا طفولته متنقلا بين عدة منازل في قلب القاهرة القديمة، بداية من مسكن متواضع في حارة قصر الشوق قرب المشهد الحسيني. ثم إلى منزل صغير ببركة الفيل، ثم انتقلت الأسرة مجددا إلى شقة بحارة الجنبكية بحي المغربلين. قبل أن تستقر الأسرة في “شقة كبيرة جميلة بحارة النبقة بدرب الجماميز”. وهنا التحق عبد الله عنان بمدرسة أغا دار السعادة الأولية في درب الجماميز قريبا من السيدة زينب.

هذا التنقل بين دروب القاهرة الإسلامية ترك أثره على الفتى عنان، الذي تفتحت عيناه على رؤية الآثار المتخلفة عن حقب إسلامية مختلفة، وترك هذا كله أثره على وعيه. فيقول عن مدرسة العقادين الابتدائية التي التحق بها، إنها كانت تقع “على مقربة من باب زويلة في شارع الغورية على رأس حالة الروم. وكانت لها واجهة سبيل أثرية ضخمة… وقد علمت فيما بعد خلال دراستي التاريخية أن حارة الروم هذه كانت إحدى أحياء العساكر الفاطمية الذين ينتمون إلى أصل رومي. وتليها بعد ذلك في نفس الشارع، حارة الجودرية. وهي أيضا حي آخر من الأحياء الفاطمية، كانت تضم العسكر الذين ينتمون إلى جودر؛ أحد أولياء الدولة الفاطمية”. لذا لم يكن غريبا أن يقع عنان في هذه الفترة في عشق التاريخ والجغرافيا.

***

خلال سنوات الدراسة الابتدائية بمدرسة العقادين التي انتهت بالحصول على الشهادة في 1910. يعترف عنان أنه وقع أسيرا في عشق آثار القاهرة الإسلامية. يقول: “خلال مروري المستمر في الطريق الرئيسي لمدينة القاهرة المعزية، أتامل الآثار الفاطمية والسلطانية بإعجاب، وأتردد على الجامع الأزهر. حيث كان أصغر أعمامي المرحوم الشيخ علي العناني، ما يزال مجاورًا به، وكنت أزوره في منزله بالباطنية على مقربة من الجامع أو في الجامع نفسه.كانت هذه الزيارات تزيدني حبا في الجامع الشهير”. كان المسار الذي يمشي فيه يوميا يتضمن اختراق باب زويلة، فشارع الخيمية، فشارع المغربلين ثم شارع محمد علي. وصولا إلى منزلهم الجديد في السيوفية بالقرب من سبيل أم عباس.

يقدم لنا عبد الله عنان في مذكراته وصفا غاية في النفاسة للقاهرة في مطلع القرن العشرين، أهمية الوصف تمكن في أنه شاهد عيان لتحولات المدينة. فضلا عن أنه أحد المعنيين بتاريخها وتاريخ خططها على وجه التحديد. وهو يدرك وهو يكتب أهمية وصفه فيقول: “إنه لمن الشائق أن تعرف كيف كانت عليه مدينة القاهرة المعزية، يومئذ، وكيف كانت ظروف الحياة. لقد كانت القاهرة يومئذ مدينة هادئة لا يتجاوز سكانها مليونا من الأنفس. وكانت ما تزال في أكثر أحوالها على ما كانت عليه منذ عصور، فشوارعها مرصوفة بالخرسانة. ولم تكن قد عرفت يومئذ رصف الأسفلت. وكانت تضاء ليلًا بمصباح الغاز، إذ لم تكن الكهرباء قد انتشرت بعد. وطوائف الشعب معظمها من لابسي العمائم والجلاليب… وكانت شبكة المواصلات الرئيسية، تقتصر على الترام بخطوطه القديمة المعروفة. ينطلق من مركزها الرئيسي بالعتبة الخضراء. حيث كان يقوم إلى جوارها من الغرب مبنى المحاكم المختلطة، الذي أزيل بعد إلغاء الامتيازات الأجنبية في سنة 1949، وأقيم مكانه اليوم بستان مستدير”.

