في ذكرى ميلادها.. تعّرف على “قطة السينما” مديحة كامل
قليل من نجمات السينما ممن أطلق عليهن الجمهور ألقابا متعددة، ومن بين هؤلاء مديحة كامل “قطة السينما”، الجريئة الحزينة، التي عشقت السينما وناضلت حتي أصبحت إحدى نجماتها، وقال عنها خبراء التجميل أنها تمتلك وجه به جميع مقومات الجمال، وكانت بداية ظهور مديحة كامل في الستينيات وبدأ مشوار وهي طالبة تدرس في كلية الآداب بجامعة عين شمس.
مديحة كامل
ولدت “قطة السينما” بالإسكندرية في 3 أغسطس عام 1948، ولأنها كانت تتمتع بشخصية قوية يغلب عليها الجرأة استطاعت مديحة كامل أن تعيش حياتها كما أرادت غير عابئة بأي ظروف أو أوضاع اجتماعية كانت ترى أنها تعيق مسيرتها وتقف في طريق تقدمها، فعاشت الحياة بكل صنوفها وبالتعبير العامي الأكثر دقة “بالطول والعرض”.
امتلكت “كامل” منذ صغرها موهبة فذة في التمثيل، وحصلت وهي في المرحلة الإعدادية على كأس أحسن ممثلة مدرسية عن دورها رابعة العدوية في المسرحية التي حملت نفس الاسم، ثم انتقلت مديحة كامل إلى القاهرة في عام 1962 والتحقت هناك بمدرسة “السنية الثانوية”، وفي خلال دراستها الثانوية أتيحت لها فرصة كبيرة للاشتراك في مسابقة لاختيار عارضات للأزياء، وكان النجاح حليفها وهو ما ساعدها على دخول هذا المجال، ولصغر سنها وقتها كانت تصاحبها والدتها طوال الوقت.
وقبل أن تنتهي من دراستها بالثانوية العامة وهي في سن السابعة عشر تزوجت من رجل الأعمال “محمود الريس”، والذي كان يكبرها بأعوام كثيرة، لكنه كان يتمتع بالأخلاق والمركز والعائلة المرموقة، كما أنه لم يكن معترضا أن تعمل في المجال الفني، وهذا ما شجعها على قبول الزواج منه، وفي عام 1963 أنجبت ابنتها ميرهان، وبعدها حصلت على الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس.
بدايات
كانت بداية مديحة كامل عندما أعلن التلفزيون عن مسابقة كبرى لاختيار ممثلات جدد، تقدمت مديحة كامل للمسابقة ونجحت، كما أعجب بها المخرج الكبير حسن إسماعيل، وقام بمنحها دور في تمثيلية “الحائرة”، وكان ذلك في عام 1964، كما حصلت مديحة في نفس العام على دور في فيلم “فتاة شاذة”، والذي كان بطولة رشدي أباظة، وشويكار، وأحمد رمزي، وكان من إخراج المخرج أحمد ضياء الدين.
كما ظهرت بعد ذلك في عدة أدوار ثانوية في بعض العروض المسرحية والأفلام السينمائية، وبالتدريج أكدت تواجدها في الساحة الفنية، وحصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم “30 يوم سجن”، ثم ابتعدت عن الأضواء لاستكمال دراستها لمدة عامين.
وفي عام 1970 قامت صديقتها ماجدة الخطيب بإسنادها دورا في فيلم “دلال المصرية” وأتاح هذا الفيلم للنجمة مديحة كامل فرصة مقابلة حسن الإمام والذي كان يطلق عليه “صانع النجوم”، كما عرض عليها بطولة فيلم “قطط شارع الحمراء” من قبل المخرج اللبناني سمير الغصين في عام 1971.
الفرصة الذهبية
فرصتها الذهبية كانت دور البطولة المطلقة في فيلم “الصعود إلى الهاوية”، عام 1978، أمام النجم محمود ياسين، ومن إخراج كمال الشيخ، حيث أدت شخصية الفتاة المصرية “هبة سليم” التي أدينت بتهمة الجاسوسية، وبعدها فتح عالم النجومية أبوابه أمام مديحة كامل، وقدمت ما يقرب من 75 فيلما خلال 12 عامًا.
اجتهدت مديحة كامل كثيرًا حتى أثبتت أنها فنانة متميزة، إلا أنها عملت في مجموعة كبيرة من الأفلام لم يحز سوى بضعة منها على إشادات نقدية وجماهيرية، ويعود هذا إلى أن ” قطة السينما ” كانت شرهة للعمل وكأنها تريد أن تعوض ما فاتها خلال فترة انقطاعها عن العمل، لدرجة أنها قالت “إنها لا تستطيع النوم سوى ساعات قليلة طوال أيام “، فقدمت خلال عام واحد ثمانية أفلام سينمائية.
أعمالها
من الأفلام التي قدمتها ” قطة السينما” “فتاة شاذة، أغنية على الممر اسم الحب، العقل والمال، عائلات محترمة، أصعب جواز، هو والنساء، العيب، حب وكبرياء، مطاردة غرامية، أين حبي، أبواب الليل، الكدابين الثلاثة، حب المراهقات، شقة مفروشة، أبطال ونساء، الاختيار، أختي، آخر الطريق، الحب والفلوس، أشياء ضد القانون، بريق عينيك، حب في باريس، الشيطان امرأة، البنات والمرسيدس، في الصيف لازم نحب، نعيمة فاكهة محترمة، بنات إبليس، امرأة قتلها الحب، لا يا أمي، دعوني انتقم.
وكذلك أفلام أبناء الصمت، زائر الفجر، عيون لا تنام، حبي الأول والأخير، الكذاب، أمواج بلا شاطئ، بعيدا عن الأرض، أذكياء لكن أغبياء، قطط شارع الحمراء، السكرية، زمان يا حب، التلاقي، نساء في المدينة، الأزواج الطائشون، الفول صديقي، عشرة على عشرة، دعاء المظلومين، أبو البنات، الرغبة، عذاب الحب، الجحيم، الأخرس، العرافة، سأعود بلا دموع، رحلة الرعب، السلخانة، درب الهوى، القضية رقم 1، تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة، الاحتياط واجب، لكن شيئا يبقى، المعلمة سماح، العفاريت، السقوط، شوادر، وغيرها الكثير من الأفلام.
وامتدت نجومية مديحة كامل إلى المسرح والتلفزيون رغم أنها كانت تقول أنها تحب السينما أكثر، ومن المسرحيات التي قدمتها هاللو شلبي، لعبة اسمها الفلوس، يوم عاصف جداً، حكاية لها العجب، الجيل الضائع، العجوز والبلطجي، حلو الكلام، وكان لها أعمال تليفزيونية مهمة منها “العنكبوت، الغشاش، الأفعى، أيوب البحر الورطة، ينابع النهر، ورائعة وحيد حامد البشاير”.
آخر المشوار
وكان آخر ما قدمته مديحة كامل للسينما فيلم “بوابة إبليس” عام 1993، الذي قررت وقبل انتهاء آخر مشاهده الاعتزال، وعانت “قطة السينما” لفترة طويلة من حياتها من إصابتها بضعف في القلب، وتعرضت في عام 1975 أثناء تصوير مسلسل “الأفعى” لأول أزمة قلبية، معاناة من الجلطات والأزمات القلبية على مدار عمرها، توفيت القطة مديحة كامل في 13 يناير عام 1997.
اقرأ أيضا
تعليق واحد