عرض كتاب| «الأصل» للأمريكي دان براون
كتب – مارك أمجد
تدور الرواية الجديدة الأصل، للكاتب الأمريكي صاحب رواية شيفرة دافنشي الأكثر مبيعا في العالم كله دان براون حول مسألة لا تخص المسيحية على وجه التحديد هذه المرة، وإنما الأديان الإبراهيمية؛ خاصة أنهم الثلاثة يشتركون في قصة واحدة وأسس متشابهة لعملية الخلق، وبداية الكون؛ من أين أتينا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ طول الرواية تُطرح هذه الأسئلة في سبيل الوصول لشيء عن طريق أحداثها المتلاحقة المثيرة وشخصياتها التي تملك الكثير من المعرفة.
إدموند كيرش؛ عالم شاب في مجال الإتصالات والتكنولوجيا يقرر عقد مؤتمرا في متحف غوغنهايم في إسبانيا سيبث على الإنترنت ليشاهده ملايين الناس عبر العالم، كي يروه وهو يكشف عن السر الذي حسب زعمه ربما سيؤثر على علاقة الناس بالدين، لأنه سيجيب لأول مرة عن الأسئلة التي حاول كثيرون قبله وعلى رأسهم داروين الإجابة عنها. ما هو أصلنا؟ وإلى أين سننتهي؟ لكن من المفترض أن هذه الإجابات لن تأتي متوافقة مع ما تقره الكتب السماوية.
البروفيسور روبرت لانغدون؛ وهو الشخصية المحورية لجميع روايات براون، وأستاذ الرموز الدينية بجامعة هارفارد، يصل المتحف في أمسية العرض تلك، مثله مثل بقية المدعوين مِن قِبل صاحب الحفل إدموند كيرش، وقبل إعلان السر المنتظر بثواني يُقتل كيرش على يد قاتل مأجور لا نعرف مَن حرضه حتى الصفحات الأخيرة من الرواية. ليتحول بذلك روبرت لانغدون من مجرد مدعو، إلى شخص مطارد من قبل قوات السلطة الإسبانية لاتهامه بأنه على صلة بحادثة الاغتيال.
أمبرا فيدال؛ امرأة جميلة قائمة على متحف غوغنهايهم وصديقة عمل لإدموند كيرش، والمرشحة المستقبلية لتكون زوجة وريث عرش إسبانيا، الأمير جوليان المتيم بها. تتورط بدورها في الحادثة ويعلن القصر الملكي اختطافها من قبل البروفيسور الأمريكي روبرت لانغدون، كي لا تظهر في صورة الهاربة، إذ تلجأ للانغدون كي يفكا معا شفرات لغز مقتل صديقها والأهم؛ ما حاول قوله قبل مقتله.
كعادة دان براون في كل رواياته يحاول الارتطام بكيانات عظمى كي تحدث كتبه الأثر المطلوب، ففي ملائكة وشياطين مثلا تناول الفاتيكان والكواليس البابوية هناك، وفي حقيقة الخديعة تكلم عن وكالة ناسا وفي الرمز المفقود دارت الأحداث داخل مبنى الكابيتول. وهذه المرة في الأصل يلمح المؤلف لتورط القصر الملكي الشديد التعلق بالكنيسة في إسبانيا، في مقتل العالم الملحد الشهير إدموند كيرش كمحاولة من الكنيسة والأسرة الحاكمة للحفاظ على المسيحية من أي شيء قد يؤثر على من يدينون بها في كل أقطار المسكونة. لكن كعادة براون، يستطيع دوما أن يقلب كل ما أقنعك به، في الصفحات الأخيرة.
تحتوي الرواية مثل سابقاتها على دليل لكثير من الأماكن التاريخية والفنية الهامة في إسبانيا، الأمر الذي يحفزك للرغبة في السفر إلى هناك ورؤية ما يتحدث عنه بعينيك. أضف إلى عدد كبير من الشيفرات التي يحل لك بعضها ويترك الآخر لمخيلتك. زد على ذلك كم مهول من المعلومات، وهو سمة من سمات الكاتب منذ أول رواية له.
الرواية صدرت يوم 3 أكتوبر 2017 باللغة الإنجليزية، وصدرت بالعربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون في ديسمبر الماضي، في 464 صفحة من القطع الكبير، من ترجمة زينة إدريس. وإن كنت لم تقرأ لبراون من قبل، أرشح لك قبل هذه الرواية ملائكة وشياطين.
2 تعليقات