***

يتابع عنان رصده التأريخي لمدينة القاهرة في العقدين الأولين من القرن العشرين. ليقدم لمحة عن وسائل المواصلات المختلفة المستخدمة وقتذاك. فبجوار الترام لم يتواجد سوى خطوط سوارس القصيرة، وعربات مستطيلة يجرها بغلان، وتتكون من دكتين متقابلتين، وتسع نحو عشرين راكبا. وثمن التذكرة بها ثلاثة مليمات (الجنيه الواحد يساوي ألف مليم). كما تواجدت عربات الحنطور التي “يركبها الخاصة“، وعربات الكارو “يركبها العامة“. وهو يشير إلى أن السيارات لم تعرف بكثافة في القاهرة إلا بعد الحرب العالمية الأولى. ثم يرصد تدني تكاليف الحياة في القاهرة في ذلك الزمن البعيد، مقدما تسعيرة لمعظم الأكلات والخضراوات والفاكهة وإيجار الشقق والملابس. ثم يتنهد في ألم على ضياع هذا الرخاء وقت كتابته لمذكراته: “هي أحوال وأرقام لا يكاد يسيغها الخيال في يومنا“. أي نهاية سبعينيات القرن العشرين تاريخ كتابة السيرة الذاتية.

وعندما التحق عنان بالمدرسة الخديوية الثانوية، انغمس في قراءة الكتب التاريخية وحصل على البكالوريا في سنة 1914. لذا تفوق في الجغرافيا والتاريخ عند التخرج. ليلتحق بمدرسة الحقوق الواقعة بشارع حسن الأكبر بالقرب من قصر عابدين، والتي سرعان ما انتقلت إلى مقرها بالجيزة، وتخرج فيها سنة 1918. أي أن فترة دراسته فيها تتواكب مع فترة الحرب العالمية الأولى، ليلتحق بعدها في سلك المحاماة لكن الأمل كان يحدوه للالتحاق بعالم الصحافة والكتابة. وبين الانتقال من قريته الأصلية بشلا التي يمارس فيها مهنة المحاماة والإقامة في القاهرة. استقر به المقام في الأخيرة وتحديا في حي السيدة زينب في أحد الشوارع المتفرعة من شارع زين العابدين بداية من 1923. “ومن ذلك التاريخ كانت القاهرة المعزية مستقري ومحل إقامتي“.

***

انخرط عبد الله عنان في مجتمع القاهرة في عشرينيات القرن العشرين، فبدا في مراسلة الصحف والمجلات ينشر فيها مقالاته ومترجماته. كما شارك في تأسيس الحزب الاشتراكي الذي سرعان ما استقال منه بعدما سيطرت عليه عناصر تدين بالولاء للاتحاد السوفيتي. تفرغ عنان أكثر للصحافة، فأصبح سكرتيرا لتحرير جريدة السياسة الأسبوعية منذ صدورها العام 1926، تحت رئاسة محمد حسين هيكل. وبعد انتهاء العمل في الجريدة في ساعة متأخرة من الليل، كانا يذهبان إلى مقهى صولت بشارع فؤاد (26 يوليو حاليا). “وكان منتدى الصفوة المختارة يومئذ، حيث نلتقي هناك بالمرحوم أمير الشعراء أحمد شوقي بك“.

يستعرض عبد الله عنان وهو ابن الطبقة الوسطى العليا، تحولات عمرانية في القاهرة على مدار عقود، من مرآة انتقاله في سكن بعض أحياء المدينة. فقد سكن عقب زواجه سنة 1930 في منزل يقع خلف مدرسة الخديو إسماعيل. انتقل منه إلى فيلا في حي شبرا، “وكانت شبرا يومئذ ما زالت في أواخر أحيائها، خالية فسيحة الأرجاء“. ثم انتقل إلى سكنى الحلمية الجديدة، وتحديدا شارع إلهامي “وكانت جل منازله يومئذ من الفيلات الخاصة، وتسكنه طائفة من العائلات المحترمة“. وظل في هذا المنزل لنحو عشرين عاما. ثم غادره بعدما “تحولت معظم منازل الشارع إلى عمارات سكنية حاشدة“.

