في مقر «يدوية» الأول.. تعلم تنفيذ المنتج وليس فقط شرائه
في أحد أكثر شوارع القاهرة أصالة وتاريخا في المعادي، احتفلت “يدوية” بافتتاح أول متجر فعلي لها لتتجمع منتجات قطعت المسافة من سيوة مع مثيلاتها الذين جاؤوا من الصعيد؛ لتحتضنهم جدران مكان واحد عارضة إياهم لجمهور لطالما شاهد صورهم على الانترنت.
منذ أن رأى المشروع النور من خمسة أعوام مضت، زيَنت “يدوية” عالم الانترنت بطابع من الأصالة وريح من التاريخ والتراث المصري. فالموقع الذي يعمل كحلقة وصل ما بين الأسر المنتجة للحرف اليدوية في نطاق محافظات مصر والمستهلكين الباحثين عن منتجات أصيلة تعيد إحياء الشعور بالفخر بالتراث المصري الأصيل، لطالما عمل على تسويق تراث مصر الثقافي الذي بات على الاندثار.
أسامة غزالي، مؤسس “يدوية” ذكر أنه من ضمن خطة التوسع الذي تقوم بها المؤسسة، أدرك العاملين بها على أهمية امتداد الخدمات لأبعد من الانترنت، شارحا أنهم استشعروا أهمية العمل بشكل متوازي ما بين “السوق الأونلاين” وأرض الواقع، مؤكدا على أهمية ذلك من أجل المستهلكين الذين دائما ما يبحثون عن المنتجات الملموسة بأيديهم أكثر من تلك التي يتصفحونها على الانترنت.
بدءً من أول أكتوبر، فتح المقر أبوابه للعملاء عارضا تشكيلة جديدة من خزف وأعمال رسومات رملية لفنانين من الواحات، و”اباجورات” الملح السيوي والذين يتم عرضهم للمرة الأولى في القاهرة.
وذكر أسامة أن المقر يساعد على زيادة التوزيع والتسويق للمنتجات لما يتناسب مع طبيعة الناس قائلا “المصريين بطبعهم مبيحبوش التعامل الكتير مع الانترنت، لازم بشوف بنفسه المنتج ويمسكه عشان يقتنع بيه وكمان بنتقي ما بين المنتجات”.
أكد غزالي على كون المقر أكبر من مجرد منصة عرض للمنتجات، بل كذلك يشتمل على ورش عمل للراغبين في تعلم الحرف اليدوية من أهل القاهرة على يد الأسر المنتجة من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى الندوات والأنشطة التعليمية المقرر عقدها حول كل ما يخص الحرف اليدوية في مصر والعالم، سواء سوق التوزيع أو مشاريع العمل بها.
وفي ذلك تعزيز لحجر البناء الأساسي الذي تقوم عليه “يدوية” وهو التعليم عن التراث المصري وليس الترويج له فقط، فالهدف الأساسي الذي قامت المؤسسة عليه هو تمكين الحرفيين المحليين في المجتمعات المصرية ونشر ثقافة الحرف اليدوية.
أكد على ذلك أسامة بقوله “احنا لما بنعرض أي منتج سواء في المكان أو قبله على الموقع، بنعرض بكل شفافية عن أسرته المنتجة وتاريخه وتراثه، وحاليا بعد افتتاح المقر في ورش عمل لتعليمه كمان”.
كان للتنافس مع المؤسسات المسوقة للحرف اليدوية المثيلة قدر من الحسبان كذلك، فذكر أسامة أن جزء من الهدف من افتتاح مقر هو مواكبة التنافس الموجود في هذا السوق “عشان منفقدش أي شريحة من العملاء”.
يشتمل المكان على منتجات تخص كافة جوانب المنزل والمرأة من إكسسوارات وحلي وشيلان وملابس وكليم وخزف ووحدات الإضاءة والديكور وديكورات المطبخ الخشبية بالإضافة إلى اللوحات الفنية، كلا من المنطقة المتخصصة لإنتاجه.
يعرض المكان 4000 منتج من أكثر من 5000 حرفي في نطاقات مصر المختلفة وهم ما يمثلوا 250 مجتمعًا مختلفًا في أغلبية المحافظات.
عقب أسامة على أن “الترحيب كانت السمة السائدة ما بين الحرفيين لما سمعوا إننا هنفتح مقر في مصر، كله عايز بعرض حاجته في المدينة بصورة تساعده يصل للأسواق الأكبر”.
ولم يكن الترحيب مقتصرا على الحرفيين فقط، فمؤشرات القبول وفقا لأسامة تعد بإقبال من الناس بصورة كثيفة. فعلى الرغم من عدم مرور وقت كبير للافتتاح الفعلي للمقر إلا إنه الكثير من الناس بدأت بالسؤال عن مواعيد بدء الورش وكيفية الحجز بها وتفاصيل الانضمام إليها.
تشمل الخطة المستقبلة ليدوية العمل على تصدير المنتجات اليدوية خارج مصر، لمساعدة الحرفيين في الوصول للسوق العالمي.