في ذكري ميلاد فارس الواقعية.. عاطف الطيب
وصفه النقاد بـ”نجيب محفوظ” السينما، لواقعيته ودقته في إحكام البناء الفني، عاطف الطيب، فارس الواقعية في السينما، تحل اليوم 26 ديسمبر 1947 ذكرى ميلاده، بمنطقة بولاق الدكرور، فهو قاهري المنشأ، صعيدي الأصل، إذ ترجع جذوره لجزيرة الشورانية في محافظة سوهاج.
البداية
عمل أثناء دراسته دبلومة المعهد العالي للسينما قسم الإخراج عام 1970 مساعدًا للمخرج مع مدحت بكير في فيلم “ثلاثة وجوه للحب”، وفيلم “دعوة للحياة”، وأثناء فترة التحاقه بالجيش أخرج فيلما قصيرا “جريدة الصباح 1972″، من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة.
عام 1973 عمل الطيب مساعدا للمخرج شادي عبدالسلام في فيلم “جيوش الشمس”، وفي العام 1978 أخرج فيلمًا قصيرًا من إنتاج المركز التجريبي بعنوان “المقايضة”، وعام 1979 عمل مساعد مخرج ثان مع المخرج يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية… ليه؟”، وبعدها عمل مساعدا للمخرج العالمي لويس جيلبرت في فيلم “الجاسوس الذي أحبني”، ومع المخرج جيلر في فيلم “جريمة على النيل”، كما عمل مع المخرج مايكل بنويل في فيلم “الصحوة”، والمخرج فيليب ليلوك في فيلم “توت عنخ أمون”.
“الغيرة القاتلة” أول عمل روائي طويل أخرجه الطيب عام 1982، لكن الفيلم لم يحظ بجماهيرية كبيرة ولم يلاقي نجاحا كبيرًا.
أعماله
قدم عاطف الطيب 21 فيلمًا في 15 عامًا، ربما ليس تاريخًا طويلًا في العمل السينمائي، لكن على عكس أقرانه من المخرجين، ظلت أعمال المخرج عاطف الطيب عالقة في ذاكرة عوام جماهير السينما نتناول منها أشهرها:
سواق الأتوبيس
تعتبر البداية الحقيقية للطيب فيلم سواق الأتوبيس الذي عرض عام 1982، ورجح النقاد أن سبب نجاح الفيلم انتمائه للمدرسة شديدة الواقعية، “سواق الأتوبيس” تم اختياره ضمن أفضل 10 أفلام مصرية، وحصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة التمثيل الذهبية لنور الشريف في مهرجان نيودلهي السينمائي الدولي، ليكون أول ممثل مصري يفوز بجائزة دولية، كما نال عنه “الطيب” جائزة العمل الأول في مهرجان أيام قرطاج السينمائية بتونس.
توالت بعدها الأعمال، فقدم عام 1984 فيلم “التخشيبة” في أول تعاون مع الراحل أحمد زكي، ثم “ملف في الآداب” عام 1985، وبعدها قدّم أحد أروع أفلامه الذي عرض في مهرجان موسكو السينمائي “الزّمار”، وفي عام 1986 قدّم رائعة نجيب محفوظ “الحب فوق هضبة الهرم” على الشاشة السينمائية، والذي قال عنه محفوظ: “لقد قدمت لي السينما العشرات من الأفلام، ولكني أعتقد أن الحب فوق هضبة الهرم من المعالجات السينمائية الجيدة، التي لم تستغل الأصل الأدبي لأسباب لا تمت للأدب أو الفن بصلة، إنما حول القصة الأدبية إلى شكل سينمائي متميز جعل منها بالفعل علامة مهمة في تطور السينما في مصر، وجعل من مخرجها بحق عميدًا للخط الواقعي في السينما المصرية الحديثة».
البريء
قدم الطيب فيلم “البريء” عام 1986 بطولة أحمد زكي، الفيلم الذي كان سببا في اندلاع الكثير من المشكلات مع الأجهزة الرقابية، نظرا لقضية تسلط الدولة واتباعها النظام الديكتاتوري، خصوصًا وأن الفيلم عرض بعد أحداث الأمن المركزي، الفيلم آثار ضجة كبيرة وقت عرضه، ربما لأنه كان صادما بشكل كبير، خصوصًا نهايته.
أفلام للبسطاء
قدم الطيب بعد منتصف الثمانينات أفلام وصفت بأنها تعبر عن صوت الظلم وقضايا البسطاء منها عام 1987 فيلم “أبناء وقتلة”، و”البدرون”، و”ضربة معلم” و”كتيبة الإعدام”
أفلام التسعينيات
شهدت فترة التسعينيات أشهر أفلام الطيب، فقدم خلالها في 1991 فيلم “الهروب” لأحمد زكي، والذي وصف بيئته الصعيدية التي كان دائما يحكي عنها، ونال عنه جوائز بمهرجاني فالنسيا والقاهرة السينمائي.
بعد ذلك عام 1992، قدم قصة حياة الرسام المناضل الفلسطيني ناجي العلي، ثم قدم “ضد الحكومة” لأحمد زكي، لا يزال مشهد المرافعة الختامية لأحمد زكي من أهم وأجرأ المشاهد الثورية في السينما المصرية، وتوالت بعدها الأعمال مثل دماء على الاسفلت، وإنذار بالطاعة، وكشف المستور، وليلة ساخنة، ليأتي بعدها آخر أفلامه الذي لم يكمله “جبر الخواطر”، لوفاته عام 1995 عن عمر ناهز السادس والأربعين.
تعليق واحد