فيديو| حكاية «البدري» أقدم بائع بوظة في نجع حمادي منذ الستينات
عربة لا يزيد طولها وعرضها عن المتر الواحد، يدفعها ويسير خلفها من الترعة الضمرانية حتى المنطقة الملاصقة لمبنى التضامن الاجتماعي القديم، المعلم عكاشة أحمد جاد، شاب عشريني في حينها، يبيع مشروب الـ”بوظة”، الذي تميز بطعمه الفريد عن باقي الباعة، مشهد من قلب مدينة نجع حمادي كان يتكرر يوميًا في الستينات.
تغيرت الأماكن والاشخاص لكن ظل طعم البوظة المميز ثابتًا، توارثه الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل، حتى أصبح محبينها يتوافدون على المحل بمنطقة الكوبري العلوي الجديد، كما كانوا أمام العربة الصغيرة، تحديدًا مكان معرض الملابس المقام حاليًا، بشارع بورسعيد.
توارث المهنة
أصبح البدري، ابن المعلم عكاشة ووريث مهنته من بين 6 أبناء أخرين، من أشهر المحال التي تبيع البوظة وأقدمها. يتهافت عليه المارة وزوار النجع من كل مكان، ليروى عطشهم، خاصة في فصل الصيف.
أشرف البدري عكاشة أحمد جاد، هكذا عدد اسمه. راويًا أن أسرتهم تنتمي لمدينة نجع حمادي، وكانوا يقطنون بمنطقة الترعة الضمرانية التي هدمت من سنوات. وصنع البوظة وأتقنها وأخذها أبًا عن جد، منذ كنا نسكن الترعة هكذا بدأ حديثه.
ويضيف: “بدأنا منذ أن كان كيس البوظة والكوب بـ5 قروش. العربة الصغيرة أصبحت كشك بعد سنوات قليلة. وحتى بعد وفاة جدي ظل أبي متمسكًا بصنع البوظة حتى كبر رأس المال”.
وسرد أنه في الثمانينيات بدأنا نلحظ نجاح المشروع. واستطعنا أخذ ذلك المحل في اوائل التسعينات. ساردًا لم نفكر يومًا أن يتحول إلى محل يبيع المرطبات المعتادة كباقي المحلات. تخصصنا فقط فى البوظة والسوبية لتميزنا بها، كما أنه “وش السعد” منذ أكثر من 55 عامًا حتى الآن. وعملت بها مع ابي في الثمانينات، وباقي أخواتي 3 إلا أصغرنا فضل العمل كمعلم، بالتربية والتعليم.
وتابع: تميز البوظة لدينا يكمن في الرزق وحب المهنة، فلا نضيف شيء جديد فهي لا تتغير أو تستحدث بل هي كما كانت قديمًا، دقيق، سكر، مياه، فانيليا، لكن الرزق هو فضل الله، ذاكرًا الرضا يميز صاحبه ويجازي الله العبد على اتقانه لعمله والدليل انظري “إحنا كنا فين وبقينا فين الحمدلله”.
موسم الصيف هو المميز بالنسبة لنا، فمازالت الناس هنا تحب البوظة، رغم انتشار المياه الغازية والعصائر المعلبة.