فيديو وصور| حكاية شارع الجميل في قنا
في وسط مدينة قنا يقع شارع الجميل أو المحطة أو الجمهورية حاليًا، محتفظًا ببعض ملامحه القديمة، من بعض المنازل والعمارات القديمة التي يتخطى عمرها 88 عامًا بمدينة قنا، يقولون أن للزمن علاماته على الوجوه، للأماكن أيضًا ملامح متغيرة على مر العصور والأزمنة، وخاصة الشوارع التي تحفظ في سنايها عصور مضت.
حكاية شارع الجميل
في حقبة الستينات تحديدًا وحتى أواخر الثمانينيات لم نكن نعرف لاسم شارع المحطة حاليًا سوى “شارع الجميل”.. هكذا بدأ العم ماجد ماهر، أحد سكان الشارع، ومن مواليد 1961، حديثه، قائلا: “كانت تراودنا في طفولتنا تساؤلات عدة من نوعية لماذا شارع جميل، ومن هو؟ ولماذا هو؟ فأبائنا في الشارع كانوا يرددون حكاية جميل بك”.
قديمًا وفي عصر ما قبل ثورة يوليو 1952، وتقريبًا في أواخر العشرينات كان هناك مدير مديرية قنا ويدعى جميل بك، حينها شرع في الاهتمام بتجميل مدينة قنا، خاصة الطريق المؤدي لمسجد عبدالرحيم القنائي، الذي يعتبر المولد الذي يقام له سنويًا محفلأ دينيًا وروحانيًا، يتوافد عليه الزائرين من كل حدب وصوب.
كان شارع المحطة من أهم الشوارع، والذي يعد واجهة المسجد، فقام جميل بك برص الشارع الترابي حينها، وتمهيده، ومن حينها أطلق العامة وحتى في الدفاتر الحكومية “شارع جميل”، وحرف بعدها لشارع الجميل، كما كان ميدان المحطة حاليًا يعرف بميدان الكمال، ولكن عرف اليوم بشارع المحطة، والبعض يطلق عليه شارع الجمهورية.
أهم معالم شارع الجميل
بحسرة وخيبة أمل يقول عم ماجد أو بحبح حسب ما يعرف في شارعه: “من منا لا تخلو ذاكرته من ملامح الحي والشارع الذي كان يقطن به، وجيرانه، مهما بلغ عمره، فشارع الجميل كان يحتوي على العديد من المنازل القديمة الجميلة ذات الترسينة، والعمارات القديمة ذات الطراز الإيطالي التي تذكرك بعمارات وسط البلد بالقاهرة، كان يملكها بعض الأعيان منها: عمارة الدكتور نبيل فتحي، ويوسف بك فلتاؤوس، وقبل بناء الأبراج كان هناك فندق مزخرف بالخشب في ميدان الكمال (المحطة حاليًا)”.
يغضب العم بحبح كلما تذكر أن أغلب هذه العمارات هدمت، وتم بناء أبراج مكانها، مناشدًا وزارة الآثار وقسم التخطيط الحضاري بها بالنظر للشوارع، والوقوف على أهميتها كواجهة حضارية للمدن وخاصة مدينة قنا، لافتًا إلى أن الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا تهتم بالتراث الذي لم يتعدى تاريخه بضع سنوات، فتقيم للأنتيكات والأشياء الخردة مهرجانات ومعارض، لتسوق لنفسها وتاريخها.
ويوضح عم ماجد أن مع التطوير والتغيير ولكن بمحازاة الحفاظ على ما نملك من التاريخ والتراث المتميز، متمنيًا أن نعود بجمال بلادنا كما كان يطلق علينا قديمًا الجزيرة الأفريقية – على حد تعبيره.
فيديو:
تعليق واحد