عائلة «الحلواني»: 100 عام من صناعة حلوى المولد في قوص
تشتهر عائلة الحلواني في مدينة قوص بصناعة حلاوة المولد النبوي. حيث مر أكثر من مائة عام ولا يزالوا يحيون هذه الصناعة ويتوارثونها جيلا بعد جيل. على بعد خطوات قليلة بمنطقة البطحة بوسط المدينة، يسكن محمود إبراهيم الحلواني، صانع حلاوة المولد النبوي يدويا. إذ تساعده زوجته وابنته في الصناعة خلال المواسم.
صناعة الحلوى
يقول محمود الحلواني لـ”باب مصر”: “أعمل في صناعة الحلوى منذ زمن. فكنت أجلس مع والدي منذ أن كان عمري 6 سنوات، وأشاهده وهو يصنعها يدويا. ولكن بدأت في مشاركته الصنعة فعليا وأنا بالصف الأول الإعدادي”.
وتابع: تعلمنا الصناعة أنا وأخواتي الآخرين منهم علي إبراهيم الحلواني، الذي أجاد صنعها ولكنه تركها بعد تعيينه بالإدارة التعليمة في قوص. فأنا الوحيد الذي أكملت في هذه المهنة ولم التحق بالجامعة أو أي عمل، حتى توفي والدي، وبدأت بعدها في العمل مستقلا في صناعة الحلوى وبيعها في المحل طول العام. وأقوم بتزويد الكمية في موسم مولد النبي الشريف، حيث تساعدني زوجتي وابنتي أوقات المواسم.
يذكر الحلواني أنه يعمل في هذه المهنة منذ أربعين عاما في نفس المكان بمنزله، حفاظا على إرث والده، وهو الآن يعمل على تعليم ولده عبدالرحمن هذه الصناعة ليتوارثها من بعده.
الملبن والفولية
يقول الحلواني: “نصنع منتجات كثيرة جدا في موسم المولد النبي. منها الملبن بأنواعه والقدومية والجزيرية والجوزية باللبن والسمن البلدي. وأيضا الفولية والسمسمية والجلاتينا، وغيرها من أنواع الحلاوة المعروفة”.
ويوضح: تعلمت من والدي الأمانة في العمل، وعدم الغش في الصناعة، فلا استخدم المياه في صناعة الحلوى أبدا. ولكن أدواتي بسيطة: أواني كبيرة وأدوات خشبية للتقليب. ومنتجات أصلية كالسمن البلدي، ولبن الجاموس، وقرع العسل، بالإضافة إلى سكر الجلوكوز، والسمسم المبشور، وجوز الهند والفول السوداني.
تفاوت الأسعار
يشير محمود إلى تفاوت الأسعار مقارنة بالماضي. حيث كان كيلو الفول المقشر على سبيل المثال بـ3 قروش في السبعينيات، ولكن منذ عامين ثلاثة وصل نفس سعر الكيلو لـ45 جنيها. بينما هذا العام وصل الكيلو 80 جنيها، نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام المدخلة في هذه الصناعة.
وينوه بأن ارتفاع الأسعار أثر على نسبة الشراء التي أقوم بشرائها واستخدامها في الصناعة، وبالتالي قلة المنتجات المصنوعة. وبسبب ذلك قل الإقبال على الشراء من جانب الأهالي هذا العام. حيث كان الزبون يشتري عدد من علب الحلوى ويوزعها على أهله. ولكن الآن يشتري الزبون علبة واحدة فقط لأولاده، وهذا يؤثر على حركة البيع والشراء في النهاية.
إرث العائلة
يتمنى محمود تعليم ابنه صناعة الحلوى يدويا، حفاظا على إرث عائلتهم. ويقول: “ببقي مبسوط والناس بتيجي تشتري وتترحم على والدي، وده بيخلد ذكراه في كل وقت بسبب هذه الصناعة والعمل فيها”.
أما عن مراحل العمل يقول: “البداية غلي السكر الأبيض على حرارة عالية ليتحول لجلوكوز. وبعدها نرفعه من على النار عند تماسكه، وتركه حتى يبرد. ثم نقوم بفرز الفول السوداني وتنظيفه من أي قشور ووضعه في سكر الجلوكوز وتقليبه جيدا حتى يتماسك ويتم تقطيعه بعد ذلك لقطع صغيرة”.
وتابع: تتم صناعة الجوزية بالسمن البلدي، فنقوم بتسخينها على النار وبعدها نضع جوز الهند، واللبن، والسكر. ثم يتم تقليبها جيدا وتقسيمها لقطع صغيرة أيضا. لافتا إلى أن بقية الحلوى تصنع بنفس الطريقة مع اختلاف المواد والأطعم، دون استخدام مواد كيميائية أو ماكينة كل شيء يتم يدويا.
اقرأ أيضا:
مديحة تتحدي الصعاب: «طردني مشرف هيئة التعليم وبعد 46 عام حصلت على الليسانس»