كان قرار عبد الله عنان الاستقرار في ضاحية المعادي بداية من سنة 1958. “وكانت هذه الضاحية ما تزال يومئذ على رونقها وفخامتها التي أسبغتها عليها خططها الارستقراطية، وسكانها الأجانب. وكانوا يومئذ كثرة بها، ولم يكن قد أصابها الإهمال التدريجي، والغزو الشعبي المبتذل”. وقد تمسك بالإقامة في هذا المنزل حتى نهاية حياته “بالرغم مما طرأ على المعادي من تغير كبير في مستوى سكانها. وما أصابها من الغزو الشعبي المؤذي، وما تقاسيه من أهوال المواصلات التي لا تليق بأي مجتمع متمدن“.

***

يبدو عبد الله عنان حانقا على القاهرة في زمن الجمهورية، فهو يعادي إجراءات نظام يوليو على طول الخط. إذ يرفض انحياز النظام لطبقة العمال على حساب ما يصفه بالطبقات المفكرة. ويتحدث بروح متشائمة حيال تطور الأمور في القاهرة. ويعبر صراحة عن هذه الروح التي دفعته للانسحاب من الحياة العامة. فلا يزور دور السينما والمسرح، ولا يجلس على مقاهي القاهرة بعد “أن انحطت مستويات هذه المقاهي، وانحطت مستويات زوارها إلى حدود تنفر منها النفوس الكريمة“. ليطلق حكمه على المدينة قائلا: “وفي نظري أن مدينة القاهرة العظيمة غدت مع شديد الأسف في عهدنا الحاصر مدينة موحشة مبتذلة من النواحي العمرانية والاجتماعية والجمالية. ولم تبق بها معاهد أو منتديات تصلح للطبقات المحترمة، التي كانت تعمر القاهرة القديمة والمنتديات القديمة“.

وهو لا يخفي انحيازه لقاهرة العصر الملكي. يقارن بينها وبين قاهرة ما بعد يوليو 1952 حتى نهاية السبعينيات. إذ يرى أن قاهرة ما قبل الحرب العالمية الثانية، وصلت إلى “قمة البهاء والعمران“. ويطلق لقلمه العنان ليشرح حيثيات حكمه: “كانت القاهرة يومئذ مدينة عظيمة جميلة نظيفة تغص شوارعها الكبرى بالمحلات التجارية الكبرى. وبالمقاهي والبارات الارستقراطية الجميلة، ومنها مقهى (صولت). وقد كان أفخر مقاهي فؤاد، نظير محلات جروبي في الرقي والفخامة. وكان يوجد بنفس الشارع مقهى فنش الألماني، وهو محل بيرة ومطعم على الطريقة الألمانية. ويوجد بشارع عماد الدين مقهى ومطعم الأوبلسك. كما كان يوجد بشارع الألفي على مقربة من الكورسال، ملعب ومنتدى (البيلوت باسك) الشهير. الذي تجري فيه بالليل على الأضواء الساطعة هذه اللعبة الإسبانية المشهورة. وكان مترو مصر الجديدة يبتدئ عندئذ من شارع عماد الدين بحذاء الكورسال. ثم يفارقه قبيل نهايته. وكان عماد الدين يحتوي على معظم المسارح والكباريهات الشهيرة، وبالأخص كباريه مدام مارسيل. وقد كان مدى أعوام أنجح المنتديات الأنيقة“.

***

ثم يضع عنوانا في قلب سيرته الذاتية لاستعراض مواقفه، وهو معبر عن موقفه. فجاء العنوان: (القاهرة تحتضر وشعبها يتردى في الحضيض). يكتب عن التردي في الحضيض بعد ربع قرن من عهد الثورة. يقول: “نحن الآن في سنة 1979، وقد طرأ على مدينة القاهرة خلال هذا الربع من القرن الذي عشناه في ظل هذا العهد الجديد. انقلاب عظيم، استحالت فيه من مدينة مشرقة، إلى مدينة قاتمة بائسة. أقل ما توصف به أنها مدينة تحتضر. وقد خفقت أعلام الخراب في سائر جنباتها ومرافقها، وساد البؤس والوجوم على أهلها. وأضحت أحياؤها وطرقها ومنتدياتها ومتاجرها، تقدم إلينا مناظر رثة تنطوي على مأساة من أفظع ما شهدته في تاريخها الطويل الحافل“.

