صور| مضمار الخيل بمنشأة العماري.. أبرز طقوس الأقصريين للاحتفال بالمولد النبوي
مع حلول شهر ربيع الأول، الذي تشرف بميلاد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يوافق يوم 12 من هذا الشهر، تبدأ الاحتفالات بمختلف البلدان في مصر، لكن الصعيد يُضفي طابعًا خاصًا لتلك الاحتفالات من خلال ممارسة عادات توارثتها الأجيال كسباق الخيل، فهي من جهة إحياءً لتقاليد السلف خلال هذه المناسبة، واتباعًا لمقولة سيدنا عمر بن الخطاب علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل، من جهة أخرى.
هنا في منشأة العماري الواقعة شمالي محافظة الأقصر، يقام مضمار الخيول كل عام، احتفاءً بالمولد النبوي الشريف، ليبدأ السباق في أول ربيع الأول ويستمر لمدة عشرة أيام، يتبارى خلالها فرسان الصعيد في رياضة سباق الخيل على أنغام المزمار البلدي.
يقوم أبناء العائلات بتدريب الخيل استعدادًا للمشاركة في سباقات الفروسية التي تبدأ في مواسم المولد النبوي ومولد أبي الحجاج الأقصري، يتباهى كل فارس بخيله فالخيل في الصعيد تعبر عن العائلة أو القبيلة.
يٌعرف مضمار السباق في الصعيد باسم “المرماح” بكسر الميم، وهي كلمة مشتقة من “الرمح” أي الجري والسرعة، وهو لفظ دارج يستخدمه أبناء الصعيد.
وفي المرماح الذي يعد على أرض واسعة يتم تجهيزها خصيصًا لإقامة المرماح، يتم تمهيد الأرض وتحديد أماكن المشاهدة، حيث يحضر الآلاف من أبناء محافظات الجنوب كالأقصر وقنا وأسوان، ويتم توجيه الدعوات لأبناء القبائل والعائلات للمشاركة في الموروث الشعبي المتعارف عليه لدى أبناء الجنوب.
يقول عبد الجواد عبد الفتاح، مدير آثار الأقصر الاسلامية والقبطية سابقًا، إن عادة السباق في المرماح الذي يتم تنظيمه احتفالًا بحلول ذكرى المولد النبوي، هي عادة قديمة وتعتبر بمثابة فولكلور شعبي يقيمه أبناء الصعيد، لافتًا إلى أنه كان يقام قديمًا في المدينة، لكن حاليًا يقام بالقرى، مشيرًا إلى أن المرماح يقام في أكثر من قرية خلال احتفالات مولد أبي الحجاج الأقصري.
ويقول حسن إبراهيم، صاحب خيل، إن السباق بالخيل عادة معروفة لدى أبناء الصعيد تزيد من المحبة والتعارف بين أبناء القبائل المختلفة، مضيفًا؛ في السباق إذا فازت الخيل يستبشر صاحبها خيرًا، فهي معقودة بنواصيها.
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها