“اللوتس” و”النجمة” و”الشمامة”.. فوانيس رمضان بنفحات الزمن الجميل

الفوانيس من أشهر عادات رمضان، يرجع تاريخها للخامس من رمضان عام 358 هجرية، وهو اليوم الذي يوافق دخول المعز لدين الله الفاطمي لمدينة القاهرة ليلًا، فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، بحسب كتاب توثيق الحرف والمهن الشعبية- تحرير أحلام ابو زيد ومصطفى جاد، الصادر عن مركز توثيق التراث الحضاري 2009.

من هنا تحول الفانوس لوظيفة ترفيهية، وراح الأطفال يطوفون الشوارع، حاملين الفوانيس يطالبون بالهدايا والحلوى، التي ابتدعها الفاطمييون، لتنشأ بعد ذلك في مصر حرفة سمكري فانوس رمضان أو سمكري بلدي، كما أوضح الكتاب.

وفي حي تحت الربع في القاهرة، يسمى حاليا شارع أحمد ماهر باشا، وهو يمتد من ميدان باب الخلق، ويمر بجوار بوابة زويلة للقاهرة القديمة، التى لها شهرة تاريخية في صناعة فوانيس رمضان التراثية، يقيم عبد رب النبي، صانع فوانيس- 42 سنة.

يقول عبد رب النبي كانت صناعة الفانوس قديمًا تستخدم الزجاج الملون السادة، وحاليا يستخدم الزجاج المطبوع، وهو زجاج تُطبع عليه ألوان ورسومات، كما نستخدم الصفيح ونجمعه باللحام، أما الفانوس التقليدي، فهو فانوس معدني بزجاج ملون يضاء باستخدام شمعة.

وقد يحتاج الفانوس عمولة من النحاس، لكن ذلك نادر ما يحدث، كما أننا نعمل طوال السنة في تصنيع الفوانيس لنستريح في خلال شهر رمضان، رغم زيادة الطلب في ذلك الوقت

أشكال والوان

ينتشر حاليا فانوس خشبي من الأركت، محفور عليه أسماء منتشرة في مصر، مكتوب عليه “رمضان كريم” أو “هل هلالك”، وهو صناعة محلية، صغير الحجم ويستخدم كزينة فقط، وأصله من دمياط.

وهناك أيضًا فانوس الخيمية: وهو فانوس مكون من هيكل معدني أو خشبي، مشدود عليه قماش الخيمية المطبوع الملون وبأحجام مختلفة، ويستخدم في الزينة ولا يضاف إليه إضاءة.

كما يوجد فانوس الديكور: وهو فانوس يستمر طوال العام لأنه يستخدم في ديكور المنازل ويكون زجاجه بلون عسلي أو بني فاتح، ولون المعدن نحاسي أو أسود ومن الممكن إضافة إضاءة إليه كهرباء أو شمع.

مِن أقدم صناع الفانوس

يعد مجدي فهمى أبوالعدب، صاحب ورشة صناعة فوانيس رمضان- 68 سنة، من أقدم صناع الفوانيس فى القاهرة، يقول يوجد للفانوس أكثر من 250 نوعًا، ومر على مدار السنوات الماضية آلاف الأنواع.

يتابع نحن نتوارث في العائلة صناعة الفوانيس، وقد تطورت صناعته من مجرد علبة إلى فانوس له زجاج ملون يعكس أضواء ملونة.

أما أول فانوس أعرف اسمه، فكان فانوس فاروق أبو باب وله شمعة يليه فانوس عبدالعزيز، ومن أشهر الفوانيس الموجودة حاليا فانوس تاج الملك، وهو مدور ويعلوه تاج مثل تاج الملك.

يضيف أبوعدب أن هناك فانوس النجمة: وهو يشبه النجمة ومتعدد الأضلاع البارزة، وكذلك وشقة البطيخ: وجوانبه تشبه شقق البطيخ، و أبو ولاد: عبارة عن فانوس ملتصق به عدة فوانيس صغيرة بجوانبه كأنه فانوس يصحب أولاده، وفينيار نمرة 3: ونختص نحن بصناعته وهو فانوس صغير من الزجاج الملون البومبيه والقاعدة المعدنية والتاج المعدني.

اللوتس والشمامة التي لم تتغير رغم الزمن

يقول هاني صلاح أبوالعدب، صاحب ورشة صناعة فوانيس- 41 سنة، إن هناك أنواع من الفوانيس تتغير من عام لآخر، إلا أن هناك فوانيس مستمرة مثل فانوس البرج: وهو ارتفاعه عال ومتعدد المقاسات يبدأ من 75 سم، ويصل إلى 2.5 متر، وسمي البرج بسبب شبهه بالبرج العالي، فهو مربع الأضلاع، وقاعدته تتحمل ارتفاعه، لأن لها مسطرة زجاجية بالأسفل.

هناك أيضا فانوس الشمامة، ودوران أضلاعة تشبه الشمامة، وهو  صغير، لأن قاعدته مشرحة ومفرغة فلا تتحمل أن يصنع بأحجام كبيرة.

وفانوس اللوتس، وله تاج يشبه زهرة اللوتس، ويصنع بمقاسات تبدأ من 75 سم، وتصل إلى 1.2 متر، وهناك الفانوس المحجب، وزجاجه مقفل عليه بتحجيبة وله شمعة داخلية.

أما فانوس شويبس وفانوس بطاردة فأجزاءه الخارجية لها طارد، ويجد علينا هذه السنة الفانوس السلك وهو عبارة عن سلك مشدود على شكل أضلاع فانوس ويتم تكييسه بقماش الخيامية.

مشاركة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر