في ذكرى ميلادها.. حكاية داليدا من شبرا للأوسكار
هي يولاندا كريستينا جيجليوتي، أو داليدا كما أطلقت على نفسها، فنانة سحرت العالم بجمال قوامها ورشاقتها وشعرها الذهبي، اعتلت مسارح العالم كله وشغلت صفحات الجرائد العالمية، لاحتلال أغنياتها لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان، ومن مصر إلى الأرجنتين، فما هي حكاية داليدا؟
ولدت أيقونة الجمال والرشاقة في مثل هذا اليوم السابع عشر من يناير لعام 1933 في حي شبرا، لأبوين من المهاجرين ترجع أصولهما إلى جزيرة “كالابريا” في جنوب إيطاليا.
حكاية داليدا ملكة جمال مصر
بدأت داليدا حياتها الفنية مشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر لعام 1954 لتفوز بها وتتوج ملكة جمال مصر وحصلت على حذاء ذهبي، ونشرت صورتها على أغلفة المجلات وهي بملابس السباحة، ما أغضب والدتها منها، ولكن الفوز شجعها على الحلم باحتراف التمثيل.
لم تحقق داليدا النجومية التي تمنتها في مصر، فسافرت إلى فرنسا في نهاية عام 1954، وهناك التقت بمدرب الأصوات، رولاند برجيه، الذي أقنعها بالاهتمام بالغناء، حين رأى أنها مغنية أكثر منها ممثلة وفي عام 1956، شدت بالفرنسية “بامبينو” Bambino، أول أغانيها التي حققت لها شهرة واسعة، ووضعتها على اعتاب النجومية.
سيجارة وكأس
أول فيلم قامت به داليدا بعد أن رشحها لبطولته المخرج نيازي مصطفى، وشاركتها البطولة الفنانة الراحلة سامية جمال، والتي أدت فيه دورها بشكل لفت الانظار إليها مما أهلها لأعمال أخرى مثل أرحم دموعي، واليوم السادس، والظلم حرام، وغيرها من الأفلام، إذ تجاوز رصيدها في الأعمال السينمائية أكثر من 12 عملًا فنيًا.
قدمت داليدا أكثر من 500 أغنية بأكثر من لغة، منها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية واليابانية والهولندية والتركية.
حلوة يابلدي
على الرغم من تقديمها العديد من الأغاني بأكثر من لهجة، ولكنها عبرت عن حبها لمصر وقدمت العديد من الأغاني المصرية التي تعبر عن حبها لمصر ولا يزال الجمهور يتذكرها ويحفظها نذكر منها أحسن ناس، وحلوة يا بلدي، وسلمى يا سلامة، ولا يا حبيبي والتقينا، وغيرها من الأغاني التي جعلت الشعب المصري يعجب بالأغاني التي غنت بها داليدا في حب بلدهم وبلدها، بسبب الشكل الجديد للأغنية الوطنية الذي قدمته، من حيث الكلمات التي تتغزل في مدن مصر كـ”أحسن ناس”، وتربط حب الوطن بالحبيب في “حلوة يا بلدي”هذا بالإضافة إلى اللون اللحني الحديث الذي تمتعت به تلك الأغنيات وقتها، لكنها داليدا الأجنبية في نطق الكلمات المصرية ما جعل الآذان تنجذب إليها قبل العيون، هذا بالإضافة إلى موهبتها.
جوائز عالمية
حصلت داليدا خلال مشوارها الفني على جوائز عالمية منها:
1957 كانت أول فنانة تحصل على الأسطوانة الذهبية
1959 نالت الأوسكار لأفضل أغنيه وجائزة “golden lion” في برلين
1960 نالت الأوسكار من راديو مونت كارلو
1960 تلقت أربعة اسطوانات ذهبية وأصبحت المغنية الأكثر شعبية في فرنسا.
وفي إيطاليا فازت بالجائزة الكبرى في مسابقة أغنية سان ريمو بـ اغنيتها “Romantica”
1961 حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل أغنية مع تشارلز ازنافور
1964 كانت أول مغنية تمنح الاسطوانة البلاتينيه عن ألبوم “La Danse de Zorba”.. عندما باع أكثر من عشرة ملايين نسخة.
كما أصبحت “La Danse de Zorba” الأغنية رقم واحد في فرنسا وإيطاليا والأرجنتين والبرازيل وبلجيكا وكندا.
وفي عام 1967 في مجلس مدينة باريس منحها الجنرال “de Gaulle” ديغول لقب “The Medaille de la Presidence de la Republique”.. ليس لأنها سفيرة الأغنية الفرنسية بل أيضا لطيبتها وتواضعها، لكن لم يأخذ هذا اللقب أي فنان آخر سواها.
رسالة أخيرة من حكاية داليدا
“سامحوني فالحياة لم تعد تحتمل”.. بهذه الكلمات قررت أسطورة الغناء صاحبة الوجه الجميل داليدا ترك الحياة بإرادتها، حينما أقدمت على الانتحار في الثالث من مايو لعام 1987، ليُسدل الستار على حياة فنانة أحبت حياتها بشدة، بعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بوضع صورتها على طابع البريد، إلى جانب وضع تمثال لها بالحجم الطبيعي على قبرها. لتنهي بذلك حكاية داليدا.
تعليق واحد