«فتاة الشاطئ والبطل الصغير».. فعاليات ورشة «الرسم والتلوين» لحملة عمارة البلد
تصوير: محمد الجزار
“فتاة تمشي على الشاطي بهدوء تخشى أن تلمس أطراف فستانها التي ترفعه قليلًا بأناملها الصغيرة المياه، وهي بعيونها الساحرة تنظر إلى الشمس التي تحول لونها الداكن إلى البني الفاتح”.. جميعها تفاصيل رسمة، منة علي، الطالبة في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة الإمام الشافعي، في ورشة أطفال حملة عمارة البلد.
نظمت مؤسسة “ولاد البلد” للخدمات الإعلامية، اليوم الثلاثاء، ورشة الأطفال الثالثة تحت عنوان “الرسم والعمارة”، باستضافة طلاب المرحلة الابتدائية من مدرسة الإمام الشافعي، بمكتبة الحضارة الإسلامية، ضمن فعاليات حملة “عمارة البلد.. هوية لا تستحق الهدم”، في حضور الدكتورة إيمان زكريا، أخصائي مكتبات أول بمكتبة الحضارة، والدكتورة شيرين بدري، أستاذ الفنون التطبيقية ومسؤول ورش الأطفال بالمكتبة، وهند إبراهيم، مدرس النشاط بالمدرسة.
بدأت الورشة بتعريف طلاب المدرسة عن حملة عمارة البلد، وهدفها الحفاظ على التراث المعماري، وبعدها تم تقسيم الطلاب على ورشتين، الأولى عن العمارة؛ تستهدف رسم مباني معمارية حديثة باستخدام أدوات هندسية “كالمسطرة والبرجل والمنقلة والمثلث والدائرة”، والثانية ورشة “رسم حر”؛ هدفت إلى التركيز على الجانب الإبداعي لخيال الطلاب، من خلال فتح المجال أمامهم لاختيار رسومات من خيالهم دون تحديد موضوع معين.
تعرف الطلاب في الورشة الأولى “العمارة” على الخطوط الهندسية التي يبني عليها المعماري المباني الهندسية، بالإضافة إلى معنى الزاوية والتوازي.. وغيره من التفاصيل الهندسية البسيطة.
أخذتها المدربة هي و3 زميلاتها على جانب آخر بعيدًا عن باقي الطلاب لتعطي لها المساحة في الإبداع لما لمسته فيها من حب للعمارة من الرسومات المختلفة على الورقة، مريم هشام، ترسم برج سكني وتحرص على توزيع الألوان بشكل يجذب العين، قائلة: “أنا بحب العمارة ونفسي أطلع مهندسة، وبسبب كدا ببقى ماشية أبص على الأبراج والطرق وألوانها، موضحة سعادتها لما أتاحته لها الورشة في رسم ما تحبه”.
أما في الورشة الثانية “الرسم الحر”، انطلق الطلاب في رسم العديد من الموضوعات البريئة والجميلة، المستنبطة من ما يدور حولهم.
الفراشة الصغيرة
فراشات تنتشر على ورقتها البيضاء لتلونها بألوان ساحرة، وتحول الرسمة إلى لوحة مبدعة، هاجر سعيد، الطفلة الجميلة، قامت برسم فراشات لأنها تحب ألوانها كثيرًا، كما أنها تنظر لها دائما وحركاتها البسيطة الخفيفة.
أما أحمد ياسر، البطل الصغير، قام برسم “كارتون”، موضحًا أنه يستمع إليه كثيرًا لما يقدمه من معلومات تفيده، وأخرى قامت برسم فتاة تتمشى على الشاطئ، متمنية أن تكون كالفتاة المرسومة.
الورشة لاقت ترحيب من إدارة المدرسة، نظرًا لما تقدمه من معلومات مفيدة وقيمة للطلاب، هكذا وضحت هند إبراهيم، مدرس النشاط، مشيرة إلى أن المدرسة وجدت في الحملة أهداف قيمة تسعى إلى الحفاظ على التراث المعماري، وبالتالي لم تترد في المشاركة بطلابها، خاصة وأن الحملة وجهت نشاطها إلى المدارس الحكومية والتالي قليلًا ما يوجه لها المشاركة في أنشطة أو حملات.
بعد انتهاء الورشتين تم توزيع حلوى على الطلاب كنوع من الشكر على مشاركتهم الجميلة والفعالة في الورشة.
وكانت قد نظمت مؤسسة ولاد البلد، الأحد الماضي، أول ورشة تدريبية للأطفال ضمن فعاليات حملة “عمارة البلد.. هوية لا تستحق الهدم”، بمكتبة الحضارة الإسلامية، بميدان القلعة بمنطقة السيدة، والتي حملت عنوان “طرق تشكيل الطمي في بناء منزل ريفي قديم” باستضافة عدد من طلاب مدرسة الأمام الشافعي للمرحلة الابتدائية.
وحضر تلاميذ وتلميذات مدرسة الإمام الشافعي، بإشراف رانيا مصطفى، ومتابعة خالد يوسف، مسؤول العلاقات العامة لثقافة الطفل بمكتبة الحضارة الإسلامية، وبحضور الدكتورة إيمان زكريا، أخصائي مكتبات أول بمكتبة الحضارة، وبدأت الدكتورة شيرين بدري، أستاذ الفنون التطبيقية ومسؤول ورش الأطفال بالمكتبة، بشرح مبسط وتطبيق عملي لكيفية عمل منزل ريفي من الطمي، ووزعت الخامات على الأطفال كالصلصال والعصي الخشبية، لتصميم أشكال مستوحاة من الريف المصري، كالمنازل القديمة والفرن البلدي وغيرهم.
عن فعاليات حملة عمارة البلد
كانت ولاد البلد للخدمات الإعلامية، أعلنت في 11 فبراير الماضي، عن حملة “عمارة البلد.. هوية لا تستحق الهدم” بمشاركة عدد من الجهات التنموية والتنفيذية والشركاء المحليين وبرعاية إعلامية من المصري اليوم والعين الإماراتية، وتشمل فعاليات في عدد من المحافظات إضافة إلى محافظة القاهرة لإلقاء الضوء على المباني المعمارية القديمة ذات الطراز المعماري، وتستمر الفعاليات المختلفة حتى 11 مارس 2018، بالشراكة مع العديد من المؤسسات الثقافية والتنموية وشركاء بالمحافظات المختلفة ومن المهتمين بالحفاظ على فن العمارة والهوية المصرية.
كما تنظم مسابقة بجوائز مالية، لهواة التصوير تدور حول التراث المعماري، ويتم الإعلان عن الفائزين بها خلال حفل في ختام فعاليات الحملة يوم 11 مارس 2018.
3 تعليقات