صور| نساء يرسلن الحب في مولد العذراء بقرية السلامية
تصوير: مريم الرميحي
بوجوه نورانية تزينها المحبة، وأزياء جميلة متباينة بين “طرحة” أو شعر مصفف، وبفرحة عارمة كانت نساء محبات يرسلن الحب للسيدة العذراء مريم على اختلاف دياناتهن مسلمات ومسيحيات، يحتفلن بمولدها، متخليات عن دور شريكات الفرحة، متحملات مسؤولية صنع البهجة ونشر السرور حبًا في السيدة مريم، وكأنهن يردن لها حبًا كان، أو ربما واجب تكتمت كل منهما عنه، ولابد من رده كما تفعلن مع بعضهن البعض في المناسبات.
“يا ذات البتولية، يازرع طاهر مبرور، يا شفيعة في المؤمنين، لكي السلام يا مريم”، بهذه الترانيم ترددن السيدات مع الحشد الأكبر والأشهر في قرية السلامية، بنجع حمادي، شمالي قنا، في هذا التوقيت من كل عام، حيث مولد العذراء، وهن في طريقهن إلى كنيسة العذراء مريم التي شيدت وسميت باسمها قبل 189 عامًا.
النساء أيضا يمتلكن إمكانية صنع البهجة بالفطرة، ولعل قدرتهن هذه هي ما نتج عنها هذه الأساليب والتصرفات المتميزة في التعبير عن حبهن للعذراء مريم.
نساء
بطرحتها ذات اللون الوردي كانت تزاحم بحب وشغف عاشق المحبات والمريدات لعلها تظفر بلمس لوحة حملت رسمة صورة مُتخيلة للسيدة البتول، مشهد لن تراه بهذا الصدق إلا في حب العذراء كما يحببن تلقيبها، وتحديدًا في احتفالية مولود العذراء الأشهر في قنا بقرية السلامية.
السيدة الثلاثينية رفضت ذكر اسمها، واكتفت فقط بالتعبير عن حبها للبتول، شارحة كيف هي قيمتها وقدرها في الدين الإسلامي، وكيف أنه دون النسوة تحمل سورة بأكملها من القرآن الكريم اسمها، وعما يخبره عنها الإسلام من طهر وعفة واعتكاف لله.
مؤكدة “أنا مسلمة ولكن قلبي يتعلق بالعذراء كما قلب مسيحية فمكانتها عندنا من الصالحين، راوية أنها تحرص على زيارة المولد كلما حانت لها الفرصة، وأن جدتها كانت تصوم صيام العذراء حبا فيها”.
الزغاريد
في مولد العذراء مريم بقرية السلامية، تسمع أذنك بوضوح الزغاريد التي تأتي من كل حد وصوب من الناس معتليات الشرف، والأخريات اللاتي تسرن على الأقدام مع زفة العذراء التي تجوب القرية من مقر الوحدة المحلية لقرية السلامية حتى الكنيسة، عبارة عن موكب يبدأ المحبون فيه برفع صور العذراء بتودد وحنو، والصلبان بأعداد كبيرة يجوبون بها الشوارع، مرددين الترانيم وجمل المحبة مع الزفة وكأن البتول عروس ووجب عليهن نشر الفرحة في زفتها.
تعليق الصور على المنازل وتزيين الشوارع
كما تلاحظ تزيين الشرفات والنوافذ بصور العذراء مريم، فضلا عن الزينة والرايات ذات الألوان المبهجة التى تحمل بعضها الصليب، وتتنوع في الألون بين الأبيض والأحمر في الغالب، يتعاون الجيرة في تعليقها مزينين الشوارع، بالإضافة لدهان جدران الشوارع المؤدية للكنيسة باللون الأزرق الفاتح بغرض التجميل رغم قدم المنازل المحيطة بالكنيسة والشوارع المؤدية إليها.
إلقاء الحلوى على الحشود في الزفة
لم تكتف كثير من نساء بالزغاريد والغناء للعذراء، إنما تتبارى السيدات في إلقاء الحلوى على الزفة للأطفال والمارة، لتسقط الحلوى على من كل بيت طوال مرور ملتقطها الأطفال، والبعض الأخر من السيدات يرين في ذرف الدموع تعبير عن فرحتهم.
جدير بالذكر أن كنيسة العذراء شيدت في عام 1830، وتم ترميمها فيما بعد عام 1976، وتحتوي على “أيقونة” تاريخية نادرة من بيت المقدس يرجع تاريخها لأكثر من 100 عام، أحضرها عجايبي أبو بطرس عند زيارتة لبيت المقدس وأودعها الكنيسة.
اقرأ أيضا
تعليق واحد