وهو يعيب على سياسات الدولة التي أدت إلى زيادة كثافة الهجرة من الريف إلى القاهرة ما أدى إلى زيادة سكانية ضخمة لم تتحملها مرافق العاصمة المصرية. يقول: “لم تكن القاهرة يومئذ قد ازدحمت بهذه الملايين العديدة التي تشقى بها اليوم. لكن المسؤولية في هذه الزيادة المروعة في سكان المدينة العظيمة. لا ترجع فقط إلى النمو السكاني المعتاد، ولكنها ترجع بالأخص إلى سوء التخطيط. وإلى إنشاء المصانع المرتجلة في مشارفها، وفي داخلها، وإلى الهجرة الريفية الزاخرة، التي ترك حبلها على الغارب. ثم أن هذه الفوضى الشاملة في حياة المدينة العظيمة، ترجع من جهة أخرى إلى العجز الشائن في تنظيم مرافقها، وتزويدها بالخدمات العامة على مستوى يناسب هذه الزيادة الضخمة في عدد سكانها”.

***

ويخيل للمرء إن وصف عبد الله عنان مرتبط أكثر بفترة حكم السادات الذي تردى أكبر لمرافق القاهرة، بسبب الحشد لمعركة أكتوبر أولا. ثم انقلاب السادات على كل أفكار عبدالناصر الاجتماعية والاقتصادية، مع تبني سياسة الانفتاح وتخارج الدولة من الاقتصاد وإدارة المرافق العامة. وهو ما يلمح له عبد الله عنان الذي توقف في سيرته الذاتية قبل عامين من انتهاء حكم السادات. أي أنه كتبها في ظل حكم الأخير. لكنه يقول نصا: “لقد احتفلنا في سنة 1969 بعيد القاهرة الألفي، وأشدنا وأشاد زملاؤنا العلماء الأجانب المدعوين إلى هذا الاحتفال الدولي العظيم. بماضي القاهرة الزاهر، وتاريخها وكنوزها الأثرية العظيمة. ولم تكن القاهرة قد انحدرت إلى هذا المنحدر المؤسي، الذي انحدرت إليه اليوم. وكنا نؤمل أن يكون هذا الاحتفال التاريخي العظيم نذير انتفاضة من ذوي السلطان. وبداية جهود من الإصلاح وتدارك المدينة المتحضرة، وبها بقية من الأرماق. ولكن الذي حدث، مع شديد الأسف، هو أن تيار العفاء والخراب، ما يزال يزحف على المدينة الكبرى، أمام نظر السلطات تحت سمعها. والله وحده يعلم إلى متى ينتهي هذا الانهيار المادي والمعنوي، الذي تعانيه المدينة التسعة ويعانيه شعبها البائس المحطم“.

هذا النص يوضح أكثر نقطة مقارنة بين سنة 1969، والتي كان لا يزال في المدينة رمق، وسنة 1979 سنة كتابة السيرة الذاتية. والتي يبدو فيها عبد الله عنان شديد الإحباط واليأس قد تملكه. فإذا أضفنا إلى هذه شكاواه الحارة من ارتفاع الأسعار في كل مكونات المعيشة. ربما فهمنا أكثر حكمه القاسي على فترة السبعينيات التي شهدت العصف بكل السياسات السابقة ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي التي رغم مساوئها. إلا أنها حققت إنجازات كان يمكن البناء عليها لكن عصر السادات شهد قطيعة مع الفترة الناصرية، وانقلابا عليها. لذا لم يكن غريبا أن ينهي عنان حديثه برفع يديه بالدعاء لله: “اللهم إنا نلتجئ إلى غوثك وواسع رحمتك، فارحمنا يا رب العالمين“. إنها مرثية عنان لمدينته التي رفض أن يتشاركها مع الكثير من أبناء وطنه!

اقرأ أيضا:

إزالة ترب باب النصر لبناء «جراج» متعدد الطوابق!

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر