فيديو| في مولد “البازات”.. أمنيات وبركات معلقة بالضريح
تصوير- محمد حيزة، محمود الحفناوي
ما إن يدخل المسجد حتى يتوه لا يلتفت لأحد، قدماه تعرفان خط سيره ومقصده “ضريح البازين”، تتعلق عينيه بالضريحين كأنه يخاطب أصحابهما، يطوف حولهما للتبرك بهما بغية قضاء حوائجه.
حدث هذا مساء أمس الخميس، في مولد البازات بمدينة طلخا، وتمر ربع الساعة وما زال أحمد محمد عبدالله، عامل في المسجد، على الحالة التي هو عليها، يحتجب عن الخلق ويختلي بالأحباب.
بحسب الدكتور أحمد العراقي، من نسب السيد منصور الباز الأشهب العراقي البطائحي، أحد أولياء الله الصالحين، فإن البازين كانا من تلاميذ أحمد البدوي وأبوالحسن الشاذلي، ومن كبار المحاربين في الحروب الصليبية بالمنصورة، ويتداول أنهما حاربا باستخدام رجل ماعز كانوا يلقوها على الأعداء فيلقوا مصرعهم في الحال.
اقرأ المزيد من هنا: مولد “البازات”.. صوفيون مفتونون بذكر النبي…
على مدار 24 عامًا اعتاد عبدالله الاحتفال بمولد البازات، وبعد أن يفرغ من التبرك، يبدأ ممارسة عمله فيستقبل المحتفلين ويتابع طوافهم ويلبي حاجاتهم.
“عشق آل البيت وحده هو ما دفعني للعمل في خدمة المسجد” هكذا يقول عبدالله، فمنذ طفولته يرى والده مأخوذًا بحب الأولياء، لم يكن يدرك ما يدور حوله وما سبب تجمع هؤلاء البشر، لكنها كانت مناسبة ينتظرها من عام لآخر.
يقول إنه عاصر الاحتفال بهذا المولد منذ سنوات، فكان مقصد كل عاشق للأولياء من جميع المحافظات، الجميع يلجأون للتضرع والدعاء والتبرك، يفترشون داخل المسجد وخارجه “مكنتش تعرف تقف من الناس”.
مشاهد عدة يتذكرها عامل المسجد، الطعام والشراب في كل مكان، “الخير كان كتير عند المقام، صواني الفتة واللحمة راحة جاية، والغلابة تقعد تاكل، والناس توزع في الشارع”.
لم تستمر تلك الفرحة طويلًا حسب وصفه، فبحلول الألفينات، بدأ رواد الضريحين يقلون من عام لآخر، حتى أصبح الآن مقتصرًا على عدد ضئل لا يتعدى العشرات.
تعليق واحد