عرض لكتاب| "غوته ونابليون".. لغوستاف سايبت
كتب: مارك أمجد
كتاب “غوته ونابليون” يدور حول فرص اللقاء المتعددة التي شاءت الأقدار أن تقع بين أديب ألمانيا الأشهر يوهان فولفاغنج فون جوته وإمبراطور فرنسا الأعظم نابليون، ويستغل الكتاب تلك الحالة التاريخية الفريدة في توصيف العلاقات الإنسانية عامة التي تنشأ بين الفنانين والأدباء من جهة وبين رجال السياسة من جهة أخرى، خاصة لو كان هذا الفنان شاعرًا مرهف الحس، كتب عن السياسة والحب والحروب والقادة، وأعجب بواحد من أكبر غزاة العالم في القرن التاسع عشر.
تقلبت العلاقة بين جوته ونابليون واختلفت نظرة الأديب للإمبراطور بين شتى المواقف، فتارة كان يراه قائد حرب محنك ورجل لا ترد له كلمة، وأنه مكسب لأي شعب أو أرض يرأسها، وفي مواقف أخرى رآه جوته ديكتاتور حرب بلا قلب أو شفقة ستكون نهايته في أوضع مكانة بالجحيم، وفي حالات الغضب كان جوته يعبر عن خواطره وتوجساته من خلال أبيات شعره.
ما الذي جعل القرون تبدو شاحبة
بحيث لا يستطيع المرء أن يراها في أجمل أضواء الروح
لقد هربت كل الأشياء المتناهية في الصغر
ولم يعد ثمة وزن لغير البحر والأرض
وقد كان البحر هو الرابح في المقام الأول
حيث تنكسر على شاطئه الأمواج الفخورة كلها
فمن خلال النهاية الواضحة وقوة الهيجان
يخترق البلد القوي ويسلب حقوقها كلها
من تقديم الدار للكتاب:
في عام 1808 التقى في مدينة إيرفورت في ألمانيا رجلان كتبا التاريخ العالمي، كان الأول أكبر شعراء عصره، في حين كان الثاني أقوى رجال أوروبا، حيث لقد التقى جوته بنابليون، وقد تولد حوار غير قابل للفناء بين هذين العبقريين، ولدته عبارة نابليون التي خاطب بها جوته قائلا: “أنت رجل”.
يرسم غوستاف سايبت تاريخ هذا اللقاء بين رجلي القرن، ويصنع بانوراما الحقبة بأكملها، إنه كتاب متميز عن جوته، وهو في الوقت ذاته فضاء نقدي ثقافي تاريخي مملوء بالمتعة.
نبذة عن المؤلف:
غوستاف سايبت، ناقد أدبي ومؤرخ وصحفي ألماني، ولد عام 1959 في مدينة ميونيخ، وحصل على الدكتوراه من جامعة كونستانس عام 1987، كما عمل رئيسا لتحرير عدة صحف مرموقة، وهو يكتب منذ عام 2001 في جريدة “زود دوي تشه تسايتونج” (صحيفة جنوب ألمانيا). وقد عمل بين عامي 1998 و1999 أستاذًا زائرًا للنقد الأدبي في جامعة غوتينغن، وحصل عام 1995 على جائزة فرويد عن نثره العلمي.
نبذة عن المترجم:
الدكتور خليل الشيخ، حصل على الدكتوراه من ألمانيا عام 1986، ويعمل أستاذًا للدراسات المقارنة في جامعة اليرموك، كما عمل في جامعات أردنية وعربية، ومن أهم أعماله المؤلفة: “باريس في الأدب العربي الحديث” و”الانتحار في الأدب العربي” و”دوائر المقارنة” و”السيرة والمتخيل”.
ومن ترجماته عن الألمانية إلى العربية: “ما بعد اليوتوبيات” و”يوميات كافكا” و”أوروبا والشرق” و”آدم وإيفيلين”، إضافة إلى ترجمته أعمال كثيرة للناشئة والأطفال.
غوته ونابليون:
الكتاب تم تأليفه عام 2008 في برلين وصدر باللغة العربية عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة طبعة أولى عام 2012 في 400 صفحة من القطع الكبير، ترجمه دكتور خليل الشيخ وراجعه مصطفى السليمان.
2 تعليقات