في ذكراه.. رحلة «سيدنا الحسين» من كربلاء إلى مصر
يحتفل المصريون وآلاف الأقطاب الصوفية بمصر في السابع عشر من شهر يناير من العام الحالي، بالليلة الكبيرة لمولد الإمام الحسين، بالتزامن مع إحياء ذكرى وصول الرأس الشريفة للإمام الحسين إلى القاهرة في عام 549 هجريًا، بعد أن نقلت من مدينة عسقلان الفلسطينية إلى القاهرة.
ولادته
مولانا الإمام الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- وكنيته سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابن السيدة فاطمة الزهراء البتول ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابن باب مدينة العلم الإمام علي بن أبي طالب، ولد في الثالث من شهر شعبان لعام 4 هجرية.
وفاته
الإمام الحسين الملقب بـ”أبو عبدالله” ولد بعد عام من ولادة شقيقه الحسن – رضي الله عنه وأرضاه – واستشهد وهو يبلغ من العمر سبعة وخمسون عامًا في العاشر من شهر محرم في موقعة كربَلاء بدولة العراق عام 61 هجرية.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – هو ثالث الأئمة الاثنى عشر من أئمة أهل البيت، وخامس أصحاب الكساء، وهو أيضًا خامس المعصومين الأربعة عشر وله عدة ألقاب أبرزها سيد الشهداء، وثأر الله، والوتر الموتور، وأبو الأحرار.
سيد الشهداء
بحسب محمد إمام، الباحث في التراث الإسلامي، فإن الإمام الحسين الملقب بـ”سيد الشهداء” استشهد في موقعة كربلاء بالعراق عام 61 هجرية، حينما قطع شمر بن ذي الجوشن – أحد رجال يزيد بن معاوية – رأس الإمام الحسين وذهب بها إلي معاوية في الشام لينال مكافأته بولاية إحدى المدن الإسلامية، فأمعن يزيد في فحشه وعلق الرأس الشريفة للإمام الحسين على أبواب مدينة دمشق السورية.
تضحية الحسين
يتابع الباحث في التراث الإسلامي في حديثه لـ”ولاد البلد”: أن يوم استشهاد سيدنا الحسن كان ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وذلك بعد مقتل أهل بيته وأصحابه، حيث ضحى سيد الشهداء بنفسه وأبنائه وأصدقائه، من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي.
وأضاف إمام: أن الحسين قابل مخططات يزيد بن معاوية، الذي كان يخطط من أجل اقتلاع شجرة الدين الإسلامي من جذوره، وقلب مفاهيمه وأصوله، إلا أن سيد الشهداء تصدى له وواجه ذلك لخطر وأفشل مخططات ابن معاوية، وقدم نفسه وأبنائه وأصحابه فداءً للإسلام.
رأس الحسين
يشير إمام إلى إن رأس سيد الشهداء بعد أن علقت على أبواب مدينة دمشق السورية بأوامر من ابن معاوية، ثم تم وضعها داخل خزائن السلام في نفس المدينة، حتى تم نقلها إلى مدينة عسقلان الفلسطينية، وذلك قبل أن تبدأ الحملات الصليبية في طغيانها بالدول العربية.
وذكر الباحث في التراث الإسلامي، أن هنالك العديد من الروايات التي تخص نقل رأس سيد الشهداء في مصر، وأبرزها وأصحها، رواية الحملات الصليبية التي كانت تنبش في القبور المعظمة عند المسلمين، وحينما دخلت الحملة الصليبية إلى دولة فلسطين، خشي الصالح طلائع بن رزيك، الذي كان وزيرًا للخليفة الفاطمي وأحد وزراء الدولة الفاطمية ومن أبرز فقهائها وشعرائها، على رأس الإمام الحسين أن يمسها الصليبيين بسوء خلال وجودها في عسقلان الفلسطينية.
ولفت الباحث إلى أن الوزير أوعظ الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله، أحد خلفاء الدولة الفاطمية بمصر في ذلك الوقت، بالحصول على رأس الإمام الحسين ودفنها بمصر خشيةً عليها، والتفاوض مع الصليبين بالحصول على رأس سيد الشهداء خوفا من نبش الصليبين، وبعد التفاوض اتفق الخليفة الفاطمي مع الحملة الصليبية على دفع مبلغ مالي كبير، وأرسل الأمير الأفضل ابن قائد الجيوش بدر الدين الجمالي إلى عسقلان الفلسطينية وحصل على رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه وحملها إلى مصر.
وألمح إمام إلى أن رأس أبو الأحرار وصلت إلى مصر، في يوم العاشر من شهر جمادي الآخر، لعام 548 هجريا الموافق 31 أغسطس عام 1153 ميلاديا، في موكب مهيب تقشعر له الأبدان وتخلج له جنبات الصدور وتنتشي بعزته الصدور وسط حالة من الفرحة لجميع الملوك والأمراء وجموع المصريين.
المصريون في استقبال رأس الحسين
وأكد الباحث، أنه لدى وصول الرأس الشريفة إلى مصر، استقبل المصريون موكبها بخلع نعالهم، ولم يكن بينهم مرتديا لنعاله، واستقبلوها بالورود والعطور والفرح والسرور، وانتشرت من موكب الرأس رائحة المسك منها في كافة الأرجاء التي مرت بها.
إنشاء مسجد الحسين
وأكد أن الخليفة الفائز بنصر الله، قرر إنشاء مسجدًا لرأس الإمام الحسين، وذلك في عام 1154 ميلادية، وأشرف على البناء الوزير الصالح طلائع، ليدفن فيه رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، بعد نقله من عسقلان بفلسطين إلى القاهرة وأسماه بمسجد الحسين.
مكونات المسجد
يتكون مسجد الحسين بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي بني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، من ساحة للصلاة تبلغ 3340 مترا ومبني إداري، ومكتبة ومصلى سيدات، وخمس صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بني من قطع صغيرة من القيشاني الملون، ومئذنة أسطوانية الشكل بنيت على نمط المآذن العثمانية، وله 3 أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء.
10 تعليقات