عرض كتاب| «غذاء للقبطي» لشارل عقل
غذاء للقبطي
كتب – مارك أمجد
يقول الناشر عن الكتاب: “ما لم تكتبه أبلة نظيرة في كتابها الشهير رحلة داخل المطبخ القبطي بكل خصوصيته التي لا نعرف عنها الكثير: مائة وعشرون طريقة مختلفة لإعداد الفول المدمس، وطرق التحايل على النزعة النباتية للصيام المسيحي المستمر لفترات طويلة من العام، ومن قوائم الطعام اليومية ووصفات الطهو التقليدية ترصد عين الكاتب من داخل البيوت المحفوفة بالأسرار، وبلغة أدبية متعددة المستويات، عادات وممارسات وقيم مجتمع أقلية دأبت على الانغلاق على نفسها حماية لخصوصيتها الثقافية وسط مجتمع أكبر غير صديق طوال الوقت.
إنه درس في الأنثروبولوجيا والأدب وفي طهو الطعام وتذوقه أيضا، بمهارة كتابية استطاع المؤلف شارل عقل أن يمسك بخيط يجعل منه العمود الفقري الأساسي لكتابه “غذاء للقبطي”؛ وهي أول وأصعب خطوة يواجهها أي مؤلف حينما يقرر أن يتناول شريحة تمثل أقلية في مجتمع، ويبدأ يسأل نفسه عن الشيء الذي يميز هذه الأقلية عن البقية؛ هل هي الصلوات مثلا أم طريقة الملبس أم طريقة الكلام، لذلك نشيد بما التقطه ذهنه، لأن المطبخ القبطي فعلا هو أقرب مدخل لفهم عقلية المواطن القبطي المصري.
يقسم المؤلف الكتاب لأقسام جميعها شيق للقارئ غير المسيحي قبل المسيحي، وهي: “الفول وطرق عمله، والمخبوزات، الصيامي من منتجات السوق، ومأكولات رمضانية للأقباط، ومأكولات بحرية، ومنتجات الأديرة، ولحم الخنزير، والخمور، والمأكولات الرمزية في المناسبات القبطية المتنوعة، ومأكولات العيد”.
مقتطف من الكتاب
هل تعرف تلك الزجاجة؟ إذا كنت في منزل قبطي فاعلم أنها هناك بالتأكيد، زجاجة مختفية في أحد بوفيهات السفرة، محاطة بفوط مطبخ مصفرة لم تستخدم قط، وأدوات مطبخ لم تجد ضيفا عزيزا بما يكفي لتقدم له. إنها قابعة هناك وقد اصفرت ورقتها وصدأ غطاؤها قليلا، ولم يعد تاريخ إصدارها المكتوب عليها معروفا إذا كان معيارا لجودة التعتيق، أم دليلا على خطورتها وانتهاء صلاحيتها. بالتأكيد قد عرفتها، لا تدعها تنتظر أكثر من ذلك لأنها انتظرت كثيرا بالفعل واليوم الموعود لن يأتي أبدا، لا تدع طمع الاحتفاظ بزجاجة أثرية يصور لك مناسبة أفضل لاحتسائها، فيقولون إن زجاجة خمر جيدة يعد يوم فتحها مناسبة في حد ذاته. والآن هو الوقت المناسب. أحضر لنفسك كأسا ودعنا نحتس خمرا مرا، ونشرب في ذكرى جدي وجدك.
شارل عقل؛ كاتب وسيناريست مصري مقيم في بكين، الكتاب صدر عن دار الكتب خان عام 2017 في 304 صفحة من القطع الطولي المتوسط، في إطار فعالية أقامتها الدار لتنشر من خلالها أعمالا مميزة لا تخضع لقالب أدبي معين. وهو مزود برسوم لشارل عقل نفسه تحمل رموزا مسيحية من قبيل السمك والخبز والنبيذ.