في «حميثرة والمقابر» وتوزيع «النوايب» يقضي أهالي قنا عيد الأضحى
تصوير – خالد تقي
بالرغم من أن الطقس الأكثر بروزا في احتفالات أهالي قنا بعيد الأضحى ذبح الأضاحي وشراء اللحوم والتهادي بها من منطلق التعريف الشعبي للعيد بـ”عيد اللحمة”، إلا أن طقوس العيد تتنوع بين صلاة العيد وزيارة المقابر وشراء الملابس الجديدة والحلوى للأطفال والتزاور بين الأهل والأقارب.
عيد اللحمة
يشير مصطفى عبدالراضي ، جزار 30 سنة، إلى أن إقبال الأهالي على شراء اللحوم في العيد الأضحى يزيد بشكل كبير، لأن الأهالي يعتبرون أن الاحتفال الأساسي للعيد يرتبط بتناول اللحوم من منطلق أن الشعيرة الأساسية بالعيد هي ذبح الأضاحي، لافتا إلى أن القادرين يقومون بذبح الأضاحي وتوزيعها حسب الشرع بينما يكتفي غالبية الأهالي بشراء ما يحتاجون من لحوم لهم ولأسرهم.
“النوايب”
وتلمح أم مصطفى، ربة منزل 50 سنة، إلى أن فرحة عيد الأضحى بالنسبة إليها تتمثل في إحضار “نوايب” اللحوم وإرسالها إلى بناتها المتزوجات، وهو طقس قديم تفرضه العادات والتقاليد، لافتة إلى أنها اعتادت أن ترسل اللحوم والخضروات والفواكه إلى بناتها المتزوجات.
الذبح
ويوضح العم صلاح حافظ، 80 سنة بالمعاش، أنه بعد عودة الرجال من صلاة العيد تبدأ عملية ذبح الأضاحي، لافتا إلى أنه من العادات الموروثة أن يضع صاحب الأضحية يده في دم الذبيحة ويطبعه على جدار أو باب المنزل وكذلك يفعل الأطفال، ثم تُقسم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، جزء للفقراء وجزء للأقارب والأصدقاء وجزء لأهل المنزل، وترسل أنصبة الفقراء أولا وبعدها أنصبة الأهل والأقارب.
زيارة الموتى
وتلفت أم علي، ربة منزل، 60 سنة، إلى أن العيد بالنسبة للنساء يبدأ من يوم الوقفة، حيث تقضي الليل كله في إعداد طعام اليوم التالي وهو “فتة الرقاق” باللحمة الضاني ومع بزوغ فجر يوم العيد تتجمع نساء المنزل لزيارة المقابر وتوزيع الصدقات والتي تسمى شعبيا “الرحمة”؛ وتكون عبارة عن فواكه أو أقراص “المخمرة”، ثم العودة الى المنزل قبل خروج الرجال إلى صلاة العيد لاستقبال الزائرين من الأهل والأقارب أو استقبال هدايا اللحوم التي ترد من الأقارب.
صلاة العيد
ويوضح جاد عبدالعاطي، 55 سنة، موظف بالسياحة، أن أهم طقوس عيد الأضحى هو حضور صلاة العيد والتكبير والتهليل حيث يتقابل الأهالي ويتصافحون في فرحة، لافتا إلى أنه بعد انتهاء الصلاة يتزاور الرجال فيما بينهم في المنادر والساحات.
الفول والحلاوة
ويشير حسن الشريف، 30 سنة، بائع حلوى، إلى أنه بالرغم من أن العيد عيد اللحمة إلا أن الأهالي يقبلون قبل العيد على شراء الحلوى والفول السوداني لتوضع في المنازل في صبيحة العيد، لتقدم للصغار والكبار كنوع من الاحتفال.
لحمة الفقراء
ويلمح حسن الدندراوي، 45 سنة، تاجر أسماك مملحة، إلى أن شريحة كبيرة من الأهالي تقبل على شراء الملوحة (لحمة الفقراء) – على حد وصفه -، مشيرا إلى أن نصف كيلو من الملوحة ومعه بعض حزم من البصل يكفي لإطعام ما لا يقل عن 10 أشخاص، منوها بأن طعم الملوحة المحبب يجعل معظم الأهالي ينصرفون عن تناول اللحوم.
في حميثرة
ويلفت عبدالرحيم الغول، 50 سنة، متصوف رفاعي، إلى أن العيد بالنسبة للمتصوفة يبدأ قبل الوقفة بأربعة أيام إذ تشد الرحال إلى جبل حميثرة، حيث يقع ضريح سيدي أبو الحسن الشاذلي ، لحضور مولده الذي يتزامن مع وقفة عيد الأضحى، ويتم تقفيل سيارات النقل الكبيرة بالخيام وتجهيزها بالأطعمة والمشروبات اللازمة للرحلة، مضيفا أنهم يقضون الأيام في الاحتفال بمولد الشاذلي ويقومون بعمل خدمات الطعام والشراب ثم يعودون في صبيحة يوم الوقفة لمشاركة أسرهم العيد.
ملابس وعيدية
ويلمح علي حسني، 35 سنة، عامل، إلى أن العيد يرتبط ارتباطا وثيقا بإدخال البهجة على قلوب أبنائه، من خلال شراء ملابس العيد أو تفصيل الجلباب البلدي قبل العيد بشهر على الأقل، وإعطائهم العيدية لشراء الألعاب والحلوى والتنزه، وأضاف معلقا: “العيد ميبقاش عيد من غير الأطفال”.
الكورنيش ينتعش
يشير عبيد أمين، 59 سنة، موظف، إلى أن الأهالي يذهبون إلى كورنيش النيل بقنا للتنزه والاستمتاع بنسمات الهواء الباردة، حيث تكون فرصة جيدة للأطفال للهو واللعب، لافتا إلى أن فسحة الكورنيش فسحة غير مكلفة ولذلك يقبل عليها الغالبية العظمى من الأهالي خصوصا في فترة المساء، كما يفضل بعض الأهالي زيارة أقاربهم وأصدقائهم في مساء العيد واسترجاع الذكريات السعيدة المرتبطة بالمواسم والأعياد.