فيديو وصور| موكب العائلة الحجاجية يتقدم كرنفال دورة مولد “أبي الحجاج”
تصوير: أسماء الطاهر
شارك الآلاف من محبي ومريدي القطب الصوفي الكبير في الكرنفال الشعبي للاحتفال بدورة مولد سيدي “أبي الحجاج” بالأقصر، إذ توافدت الأعداد القادمة من عدة محافظات لحضور الدورة، كموروث إعتاده أهالي الأقصر منذ القدم.
والموكب المهيب الذي انطلق من ساحة ميدان أبي الحجاج، يضم أطيافًا مختلفة من محبي ومريدي العارف بالله سيدي أبي الحجاج، فالصغار والكبار وأصحاب المهن المختلفة، كلهم ساروا في موكب واحد بصحبة العائلة الحجاجية، ناشدين خلال ذلك أناشيد دينية وترتيلات كعادة توارثها أبناء المدينة لتصبح هذه الدورة الـ98 ليكتمل الاحتفال الـ800 في تاريخ الاحتفال بالقطب الصوفي سيدي أبي الحجاج.
فيما تقدم مسيرة الدورة سير الجمال المُحملة بالهوادج خضراء اللون، كما شاركت الأحصنة التي قام أصحابها بتزيينها بالملابس المزركشة، ويحمل البعض العٌصي خلال دورة المولد، فيما يقوم البعض الآخر بتوزيع الفاكهة من أعلى سيارات محملة بأقفاص مختلفة الأنواع من الفاكهة.
أما عن القرى المجاورة للبندر، فعادة ما تحافظ على أن يكون لها طابعًا خاصًا في دورة المولد، فهناك دورة للعوامية، ويشارك خلالها الشباب مع بعضهم بتجميع المال ويستأجرون عادة المطرب النوبي الشعبي محمد فوزي، كما يستأجرون سيارات محملة بمكبرات الصوت يطوفون خلالها أنحاء المدينة وسط غناء المطرب وترديد الشباب خلفه، احتفاءًا بدورة مولد أبي الحجاج ويستمرون في الاحتفال طوال يوم الدورة.
وخرجت الدورة الزينية بالسيارات المحملة بمكبرات الصوت وبالأعلام المختلفة، تجوب شوارع المدينة وتردد التواشيح وتوزع الحلوى خلال مسيرتهم.
وتشبه مظاهر الاحتفال بالدورة، احتفال المصريين قديمًا بالإله آمون في عيد “الأوبت”، وأشار الدكتور عبدالجواد عبدالفتاح الحجاجي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالأقصر سابقا، إلى أنه خلال دورة أبي الحجاج يجر الصبية مركبًا ويطوفون بها المدينة مثلما كان يتم في عيد “الأوبت” تمامًا، حيث كان يخرج موكب الإله من معبد الكرنك شمال المدينة، ليجرون مركبًا من معبد الكرنك إلى أن يصل الموكب إلى معبد الأقصر.
والعارف بالله القطب الصوفي الكبير يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد والمعروف بأبوالحجاج الأقصرى، ولد في بغداد وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية، وحضر إلى مصر ثم رأى في منامه رؤية تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير، فأقام مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر الذي يعد رمزا للعبادات المصرية القديمة منذ أقدم العصور.