في “عيد الخويصة” صنعنا “خاتم” من “السعف”.. يوم في بيت “المقدس” عاطف
“شنطة وحصان وطوق وثعبان وخاتم وساعة وقربان وشكلمة وبسكوت وكعك” هكذا مضى الوقت بين أسرة عاطف رشدي، التي استضافت محررة “ولاد البلد” في يوم “حد السعف”، فضلًا عن بعض الحكايات والذكريات في الايام الماضية، في عيد السعف أو” الخويصة ” كما يعرفه أهالي نجع حمادي وقراها.
“حد الشعانين” هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة، يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى بيت المقدس واستقباله بسعف النخيل كمنتصر، كما أن العرب كانوا في الجاهلية يحتفلون بهذا اليوم “يوم السباسب” كما في قصيدة النابغة الذبياني “رقاق النعال طيب حجزاتهم / يحيون بالريحان يوم السباسب” والسباسب جمع سبسب: وهو شجر يتخذ منه السهام، وقيل هي القفار والمفازات.
اصطحبني عاطف رشدى، أحد موظفي بنك التنمية والائتمان الزراعي بنجع حمادى، رب أسرة مكونة من 5 أبناء وزوجته أمل، ذات الوجه البشوش، لديها من الحس الإبداعيى والذوق الكثير، لم يمر وقتا طويل حتى تشعر بالألفة وكأنك أحد أفراد الأسرة.
بعد العودة من الكنيسة، تجمعنا وجلسنا على الأرض، والسعف حولنا، بدأ المقدس عاطف، هكذا ينادونه في المنطقة، يحكي لي عن التهاني التي استقبلها أثناء عودته من العمل “كبير وصغير كل سنة وأنت طيب يا مقدس”، وبينما يستطرد في كلامه كانت الأيدي تستعد لصناعة الأشكال المختلفة من السعف.
بينما تروي أمل: ونحن صغار كنا نتسابق مع أطفال العيلة مين يعمل أشكال بالسعف أحلى وأسرع أو جديدة، ضاحكة “وكنا بنعاير بعض أت ما تعرفش تعمل أشكال زيي”، ولما تزوجت كنت بجمع أبنائي بالساعات من أول الأسبوع ونلعب ونعلم أشكال بالسعف.
وما زلت حتى الآن أشتري السعف من أمام الكنيسة “قلب السعف بـ5 جنيه منذ بداية الأسبوع”، أما عن أشهر الاشكال فتقول: الصليب والقربان الذي نضع بداخله الخبز المصلى عليه ويعلق بالمنزل طوال العام، لطرح البرك
المقدس عاطف عن زوجته “شاطرة وبتعرف تعمل اشكال كتير”، مبتسما “كل سنة بعمل معاهم بالسعف بس السنة دى لا”.
يتذكر احتفالاته وهو صغير “أنا أصلا من قرية نجع العيلة” تابعة لمركز أبوتشت وقطنت نجع حمادى منذ 1972″، كنا لا نعرف مين مسيحي ومين مسلم، مع أمي وخالتي والجيران نجلس سوا لساعات متأخرة لحد لما نطوبس “ننام”، ولا نعلم “الخويصة” لأي منا، حتي أن أختي من سلمها لزوجها في زفافها جيراننا المسلمين.
ومنذ السبعينيات مرت على مصر مغايرة وخلافات مفتعلة كثيرة بين المسلمين والمسيحيين، ومحاولات لتجاهل فئة على حسابة الأخرى.
وسط ضحك ولعب مينا الصغير، أولي ابتدائي، وألينور أول حفيدة العائلة، لن تغفل مدام أمل تقديم الشكلمة والكعك والبسكويت.
أما نرمين، جارتهم وزوج شقيق أمل، كانت والتي كانت تشاركهم العيد، تقول تعلمنا تلك العادات من أجدادنا، فجدتي كانت ماهرة في صنع أشكال عدة باختلاف الاحجام “لم أنس أبدًا أنها صنعت مرة جمل ضخم من السعف”