صور وحكايات: الرجل الذي تحرك مبكرا
يوسف صديق (1910 – 1975) هو ضابط مصري تخرج في الكلية الحربية عام 1933 وتخصص في التاريخ العسكري. شارك في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب فلسطين عام 1948. كان ناشطا سياسيا في اليسار المصري وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي نظم “حركة الجيش المباركة” عام 1952 للإطاحة بالملك فاروق، الحركة التي عرفت فيما بعد بثورة يوليو 1952.
كانت مهمة يوسف صديق تولى قيادة الكتيبة الأولى. وفقا للخطة، كان يجب عليه أن ينتظر حتى منتصف الليل لبدء التحرك، لكنه لم يُبلغ بالتغيير الذي أجراه جمال عبدالناصر بتأخير ساعة الصفر إلى الواحدة صباحا، ذلك التغيير الذي عرفه الجميع عدا يوسف صديق لأن معسكره كان بعيدا في الهايكستب.
بدأ يوسف في التحرك في الثانية عشرة صباحا وفقا للموعد القديم، وأسر قادته في الجيش والذين كانوا موالين للملك. في طريقه إلى مقر الجيش، التقى يوسف بجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وحدث بينهم جدل حول توقيت التحرك. كان جمال عبدالناصر يرى إجهاض الحركة والرجوع إلى الثكنات، لكن يوسف صديق أصر على الاستمرار وهاجم مقر الجيش واستولى عليه بعد قتال قصير مع الحرس الملكي. كان يوسف أول من أنجز مهمته وضمن نجاح الثورة التي غيرت تاريخ مصر.
بعد ذلك أصبح يوسف صديق عضوا في مجلس قيادة الثورة، لكن دعوته إلى عودة الحياة البرلمانية أدت به إلى الاعتقال ودخول السجن الحربي في إبريل 1954، ليُفرج عنه بعد أكثر من عام مع تحديد إقامته في قريته، والتي بقي فيها بقية حياته إلى أن توفى في 31 مارس 1975.
في 2022 تم هدم مدفن يوسف صديق ضمن أعمال إنشاء محاور مرورية جديدة.
المكان: مدافن الأباجية.